Thursday, November 29, 2007

الجنرال والجنرال... ومرة اخرى الجنرال

بشير حبيب
مثيرة للسخرية جمهورية تعديل الدستور، وتدعو للخجل تلك التي يفخرون بها حين يضطر مواطن من حملة الشهادات العليا من ارقى جامعات العالم الى تقديم اوراق اعتماده لدى زعيم الطائفة كي يخوض المعترك السياسي، فيختفي اثر العلم لتصبح الممارسة قبلية طائفية
في عام 1958، تذوق لبنان للمرة الاولى حكم المخابرات والاجهزة الامنية مع عهد الجنرال فؤاد شهاب رئيسا. وفي عام 1988 عاد لبنان الى حكم العسكر مع استلام الجنرال ميشال عون رئاسة الحكومة الانتقالية منعا للفراغ فدشن بذلك فصلا بالغ السواد من الحرب الاهلية التي لم تكن ظروفها لتسمح له بتولي رئاسة الجمهورية فقضى على ما تبقى من الجمهورية قبل ان يشفع به ايلي حبيقة ويفتح له ممرا آمنا الى السفارة الفرنسية التي دبرت نفيه الى ربوع الام الحنون
وفي احد الايام التي كان خلالها عون يجعلنا نحلم بالصمود وفجر الجمهورية المحررة صدر خبر فرار "الضابط الخائن" اميل لحود الى المنطقة الغربية من بيروت حيث نفوذ الجيش السوري الراعي لاتفاق الطائف الذي صنع الجمهورية الثانية
انتهت الحقبة السوداء تلك في 13 تشرين الاول 1990، وبدأت حقبة اكثر سوادا بلون الجزمة السورية التي استقوى بها كل سياسي لبناني اراد ان يتولى مهاما سياسية او ان يحظى بمنصب
مكافأة الضابط الفار اميل لحود كانت منصب قيادة الجيش الذي يزعم انه بناه
وهذا كذب
توحد البلد فتوحد الجيش حكما لان قيادته كانت واحدة. لكن ما هو هذا الجيش الذي بناه اميل لحود طيلة تسع سنوات، والذي عندما اصطدم بواقع معركة نهر البارد ذبح وكاد ان يقضى عليه لولا جرعة الاوكسيجين بواسطة الجسر الجوي العربي والاميركي الذي مده بالذخائر
اميل لحود بنى جيشا، ولكن تسليح هذا الجيش سقط لربما سهوا. عفوا، لربما كان اميل لحود متكلا على اتفاقية الدفاع المشترك مع سوريا والتي قد تكون انقذتنا من جحيم نهر البارد دون ان ندري
والافظع من ذلك كله التواطؤ الخبيث بين الجنرالين السيادي اي عون والسوري اي لحود، في ما يشبه التغطية المتبادلة التي امنها كل لللآخر، فتناسى عون وسياديوه ان لحود حارس للهيكل السوري ليصبح الحفاظ عليه على رأس الجمهورية (طبعا لان نجاحه في عدم بناء المؤسسة العسكرية والامتناع عن ارسال الجيش الى الجنوب قد انعما عليه بولاية رئاسية ونصف الولاية) يرمز الى حماية الموقع المسيحي الاول في لبنان
في المقابل، لم يبق حليف محلي واقليمي للحود من سورية الى ايران الى حزب الله وصولا الى وئام وهاب، الا ومدح الجنرال عون واعتبره الاحق برئاسة الجمهورية
حتى ان وقعت الازمة، فغادر الجنرال الاول القصر الرئاسي، وتعذر على الجنرال الثاني التوجه الى القصر للاقامة فيه. ولكن الجنرال الثالث، اي قائد الجيش ميشال سليمان يبدو اقرب ما يمكن من قلب الطاولة بالطامحين الى الرئاسة
يظهر سليمان اليوم بصورة الذي لا غبار عليه، فمنذ عام 2005، وخروج الجيش السوري، تمكن قائد الجيش من السير بنجاح في حقل الالغام اللبناني
فهو في 14 آذار 2005، لم ينصع لاوامر الحكومة بمنع التظاهر اي قمعه، ونجح بارسال الجيش الى الجنوب بعد حرب تموز 2006
وعندما حاصرت المعارضة السراي الحكومي لخلع حكومة فؤاد السنيورة نجح في حماية السراي من جهة وفي منع السلطات السياسية من اتخاذ قرار مواجهة المعتصمين وانهاء الاعتصام. وفي 23 كانون الثاني الماضي كان له دور كبير في منع انتشار العنف الطائفي وبخاصة بعد احداث الجامعة العربية. اما الامتحان الكبير فكان في نهر البارد حيث خرق الخط الاحمر الثاني الذي رسمه الامين العام لحزب الله حسن نصر الله (الاول دام منذ العام 2000 وكان عدم ارسال الجيش الى الجنوب) عندما وصف السيد الدخول الى المخيم بالخط الاحمر الذي لا يمكن تخطيه

بهذا لقد نجح سليمان حيث فشل لحود اي في تسليح الجيش وقد ينجح حيث فشل عون اي بالوصول الى الرئاسة، لكنه هل ينجح حيث فشل شهاب ولحود اي في تجنيب البلاد مجددا حكم الاجهزة الامنية؟

هل من الضروري ان نخاطر بنجاحات ميشال سليمان فيأتي يوم لن يتذكر به الناس سوى اخفاقات العسكر في السياسة، فيصبح سليمان مرادفا لعون ولحود؟

3 comments:

Anonymous said...

Pour quelqu'un qui n'apprecie pas les militaires au pouvoir, je trouve qu'il y a beaucoup d'eloges du general Sleiman dans cet article.

Anonymous said...

eloge!... no i don't think so... he just had a good record in commanding the army, and that doesn t mean at all that the lebanese should try him as a head of state, while we have sufficient examples in lebanon and elsewhere of how things will turn when a military comes to power.
Bachir

Anonymous said...

Hello !.
might , perhaps curious to know how one can collect a huge starting capital .
There is no need to invest much at first. You may start earning with as small sum of money as 20-100 dollars.

AimTrust is what you thought of all the time
The company represents an offshore structure with advanced asset management technologies in production and delivery of pipes for oil and gas.

It is based in Panama with offices around the world.
Do you want to become really rich in short time?
That`s your chance That`s what you desire!

I feel good, I started to get income with the help of this company,
and I invite you to do the same. If it gets down to choose a proper partner utilizes your savings in a right way - that`s it!.
I earn US$2,000 per day, and my first investment was 500 dollars only!
It`s easy to start , just click this link http://ulywecakyd.easyfreehosting.com/xivyhu.html
and lucky you`re! Let`s take our chance together to become rich