Sunday, September 28, 2008

How Omar Bakri Insulted My Mother

By Joseph El-khoury

Omar Bakri is a character. You have to give the man credit for making headlines at least as frequently as Britney Spears. His recipe is a mastery of insult and a sense of drama unrivalled in the circle of deluded radical fundamentalist clerics that also includes Abu Hamza and Abu Qattada. So when the British tabloid 'The SUN' (which shares a lot with Mr Bakri in terms of style) revealed that his 27 year old estranged daughter Yasmin Fostok was leading a grossly unislamic lifestyle, he responded with... more insults.

In a public retaliation to the revelations, he at first feigned ignorance of the whereabouts of his daughter, forced into an unhappy marriage to a Turkish man a few years ago, and the fact she had performed as an adult entertainer at venues in England and the Middle East. He then turned around, in a display of incongruous fatherly loyalty to claim that pole-dancing (and related activities) was a lesser evil in the divine eye than being a non-Muslim. In that context, my own poor mother seems to have definitely made the wrong choices in life. Now, I have to apologise to all those decent pole-dancers out there, as I have nothing against the profession as long as it involves consenting adults free of coercion. I will also apologise to Yasmin, as she is probably a much better company than her father. Having no direct link to Mr Bakri’s god or any other, I am unable to deny his claim. But common sense would dictate that for a religious fanatic obsessed with any display of female flesh, rubbing yourself against a pole in skimpy underwear would score significantly high on the ‘sin chart’, practically barring you from the gates of heaven. Or is Mr Bakri suggesting that converting to Islam trumps any behaviour, liberating women from the duty of wearing a veil and various oppressive measures imposed by his likes? I am usually uncomfortable with Omar and his colleagues, who insist on behaving like real-life ogres, being given air time. But on this occasion I find it necessary to comment on this masquerade that has gone one for too long and has been used by right-wing media to tarnish an entire religion and a culture (In the same SUN article, the writer makes the link with Abu Hamza’ son being a rubbish collector).

Repeatedly, the West has been accused of hypocrisy and double-double standard in their dealings with the Middle East. These accusations are well founded and at the source of the mistrust of the US and its allies among Arab masses. On the other hand there is no less hypocrisy in the way Muslim societies are turning a blind eye to the insulting words emanating from within their midst. It is no use calling Bakri and his associates an insignificant minority, as a short tour of the comments made on sites such as Elaph, Aljazeera and other Arab web outlets will reveal hatred, bigotry and ignorance beyond understanding. As Edmund Burke puts it so elegantly “The only thing necessary for the triumph of evil is for good men to do nothing”.

Friday, September 26, 2008

شيعة ضد حزب الله.. لبنان ساحة اختبارات

وائل عبد الرحيم


خلال ثلاثة أعوام واكثر استطاع "الاعتراض الشيعي" على حزب الله أن ينتج رموزاً يمثلون – على قلّتهم – علامات فارقة في الخارطة السياسية والثقافية في لبنان، وجذبت هذه الحالة دعماً إعلامياً غربياً وتمويلاً أميركياً بخلفيات اجتماعية لا تُخفي ضرورة العمل على "اختراق" الساحة الشيعية في هذا البلد.

30.9% نسبة التمويل الرسمي الأميركي التي قدمتها المؤسسة الوطنية من اجل الديمقراطية The National Endowment for Democracy (NED) للجمعيات اللبنانية ذات الطابع الشيعي من عام 2002 حتى عام 2005 (751 ألف دولار من أصل 2425049 دولار قُدّمت مباشرة للجمعيات اللبنانية).
ودلالات هذه الأرقام تصبح معبّرة إذا رُبطت بالأهداف المعلنة التي حدّدتها المؤسسة التابعة لوزارة الخارجية الأميركية والتي تتمحور كلّها حول ضرورة دعم الآراء المختلفة والتوعية على الديمقراطية في مناطق الجنوب اللبناني او في اوساط الجمهور الشيعي في لبنان.
لا تشكّل هذه الأرقام وحدها دليلاً على توجّه اميركي وغربي مضطرد نحو تقديم الدعم المالي والإعلامي والسياسي لمجموعات شيعية لبنانية تناصب حزب الله وحلفائه العداء. لكن آراء لمحللين وسياسيين اميركيين أعلنت صراحة وجود حاجة إلى تنمية أصوات الاعتراض الشيعي اللبناني. الاعتراض الشيعي تعبير يُراد به الحديث عن خصوم حزب الله في الوسط الشيعي منذ بداية الأزمة اللبنانية الأخيرة.. وهو طبعا لا يشمل الحديث عن الاعتراض الديمقراطي على الاستئثار الحزبي والحركي بين شيعة لبنان خلال العقود الأخيرة. وهو، على ما يبدو، نموذج صغير للاختبارات التي تجريها الإدارة الأميركية على المجموعات الطائفية والعرقية في الشرق الأوسط.

حالة فرضتها ظروف "ثورة الأرز"
منذ 14 شباط 2005 حينما اغتيل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وانقسم لبنان إلى معسكري آذار، باتت الحاجة إلى "الاعتراض الشيعي" أكثر إلحاحاً. وإذا كان الاعتراض الشيعي معقله في الجنوب اللبناني بشكل خاص (يوم كان اليسار الجنوبي أكثر توحّداً)، فإن الأوضاع الناشئة عن اغتيال الحريري تطلبت تغييراً في المهام والأدوار.. في الواقع كانت الحاجة إلى اختراع اجتماعي – سياسي لمعترضين شيعة من نوع آخر أكثر ضجيجاً وأقلّ تمثيلاً – (بانتظار الصحوة المنتظرة من أحد ركني الثنائية الشيعية نبيه برّي).
فاليسار الجنوبي الذي يضمّ أحزاباً وشخصيات ديمقراطية ووطنية، بات متهماً من فريق 14 آذار بالخضوع لأجندة سورية - إيرانية ربطاً بمواقفه التي تتمسك بدعم المقاومة في مواجهة إسرائيل وبرفض أي نظام وصاية غربي ولا سيما الأميركي – الفرنسي، ودون اعتبار لواقع ان اليسار اللبناني كان احد الخاسرين الأساسيين من النظام الذي ساد لبنان بين عامي 1990 و2005 وحكمته الوصاية السورية المشار إليها من تحالف 14 آذار / مارس.
لكن الاعتراض الشيعي الذي تلا اغتيال الحريري لم يشمل اليسار.. فليس المطلوب حركة اعتراض وطنية ديمقراطية متمايزة أو مستقلة في مواقفها عن التيارات التي تعصف بالمنطقة.
خرج اليسار من المعادلة السياسية.. أفسح المكان للسياديين لطرح البدائل.. ثم ذاب هذا اليسار بفصيله الأبرز (الحزب الشيوعي) في قوى 8 آذار اصطفافاً لم تنجح في إخفائه "المواقف النقدية" المنطلفة من قاعدة التحالف اللينينية الشهيرة (نقد الحليف!) وهي القاعدة التي اعتمدها أساسا خلال تحالفه "الالتحامي" مع الحزب التقدمي الاشتراكي خلال الحرب الأهلية.
وتتالت محاولات تظهير حالة شيعية متميزة عن فريق 8 آذار بدأت باجتهادات أفراد انضووا صراحة ضمن لجان تنسيق "ثورة الأرز"، ثم بالتجمع الشيعي اللبناني المتعثّر، ووصولاً إلى مواقف بعض رجال الدين والأكاديميين والمثقفين والناشطين خلال حرب تموز / يوليو الأخيرة، واخيراً ظهر تجمع يطلق على نفسه "التيار الشيعي الحرّ"، وصولاً إلى توزير ابراهيم شمس الدين في حكومة السنيورة العتيدة.
ومن كان يطرح نفسه ديمقراطياً في السابق، ألحق بصفة الديمقراطية وصف "شيعي حرّ".. بهذه الطريقة يرشّح كل طامح نفسه للأدوار التي يمكن ان تستجدّ في حال وصلت الأمور بالبلاد إلى حدّ الطلاق النهائي بين "أكثرية" 14 آذار والفريق الآخر الذي تتزعمه ثنائية حزب الله – امل.

الاستقلالية الشيعية خياراً؟
يدرك 14 آذار الذي كان ممسكاً بالسلطة في لبنان أنه من الصعب عليه تقبل اندماج أجسام ضئيلة في نسيجه وإن يكن تحت عنوان الاعتراض الشيعي.. فتركيبة القوى التي تشكل هذا التحالف لا تسمح له باستيعاب مغامرة كهذه لا سيما أن الاعتراض المشار إليه هنا لا يتمتع بالتمثيل الشعبي الحقيقي. لكن هذا لا يمنع التحالف الطائفي من استخدام "الاعتراض الشيعي" على اوجه مختلفة. يمكن الاستخدام من باب الضجيج – وهو استخدام مشروع بالمعايير السياسية - . فتدور الآلة الإعلامية لتحالف 14 آذار على وقع الاعتراض الشيعي وبأدوات "الاعتراض الشيعي" ودون مشاركة طبعاً للاعتراض الشيعي في أي قرار مصيري.
لكن الاخطر ليس الاستخدام الإعلامي للاعتراض الشيعي من قبل 14 آذار، بل استخدامه من التحالف إياه لتشويش الحليف الدولي وتضليله.. أسلوب جرى تعلّمه من النموذج العراقي (تقارير احمد الجلبي – فؤاد عجمي للإدارة الأميركية عشية حرب العراق). في تقارير الجلبي – عجمي ولوبي المعارضة العراقية عشية الحرب توقعات وتنبؤات لم يتحقق منها شيء (ما خلا سقوط نظام لم يكن تراهن على صموده إلا قلّة معميّة). ودفع الأميركيون ثمن هذه النصائح حتى باتوا اليوم يتحدثون صراحة عن هزيمة مدويّة في العراق، ونبذوا الجلبي ومعارضته معتبرين أنهم تعرّضوا لخديعة.
جدّد الحلفاء اللبنانيون نصائحهم، مستفيدين من اعتبار الإدارة الأميركية لبنان احد النجاحات القليلة في الشرق الأوسط.
حاولوا إيهام صنّاع الرأي والأوساط القريبة من دائرة القرار في واشنطن بإمكانية قيام البديل الشيعي المعتدل المستقل عن المحور – الإيراني السوري. حاولوا استصدار قرار بمنع كلّ تسوية في لبنان، وباستمرار الاندفاعة فيه على أساس ان "ثورة الأرز" هي إنجاز إدارة بوش اليتيم.
أصبح مقال رأي او مقابلة تلفزيونية أو موقف كاتب جديراً بإعلائه إلى مصاف الفعل السياسي المؤثر.
لم يعد مستغرباً في مرحلة ما ان تقرأ في الصحف والمجلات الأميركية بعد كلّ زيارة او جهد استثنائي لرمز من رموز التحالف الآذاري في لبنان عن "الاعتراض الشيعي" كحالة أقلويّة لكن شديدة الاحترام والهيبة في لبنان.
حتى كانت احداث 7 أيار / مايو التي جرت على وقع المتغيرات في المنطقة ولا سيما المتغير في العلاقة السورية الفرنسية بسكوت ضمني من جانب الإدارة الأميركية، فاظهرت ان الاندفاعة إلى الحسم التي كان فريق 14 آذار ولا سيما وليد جنبلاط وفؤاد السنيورة ينظّران لها لا اساس لها على ارض الواقع.

حالة أقلوية تستأهل الدعم؟
"شيعة ضد حزب الله"، عنوان مقال كتبه المستشار السابق في وزارة الدفاع الأميركية David Schenker مباشرة بعد حرب تموز ونشرته The Weekly Standard الأميركية (13/11/2006) قبل احداث أيار 2008 بنحو عامين، وفيه يستعرض مواقف "الاعتراض الشيعي" ليخلص إلى ضرورة دعم هذه الأصوات الاعتراضية وتشجيعها.
تحدث Schenker عن ثلاث شخصيات شيعية تشكل جزءاً من حالة "الاعتراض" الحالي على حزب الله. المحامي محمد مطر الذي يقاضي الشيخ عفيف النابلسي بتهمة إصدار الأخير فتوى يحرّم فيها على كلّ شيعي دخول الحكومة أو القبول بمنصب وزاري بعد اعتكاف الوزراء الشيعة في كاون الأول / ديسمبر 2005، والأستاذة الجامعية منى فياض التي نشرت في 8 آب 2006 - في فترة العدوان الإسرائيلي – مقالاً في صحيفة النهار اللبنانية بعنوان "ان تكون شيعياً اليوم" وتبدي فيه اعتراضها على حزب الله وأدائه خلال الحرب، والأستاذ لقمان سليم الذي (ووفقاً لـSchenker) "يدير جمعية غير حكومية ممولة من الاتحاد الأوروبي" ويبدي بدوره انتقادات لحزب الله. والجامع بين الثلاثة تحدّثهم بصفتهم الشيعية.
ويبدو أن التعاطي الإعلامي الغربي – والأميركي بشكل خاص – ما فتأ يركّز على أربع شخصيات باررزة في الاعتراض الشيعي: مفتي جبل عامل السيد علي الأمين، والدكتورة منى فياض، والمحامي محمد مطر، والناشر لقمان سليم.
يتحدث مقال نشرته صحيفة Christian Science Monitor الأميركية (15/12/2006) عن أن بعض الجهات الشيعية اللبنانية بدأت تطرح الأسئلة علانية عن أحادية حزب الله، وتتخوف من طموحات الحزب التي قد تلتقي مع المحور السوري – الإيراني وتعرّض مصالح الشيعة في لبنان على المدى الطويل للضرر. ويسمي المقال الشخصيات الأربع المشار إليها.
وتنقل الصحيفة عن الأمين أن تصرفات الحزب لا تصب أبداً في مصلحة الشيعة ولا في مصلحة لبنان.
ومع أن الصحيفة تلاحظ ان الأصوات الشيعية التي تعارض حزب الله لا تزال قليلة، إلا أنها ترى ان هذه الأصوات باتت تجذب المزيد من الاهتمام في الوقت الذي تحول في لبنان إلى ساحة صراع بين إيران وحلفائها الإقليميين من جهة، وبين العالم العربي الذي يسيطر عليه السنّة بقيادة السعودية ومصر.
وتذكّر الصحيفة بأن المفتي الأمين بات منذ أشهر أبرز المعارضي العلنيين لحزب الله ويرفض ما يتحدث عنه حزب الله عن "النصر الالهي".
وتضيف الصحيفة أن السيد الأمين كان في السابق مقرّباً من حزب الله وأحد أساتذة الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله حينما كان الأخير يدرس العلوم الدينية في مدينة قم الإيرانية في العام 1981.
ثم تستفيض الصحيفة في الحديث عن الدكتورة منى فياض، الأستاذة في الجامعة اللبنانية ومقالها الشهير "أن تكون شيعياً الآن"، والمحامي محمد مطر المحامي الشيعي الذي تحرك ضد حزب الله.
ويقول مطر للصحيفة "في النهاية يجب الدفاع عن مبادئ الجمهورية. وإذا كان البعض يريد العيش في مجتمع يقوده رجال الدين فليذهبوا إلى إيران".
كما لا تهمل الصحيفة الإشارة إلى لقمان سليم وموقعه الالكتروني "هيا بنا" وتنقل عنه أن اسمه ورد في لائحة العار التي وزعت عبر الانترنت خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان.
ورغم أن الصحيفة تشير إلى استطلاعات للرأي بيّنت أن حزب الله يجذب تأييد 90% من شيعة لبنان، إلا انها تنقل عن معارضين شيعة للحزب أن شعبية الحزب باتت أقلّ مما تظهره الاستطلاعات.
ويعترف الشيعة المعارضون لحزب الله بصعوبة منافسة الحزب على جمهوره الشيعي. وتنقل الصحيفة عن سليم قوله "لسنا مؤهلين لمنافسة حزب الله بوصفنا شيعة جمهوريون علمانيون، فلديهم الله إلى جانبهم، ومن المستحيل منافسته".
أما صحيفة The Washington Post الأميركية (10/12/2006) فتنقل عن منى فياض في سياق وصفها الأزمة الحالية في لبنان بين المعارضة والحكومة أن المعركة بدأت، "لقد فتحوا أبواب الجحيم. هكذا شعرت خلال الأيام القليلة الماضية".
وتتحدث الصحيفة أيضاً إلى محمد مطر الذي يجزم بأن "لبنان سيزول من الوجود إذا احتكرت قوة ما كل السلطة او باتت قوية جداً".

تمويل اميركي لبعض شيعة لبنان
هذا التوجّه من ضرورة التشجيع وتقديم الدعم التي يدعو إليها Schenker، لا يجد ترجمته في السياسة فحسب.. فمنذ سنوات تقدّم الولايات المتحدة الأميركية عبر المؤسسة الوطنية من أجل الديمقراطية (NED) دعماً مستمراً وغير منقطع إلى إحدى المجلات التي تُعنى بشأن الجنوب اللبناني أهمّ مناطق شيعة لبنان سياسياً واجتماعياً: مجلة شؤون جنوبية التي يرأس تحريرها السيد علي الأمين نجل العلامة السيد محمد حسن الأمين (دفعت Ned 53 ألف دولار خلال عام 2005 لتمويل صدور 12 عدد من المجلة وذلك بهدف تشجيع النقاش العام بشان إنشاء مؤسسات ديمقراطية في لبنان ولا سيما في المناطق الجنوبية، كما دفعت 30 الف دولار خلال العام 2002، و70 ألف دولار في 2003). (نقلاً عن موقع Ned)
ويتبدى الاهتمام الأميركي الحكومي أيضاً من خلال المنح التي قدّمتها NED إلى جهات وجمعيات غير حكومية بهدف معلن يتركّز على الاهتمام بالشأن الجنوبي – الشيعي. فجمعية "جيل" التي يرأسها السيد حكمت الزين وتعنى بشكل خاص بالمناطق الجنوبية تتلقى تمويلاً ثابتاً من Ned (25 ألف دولار عام 2002، 35 ألف دولار عام 2003، 35 الف دولار عام 2004، 50 ألف دولار عام 2005). اما اهداف التمويل كما تحددها المؤسسة الحكومية الأميركية نفسها فهي "تشجيع حقوق الإنسان والديمقراطية ومشاركة الشباب في الأنشطة المدنية في جنوب لبنان".
وتَحظى الجمعية الخيرية العاملية بدعم مستمر (48 ألف دولار عام 2002، 135 ألف دولار عام 2003، 135 ألف دولار عام 2004، 135 الف دولار عام 2005). ومن اهداف التمويل لتدعيم حاجات المجموعة الشيعية في لبنان إلى حقوق الإنسان.
وتشكل نسبة التمويل الحكومي الأميركي لهذه الجهات "ذات الطابع الشيعي" الخالص 30.9% من مجموع التمويل الأميركي للجمعيات اللبنانية من عام 2002 حتى عام 2005 (751 ألف دولار من أصل 2425049 دولار).

البدائل المعتدلة
سياسة تشجيع البدائل المعتدلة مرشّحة لمزيد من الازدهار في هذه المرحلة التي تحولت فيها الإدارة الأميركية من خطاب دعم نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط إلى دعم النظم المعتدلة وما تصفه بـ"الحكم الرشيد"..
لكن خطورة هذه السياسة لا تنحصر في أنها تخلق كيانات سياسية واجتماعية وهمية معزولة عن سياق التطور الطبيعي للمجتمعات في هذه المنطقة، بل ربما تطرح علامات استفهام بشان جدية الغرب والأميركيين بصفة خاصة في الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي لشعوب عانت طويلاً من اختزال إراداتها في نُظم تلقى دعم واحتضان الخارج.
في الحالة اللبنانية، ليس مأمولاً فعلاً أن تصبح "البدائل المعتدلة" – لدى الشيعة على الأقل – ذات ثقل وتأثير كافيين لتغيير الخارطة السياسية داخل الطائفة. مهما حاول الناصحون المحليون – وعبر بعض وسائل الإعلام والأبواق التي تروّج لفكرة دعم البدائل المعتدلة – تظهير مشروع ما لاستبدال سلطة التمثيل الشيعي بأخرى واهية لا أساس لها ولا مستقبل، فإنهم سيصطدمون بواقع أن في أميركا والاتحاد الأوروبي من يحرص على عدم الانجرار في التورط اكثر وراء المزيد الخداع. فمهما بالغ الأميركيون في الإشادة بمزايا المعتدلين العرب، لن تغيب عنهم الصورة النمطية للسياسي التاجر المحلي.. إنها صورة يحتقرها الكثيرون في سرّهم.

Monday, September 22, 2008

The Failed System and The Roaring Crisis

By Bachir Habib



The Wall Street that shaped the financial world for two decades ended last night, when Goldman Sachs Group Inc. and Morgan Stanley concluded there is no future in remaining investment banks now that investors have determined the model is broken”.

Christine Harper and Craig Torres, bloomberg.com, 22-09-08


The financial dinosaurs are finally realizing that we are simply witnessing the end of an era. The model that lasted for more than two decades is being dismantled, and it looks like the substitute is not yet in the pipe line.

The domino effect started with the credit crunch in the United States more than a year ago, and its direct impact in the financial field was predicted almost immediately by sensible analysts. High inflation rates driven by the flying energy prices and the global food crisis were a determinant factor in shaping the global dimension of the economic slowdown which spread from the US through Europe to affect seriously different markets around the globe. The current situation is one last episode in the bad economic saga created in part through a combination of economical and political policies that deserve a lengthy analysis. However it is important to pinpoint the invasion of Iraq as the starting point and its consequences as the main political engine to the economic crisis.

Beyond the fall of Lehman Brothers, the difficulties faced by Merrill-Lynch and the US governmental attempt to rescue AIG, it is the decision this week to reshape Goldman Sachs and Morgan Stanley into banks that is the clearest indication that the current financial model has reached its limit. It is such an irony to see these capitalist powerhouses expecting to be saved by public initiatives, in another word by an intervention of the state in the market. It is ironic because such big groups were the main promoters of neo-liberal principles criticizing and opposing any interference of the state in the economy.

A journalist colleague’s reaction after covering the events at the Lehman’s HQ in London was to echo the sadness of the “city boys” who were now facing unemployment for the first time in their life. Despite my best efforts, I couldn’t share his empathy for these young boys and girls, aged between 25 and 35, who had plans to retire at a very young age without any financial worries, because of the accumulated wealth in salaries, benefits and bonuses. My real concern was not for the young finance workers at Lehman but for the security employees and low-level administrators who earn salaries in line with the rest of us. They will now have to compete in a very difficult market to secure jobs that will guarantee them and their families a decent life in a time of recession and increasing cost of basic goods.

As for the young and dynamic category of investment bankers who have gotten used to playing “masters of the universe” from their glass towers, it is now time to come back down to earth with modesty and experience the reality of a life where your actions do have consequences. And it is also time for the specifically Arab elements among them to reflect on how they could use whatever skills they acquired in the interest of moving things forward in a Middle East they helped create through a combination of antisocial policies, while turning a blind eye to bad governance and colluding with dictatorships. It may sound like a wishful thinking, but who ever believed a Republican administration would be proactive in nationalizing Wall Street.

Thursday, September 18, 2008

Bye Bye Ehud, Hello Tzipi

By Joseph El-Khoury


When Tzipi appeared on our screens, as the Israeli war machine pounded Lebanon in July 2006, we knew she would be destined for great things. The woman fitted the profile of a future Prime Minister of Israel as long as the conditions were right. These conditions soon became reality with the leadership failures of her boss Ehud Olmert. The Arab press headlines focused on the fact that Tzipi was a woman placing her name next to that of Golda Meir, the only other woman to have occupied the post between 1969 and 1974.Golda Meir was only the third woman in the world to lead a country. In 2008, this is no longer exciting except in our misogynistic Arab world and the similarities between the two ladies are hard to find. A first generation immigrant Meir had been a lifelong militant of the Left, climbing the ranks of the Histadrut (Labour Union) and the Labour party to become chairman. It is in this capacity that she replaced Levi Eshkol who died a sudden death while in office. When she became Prime minister in 1969, Meir was 70 and at the culmination of her political career. Born in Tel Aviv in 1958, Tzipi Livni is 50 but looks 45. Her first elected post as a member of Knesset for the Likud Party was in 1999. Her major break came in 2005 with the establishment of the Kadima Party by Ariel Sharon. She was appointed foreign minister by default in 2006 but following 8 years of tribulations on the Centre-Right of Israeli politics she still has a lot to prove. A popular Israeli blogger recently mocked her lack of experience in an article titled ‘Tzipi Livni’s achievements’. Superficially, her record so far reveals a combination of hard rhetoric and pragmatic discourse, depending on the audience. Having narrowly defeated Shaul Mofaz, her focus will be on the nearing elections with tough competition from Ehud Barak and Benjamin Netanyahu, both seasoned politicians with a hawkish image favoured by a brainwashed and paranoid Israeli public. Even if she gets elected at that stage the road ahead is littered with obstacles. Golda will always be most remembered in the Arab street for authorising the targeted assassination of leading Palestinian figures in reprisal to the Black September attack at the Munich 1972 Olympics and for leading Israel through the Yom Kippur war in 1973. What will be the inexperienced Tzipi’s legacy? More settlements and another round of confrontation with Hezbollah or the return of the peace process?

Monday, September 15, 2008

ملح الأرض تحت الركام يا مصر

وائل عبد الرحيم


فترة قصيرة فصلت بين الانهيار الصخري في جبل المقطّم على سكان قاطني "المنازل العشوائية" هنالك وبين وصول اجهزة الحكومة إلى المحلّة.
بعض العارفين بالشؤون المصرية يعلّقون ساخرين متندرين قائلين ان أول الواصلين إلى المكان كانت قوات الأمن المركزي وليس فرق الإغاثة التي تلتها لتنتشل اكثر من 80 جثة وعشرات الجرحى الاخرين.
وصول قوات الأمن باعداد كثيفة كان هدفه طبعاً ضمان صمت الضحايا، ففي مصر كما في معظم البلدان العربية يُسمح لك إن كنت فقيراً ان تموت، ويُسمح لأقارب الضحايا ان يدفنوا قتلاهم وان يتقبلوا التعازي بـ"قضاء الله وقدره"، ولكن من الممنوع ان يحتجّ الضحايا على الإهمال وأن يطالبوا بإزالة الظروف التي أدّت إلى الحادثة، او ان يطرحوا أسئلة على سبيل "من المسؤول عن المقتلة؟".
هذه هي سياسة الحكومات، ولاسيما الحكومة المصرية، في التعامل مع شعبها الذي يسكن عدد هائل منه في منازل وبيوت وأبنية تعرف بـ"العشوائيات" أي منازل بل مناطق باكملها مبنية دون تراخيص رسمية ودون تخطيط فقط لأن سكانها من المعدمين والفقراء الذين لا يجدون القدرة على تأمين سكن شرعي لائق لهم ولعائلاتهم.
وتفتقد هذه المناطق إلى الحدّ الأدنى من السلامة، كما إلى ابسط مقومات العيش الكريم والخدمات الاساسية.
إذن، هي سياسة حكومية تقارب الأزمات الاجتماعية من منظور امني اولاً وسياسي ثانياً، وبعدها يصبح من الطبيعي ان تشارك أجهزة المخابرات والبوليس السياسي في نقاش مسائل الفقر والبطالة والتعليم وغيرها.
تعكس الدراسات والتقارير التي تُعنى بقضية العشوائيات في مصر تضارباً مهولاً في الأرقام بين اجهزة الدولة المختلفة.
ففي حين يتحدث تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية للعام 1996 (الذي تتبناه ايضاً وزارة التخطيط) عن أن 34 بالمئة من مناطق القاهرة "عشوائيات"، تشير دراسات خاصة إلى رقم الـ 60 بالمئة، كما أن لجهاز التعبئة والإحصاء أرقاماً اخرى، ولوزارة التنمية تقديراتها المختلفة.
وتشرح لي باحثة مصرية تعدّ اطروحتها الجامعية عن هذه القضية أن التضارب في الأرقام يعكس نظرة الحكومة في التعامل مع هذه المشكلة الحيوية، فهي اولا تفتقد إلى القدرة على حلّها لأنها لا تربطها بالتنمية والاقتصاد، وثانياً تعتمد مقاربة سياسية.
فغالباً ما تصدر الصحف القومية في مصر وفي عناوينها 'وبالبنط العريض مثلاً "مشروع لبناء مدارس في المنطقة الفلانية العام المقبل"، او "مشروع لتمديد مجاري الصرف الصحي خلال ثلاث سنوات"، لكن نادراً ما نقرأ في هذه الصحف عن مشروع تمّ او دشّن.
إذا كان هناك في القاهرة 18 مليوناً على الأقل، وإذا كان 50 بالمئة منهم يعيشون في مناطق وأبنية عشوائية، فهذا يعني ان 9 مليون مصري في القاهرة لوحدها مهددون بالموت في أي وقت وخصوصاً عند أي هزة ارضية او زلزال الخ.
وإذا كانت الحكومة المصرية تتدخّل لمنع اعتصام رمزي لأهالي الضحايا وناشطين في ميدان طلعت حرب وتفرق الحشد المتواضع فإن هذا يعكس الخوف الرسمي من غضب الناس حتى لو كان المعبرون عن الغضب بضع عشرات.
فماذا لو خرج 10 بالمئة فقط من 9 مليون مصري (وهذه أرقام لا ادعي حتى أنها تقريبية وأترك الحسم فيها للمختصين) ليقولوا إن الأوان قد آن كي يخرجوا من القبور ومن "العشش" ويسكنوا كبشر في منازل تضمن لهم السلامة على الأقل؟ الا يكفي هذا لكي يشعر سكان قصر هيليوبوليس وسائر القصور والعِزَب بالخطر الداهم على مصالحهم وامتيازاتهم؟
انا لا ادعو إلى ثورة.. انا اتمنى فقط ان يروي "ملح الأرض" بعضاً من غليلهم!


Friday, September 12, 2008

Sunni Revivalism

By Joseph El-Khoury

Supporters of Saad Hariri celebrating in the streets of Beirut last spring (AP)

Something irritating is happening within the Future Movement. Whether it is the inspiration of Ramadan or instruction from the Saudi High command, key pro-Hariri MPs seem to be repeating different versions of the same message: It is time for the Sunnis to hit back. Ghinwa Jalloul, a prominent female MP recently insulted a significant proportion of the population in an ill-fated speech claiming ‘Beirut for the Beirutis’ to which a puzzled Waleed Jumblatt responded with a proto-scientific question? ‘Do we need DNA to determine who is a Beiruti?’ It seems ludicrous to suggest that in a small country like Lebanon, which suffers from an uber-centralised bureaucracy, the capital could suddenly claim a status of ‘Forbidden City’. But when we substitute Sunni for Beiruti and we place Jalloul’s words into the context that sees Hariri vying for support among the Sunni masses we experience a moment of revelation: So Beirut has essentially a Sunni identity... just like Tripoli and Saida. Only a few days earlier, Tripoli MP Mohammad Kabbarah had announced solemnly that Tripoli was ‘the capital of the Sunnis’. A fascinating statement that authorities in Cairo, Damascus and Baghdad, not to mention Riyadh, are likely to refute.
The Lebanese Sunnis approach to politics has always differed from other sectarian groups. Essentially conservative and reluctantly militant, they were uncomfortable with the Left and proportionately underrepresented in the political parties of the National Movement. Inspired by Nasserism, their true loyalty lay with the traditional merchant families of Beirut, Tripoli and Saida. That is until the Hariri machine’ systematic onslaught on the established hierarchy within the community. New money powered by the Saudi Kingdom trumped the comfortable network of Beyks who had played an important role in establishing the Lebanese entity during and after the French mandate. The late Rafik Hariri, love him of loathe him, rose from obscure Saudi protégé to a Lebanese figure that transcended the sectarian divide until his assassination in 2005.
Today the Future movement, headed by his son Saad, has lost all national dimension and can only hope to recapture the Sunni heartland, plagued by disillusion and the Islamist temptation. While this process had slowly been evolving since the 2007 confrontation With Hezbollah-Amal in Tarik Jdide, the comments heard over the past few weeks signal a turning point in the mediatic approach adopted by the movement. In their efforts to counteract Shiite self-assurance through the strengthening of Sunni cohesion Hariri and co might get more than they bargained for.

Tuesday, September 9, 2008

حزب الله والقوات اللبنانية: الدولة والحزب - الطائفة

بشير حبيب


ليس ما يكتب هنا مقارنة بين حزبين لا يمتان لبعضهما بأي صلة من الناحية الايديولوجية او العقائدية، بل ان ما يلي وصف لحالتين لا يمكن لمن عايشهما الا ان يتوقف ليسأل لماذا تتكرر التجربة في الاطار نفسه ولكن بلاعبين مختلفين.
في الكلام عن تجربة حزب الله، وتجربة حزب القوات اللبنانية في ثمانينيات القرن الماضي في لبنان ما يدعو لوضعهما ضمن اطار مثلث مؤلف من ثلاث ثوابت هي الطائفة والدولة والحزب.
بين علاقة حزب الله بالطائفة الشيعية وعلاقة القوات اللبنانية بالطائفة المسيحية في الثمانينيات ما هو مشترك احتكار قرار الطائفة. فقوات الثمانينات بهيكليتها العسكرية والاجتماعية والاقتصادية ناهيك عن السياسية كانت ناتجا لتطور ميداني-سياسي قضى بتوحيد الطائفة المسيحية ضمن منظومة عنوانها المقاومة بدأت تتجلى في نهاية السبعينيات من خلال مبدأ توحيد البندقية. وكانت النتيجة السياسية لتوحيد البندقية المسيحية في ذلك الحين وتحديدا "ترويض" ميليشيا نمور الاحرار (التي كان يقودها داني شمعون) اطلاق دينامية مجتمعية-سياسية تحمي المشروع المقاوم وتوظف كل الطاقات السياسية المتاحة في المنطقة الشرقية حينها لانجاحه. نجحت القوات من خلال الدروس العسكرية التي لقنتها لكل من يفكر بالتغريد خارج السرب بالايحاء للعلن ان الاحزاب المسيحية في المناطق الشرقية تنضوي كلها تحت لواء المقاومة المسيحية. وتجلى ذلك عمليا من خلال ما كان يعرف بالجبهة اللبنانية التي كانت تضم بالاضافة الى القوات، كل زعماء الاحزاب المسيحية في المنطقة.
تجربة حزب الله وعلاقته بالطائفة الشيعية لا تختلف كثيرا عن تجربة القوات اللبنانية. فهذا الحزب الذي نشأ على خلفية الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982 وفي الوقت الذي كانت لا تزال فيه مقاومة الاحتلال الاسرائيلي وطنية خاض حرب تغيير ثوابت نجح فيها بالدرجة الاولى بنقل المقاومة من وطنية الى اسلامية مع كل ما تضمن ذلك من فصول معارك وتصفية قادة لن ندخل بتفاصيلها الآن، وبالدرجة الثانية توحيد البندقية داخل الطائفة الشيعية والتطويع السياسي والعسكري لحركة امل التي كانت صاحبة القرار في الطائفة، والتي لا تزال علاقتها بحزب الله تذكرنا بعلاقة القوات اللبنانية بحزب الوطنيين الاحرار خلال الاعوام التي تلت معارك توحيد البندقية اوائل الثمانينيات.
ولكن النجاح المرحلي للمشروع السياسي المقاوم ان عند قوات الثمانينيات او عند حزب الله اليوم لا يمكن تحديده الا وفقا لعلاقته بالدولة اللبنانية التي مهما ضعفت، وهي دوما كذلك في هذا البلد، تبقى الوحيدة القادرة على اخراج هذا المشروع من سياقه الطائفي لفرضه على باقي الوطن (اي الطوائف الاخرى).
ففي نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات ومع صعود نجم القوات اللبنانية وقائدها بشير الجميل، برهن هذا الاخير لما كان قد تبقى من الدولة اللبنانية (اي الرئيس الياس سركيس) ان المشروع السياسي العسكري للقوات قد نجح برص صفوف الطائفة المسيحية وتحصينها وان المجتمع المسيحي لم يعد بحاجة الى حماية الدولة التي لم تستطع اصلا حمايته في بداية الحرب، بل هو بحاجة للدولة كمنظومة مؤسسات يستعملها المشروع السياسي المسيحي كرافعة لفرض نظرته للبنان على باقي الطوائف في باقي المناطق.
ومثل الاجتياح الاسرائيلي عام 1982 نقطة الذروة في هذا المجال اذ اعتقد بشير الجميل حينها ان الحاق الجيش الاسرائيلي هزيمة بخصومه في المناطق الاخرى وتغيير ميزان القوى لصالحه عشية الانتخابات الرئاسية ستجعل منه رئيسا للجمهورية تؤيده كل طائفته (التي عمل لاعوام على رص صفوفها في شتى المجالات)، وتقبل به عن مضد الطوائف الاخرى التي لم تعد تقوى على المواجهة.
انهار هذا المنطق مع اغتيال بشير الجميل، وتفرغت القوات اللبنانية الى الحلول مكان الدولة في المناطق الشرقية بدءا بالتحصين العسكري وصولا الى كل تفاصيل البنية الامنية والاجتماعية والاقتصادية (امن ذاتي وتحصيل ضرائب وتأمين صحي ونقل عام الخ).
تختلف تجربة حزب الله عن تجربة القوات اللبنانية في هذا المجال، لكن الرابط بين التجربتين هو علاقة الحزب بالدولة، والتي لا يمكن معاينتها عند حزب الله الا بعد انتهاء الحرب اللبنانية عام 1991 وانطلاق دينامية علاقة الحزب-الطائفة بالدولة.
عندما كان حزب الله مطمئنا لسياسة الدولة اللبنانية التي تبنت وحمت مشروع مقاومته بتأييد سياسي وشعبي لبنانيين وضمانة سورية بعد عام 1991، لزم العمل السياسي الداخلي للطائفة الشيعية لحركة امل، واثبت هذا النمط نجاحا لا ريب فيه تجلى في تحرير الجنوب عام 2000. وعلى الرغم من تحقيق الحزب انجازه الوطني الاول في زمن السلم، الا انه بقي بعيدا عن ازقة السياسة الداخلية، يحصن نفسه ببنية اقتصادية اجتماعية وامنية موازية للدولة ظهر حجمها الى العلن عام 2005، تاريخ انسحاب الجيش السوري من لبنان، اي سقوط الضمانة الاساسية لعلاقة الحزب بالدولة، وقرار الحزب الخوض في السياسة الداخلية اللبنانية.
الفترة الممتدة منذ 2005 هي التي يمكننا خلالها استحضار تجربة القوات اللبنانية لناحية علاقة الحزب-الطائفة بالدولة.
كما كانت القوات اللبنانية منظومة امنية سياسية واجتماعية "مقاومة" في الثمانينيات، كذلك هو حزب الله اليوم. وكما طرحت في هذه الفترة تساؤلات نشوء دولة ضمن الدولة كذلك تطرح هذه التساؤلات اليوم. وكما كانت تطرح الخصوصية الامنية للقوات في الثمانينات كذلك تطرح هذه الخصوصية اليوم.
ولكن الواقع ان كل هذه التساؤلات ناتجة عن معادلة بسيطة عايشتها القوات اللبنانية في الثمانينيات ويعايشها حزب الله الآن وهي: في حال استحالة فرض مشروع واجندة الحزب كأمر واقع يخضع له باقي الفرقاء، فمن الاجدى محاولة فرضه على الحلقة الضعيفة، اي الدولة، لتتبناه وتجعله قابلا للتطبيق.
هذا ما تعنيه تحديدا مقولة الدولة المقاومة التي يسعى حزب الله لفرضها كاجندة سياسية يضم من خلالها الدولة وملحقاتها من طوائف ومؤسسات الى مشروعه السياسي الذي يعتقد الحزب انه الانسب للبنان منذ ان استطاع الخروج منتصرا ضد اسرائيل في حرب تموز 2006.
هذا تحديدا ما يذكر بعام 1982 و"انتصار" المشروع السياسي للقوات اللبنانية لايام بواسطة الدبابات الاسرائيلية وانتخاب بشير الجميل رئيسا يحمل اجندته ونظرة طائفته للبنان كمشروع سياسي للدولة اللبنانية.
لم تدم هذه اللحظة، واغتيلت مع الجميل في 14 ايلول 1982، وشاءت الظروف المحلية والدولية ان نشهد انهيار "الامبراطورية القواتية" في المنطقة الشرقية بين 1988 و 1990.
قيل ان حزب الله نشأ على التعلم من اخطاء الاحزاب اللبنانية الاخرى التي سبقته وتفادي الوقوع بالافخاخ التي وقعت فيها هذه الاحزاب. واثبت التاريخ الحديث للحزب هذه المقولة. الا ان منطق الغطرسة الداخلية التي يمارسها حزب الله في لبنان منذ خريف 2006 وكانت ذروتها احداث 7 ايار 2008 غالبا ما تذكر بالغطرسة الداخلية للقوات اللبنانية في الثمانينيات. ولكن من السابق لاوانه الجزم بأن انطلاق عجلة فقدان التواضع لدى حزب الله تعني اندفاعه نحو التفكك، فهو لا يزال قادرا على خوض الحروب.

Saturday, September 6, 2008

Suzanne, Talaat and Mohsen

By Joseph El-Khoury


I had vaguely heard of Suzanne Tamim prior to the news of her murder. Unless you follow closely the world of Arab showbiz, the succession of divas on your TV screen is akin to background elevator music: repetitive and barely distinctive. Working the necessary recipe of commercial blandness and traditional feminine sex appeal, Suzanne easily found her spot under the spotlights in the wake of her success at the 1996 edition of the Lebanese talent show ‘Studio El fan’. I had heard even less of the man who allegedly ordered her cold blood ‘execution’ in Dubai this last July. Judging from the news reports his, was a crime of passion...by proxy.
The loyal employee, Mohsen El-Sukkary, who carried out the attack, translated the passion of his ‘Beyk’ for the victim into multiple stab wounds, a slit throat and extensive disfigurement. It didn’t take much investigative work from the Emirati police to build the picture of a revenge crime involving sex, love and money. Arab audiences need look no further for drama and tragedy. This classic one, an Egyptian and Lebanese production, trumps the best Mexican Telenovela as it moves between Cairo, London and Dubai. The ‘Beyk’, Mr Hisham Talaat Mustafa motivated by anger and frustration chooses to ‘terminate’ his ex-lover. A rich businessman and public figure, he probably felt that his position as a close protégé of the Mubarak clan would confer on him immunity well beyond Egyptian borders. And not long ago it would probably have, but two factors made that difficult in 2008.
Dubai having become an international financial and societal hub had to remain an oasis of safety in the turbulent Middle East. On the other hand, the Egyptian regime has been on the defensive for a few years in the face of growing opposition to its economical policies and accusations of corruption. Not a day goes by without further revelations of succession of events and conflicts leading to the death of Suzanne. In a way this is a tragedy for all those involved and foremost for a society living in constant denial, which behaves as if ‘these things happen elsewhere’ in Hollywood, Bollywood or Mexico city while their ruling elite mixes traditional attitudes, religious piety and extravagant lifestyle in an explosive recipe. This time, Mustafa had gone too far, although it is doubtful that remorse is on the agenda.
Few Arab men endowed with money and power will accept that no amount of humiliation is worth a murder charge, especially when the humiliation is carried out by a lover. We are still a long way from the trial and as in every soap opera; the producers might have a few more surprises in their sleeve.

Wednesday, September 3, 2008

Vote for Obama or … Welcome World War IV?

By Bachir Habib


The US presidential campaign is heating up, and Sarah Palin is the latest Republican weapon deployed after the stunning success of the Democratic Convention in Denver. The Palin choice might backfire early against the Republican’s campaign, with personal and professional stories about Alaska’s governor (qualifying her as a bad choice already) invading the press in America and abroad.
However, very strong ideas are making their way to the American political discourse. Frightening principles and words are being used, and “World War IV” is one of them. World War IV entered this campaign when Dr. Zbigniew Brzezinski, President Jimmy Carter’s National Security Advisor told Seth Colter Walls from the Huffington Post nearly two months ago: “If McCain is president and if his Secretary of State is Joe Lieberman and his Secretary of Defense is Rudolph Giuliani, we will be moving towards the World War IV” (the Cold War counted as World War III).
The more powerful is a Nation, the more its internal affairs become of interest for the International Community. How many non Americans wish they can vote in the US elections to see the candidate that will “help” or “do less harm” to their country securing his way to the White House?
But unfortunately, all those interested in the US elections can’t make their voice heard via powerful lobbies as AIPAC who imposed itself as a pressure group able to guarantee that the elected president considers Israel’s National Interest as integrated to and inseparable from the US National Interest.
It is finally to the American voter alone to decide who will be ruling the American Empire (or what Bush left of it). And that same American voter will indirectly define Washington’s positions towards Iraq, Afghanistan, Iran, Zimbabwe, Lebanon, Saudi Arabia (etc)… At the same time, the American voter might not be worrying about all the international questions, and his vote might be exclusively on internal issues like healthcare, economy, unemployment, taxes (etc)…
The interaction between internal and international issues becomes crucial when a country holds a position of superpower. Since the end of the cold war in 1991, the US has been considered as the only remaining superpower after the collapse of the Soviet Union. November 2008 is a historical moment for the United States of America. And the Russia – Georgia crisis over Ossetia throws doubt over the US remaining in the position it held since 1991.
It is a test of realism for the American Empire. Will it assume the responsibility of its power by voting for a President able to recollect the pieces internally and adopt a less arrogant tone abroad? Or will it vote for a World War IV perspective that will prove that “Each empire holds in its heart the germs of its self destruction”?