خالد برّاج
لماذا هذا الإستغراب ؟ و لماذا تلك الضجة حول الإجراءات التي إتّخذتها حركة حماس في قطاع غزّة في الآونة الأخيرة ؟
هل كان من المؤكد إحترام حركة حماس لحرية التعبير و حرية الصحافة ؟
هل أعلنت حركة حماس رسمياً من خلال قيادتها عن إعطائها ضمانات لباقي التنظيمات (غير حركة فتح) بعدم التعرّض لها ؟
هل كنّا على يقينٍ تام أنّ حركة حماس ستفرج عن معتقلي حركة فتح ؟
هل كنّا مقتنعين تماماً أنّ حقوق المرأة ستبقى مصانة في ظلّ حكم حركة حماس ؟
هل كنّا واثقين إلى حدٍ كبير إلى عدم مساس حركة حماس بلباس المرأة ؟
هل كنّا من المنظرِين إلى إحترام حركة حماس لحرية العمل النقابي؟
هل أعلنت حركة حماس أكثر من مرّة إعجابها بالفن و الثقافة و تقديرها لمثّقفي فلسطين كالشاعر الراحل محمود درويش؟
هل و هل و هل...
بل على العكس ,
كنّا على يقينٍ كافٍ و لا نزال أنّ من نكّل بأهل غزّة و إغتصب ذاكرتها و داس على وحدتها و رمى مناضليها من على أسطح البنايات و شرفات المنازل ليس إلاّ فاشيٌ منمّق يشبه إلى حدٍ بعيد هذا الصهيوني المتعجرف الكامن لحرية فلسطين و أهلها.
كنّا واثقين ولا نزال من أنّ الأمور في ظل حكم و حكومة حركة حماس ستؤول إلى قمعٍ للحريات و إجراءات تعسّفية لا تمتّ إلى تاريخ نضال الشعب الفلسطيني بصلة...
كنّا من أكثر الناس إقتناعاً و لا نزال أنّ حركة حماس تمارس و تحرِض على التمييز الطائفي بين الفلسطنيين و هو أمر لم تشهده القضية و المقاومة الفلسطينية منذ نشأتها...
كنّا على علمٍ تام و لا نزال أنّ من نشأ على تعاليم الفكر التكفيري و الظلامي ليس من شيمه و أخلاقه صون حرية المرأة و حقوقها, ليس من خصائله تشجيع الثقافة و الفن, ليس من عاداته تقبلّ و مناقشة الفكر الأخر...هو يؤمن بالقمع و العنف فقط, لا يقبل الحوار أو النقاش.
و كنّا و ما زلنا...
فلماذا هذا الإستغراب و التعجّب إذاً ؟
هل هو دليل عن عجزٍ ما أم إحباطٍ داخلي نتيجة ما ألت الأوضاع إليه على الساحة الفلسطينية ؟ هل هو إشمئزازٌ من منظر هذا "الحمساوي" و هو يدوس على صورة "أبو عمّار" رافعاً راية النصر ؟ هل هو حنين إلى علمانية القضية الفلسطينية و فصائلها المنضوية تحت شرعية عباءة منظمة التحرير الفلسطينية ؟
أسئلة كثيرة يطرحها من عرف فلسطين منذ الصغر و عشقها و إعتبرها (و لا يزال) القضية الأولى , إنّها قضية فلسطيني يتمّ تهجيره و قتله منذ أوائل القرن العشرين على يد آلة إجرامٍ منظّمة إسمها الصهيونية , إنّها قضية فلسطيني خذلته جميع الأنظمة الشقيقة التقدمية منها و الرجعية, إنّها قضية فلسطيني أصبح الأن محاصراً بين كمّاشةٍ صهيونية و مطرقةٍ أصولية...
و بين إشتداد الكماشة و حدّة المطرقة شعبٌ يصيح من العذاب و الظلم و القتل و القمع, لا يزيده بؤساً سوى سماعه الخطب اليومية لزعماء و عظماء الأمة (من المحيط إلى الخليج) المزايدون على أهل غزّة من قصورهم العاجية و أنظمتهم المهترئة.
هل كان من المؤكد إحترام حركة حماس لحرية التعبير و حرية الصحافة ؟
هل أعلنت حركة حماس رسمياً من خلال قيادتها عن إعطائها ضمانات لباقي التنظيمات (غير حركة فتح) بعدم التعرّض لها ؟
هل كنّا على يقينٍ تام أنّ حركة حماس ستفرج عن معتقلي حركة فتح ؟
هل كنّا مقتنعين تماماً أنّ حقوق المرأة ستبقى مصانة في ظلّ حكم حركة حماس ؟
هل كنّا واثقين إلى حدٍ كبير إلى عدم مساس حركة حماس بلباس المرأة ؟
هل كنّا من المنظرِين إلى إحترام حركة حماس لحرية العمل النقابي؟
هل أعلنت حركة حماس أكثر من مرّة إعجابها بالفن و الثقافة و تقديرها لمثّقفي فلسطين كالشاعر الراحل محمود درويش؟
هل و هل و هل...
بل على العكس ,
كنّا على يقينٍ كافٍ و لا نزال أنّ من نكّل بأهل غزّة و إغتصب ذاكرتها و داس على وحدتها و رمى مناضليها من على أسطح البنايات و شرفات المنازل ليس إلاّ فاشيٌ منمّق يشبه إلى حدٍ بعيد هذا الصهيوني المتعجرف الكامن لحرية فلسطين و أهلها.
كنّا واثقين ولا نزال من أنّ الأمور في ظل حكم و حكومة حركة حماس ستؤول إلى قمعٍ للحريات و إجراءات تعسّفية لا تمتّ إلى تاريخ نضال الشعب الفلسطيني بصلة...
كنّا من أكثر الناس إقتناعاً و لا نزال أنّ حركة حماس تمارس و تحرِض على التمييز الطائفي بين الفلسطنيين و هو أمر لم تشهده القضية و المقاومة الفلسطينية منذ نشأتها...
كنّا على علمٍ تام و لا نزال أنّ من نشأ على تعاليم الفكر التكفيري و الظلامي ليس من شيمه و أخلاقه صون حرية المرأة و حقوقها, ليس من خصائله تشجيع الثقافة و الفن, ليس من عاداته تقبلّ و مناقشة الفكر الأخر...هو يؤمن بالقمع و العنف فقط, لا يقبل الحوار أو النقاش.
و كنّا و ما زلنا...
فلماذا هذا الإستغراب و التعجّب إذاً ؟
هل هو دليل عن عجزٍ ما أم إحباطٍ داخلي نتيجة ما ألت الأوضاع إليه على الساحة الفلسطينية ؟ هل هو إشمئزازٌ من منظر هذا "الحمساوي" و هو يدوس على صورة "أبو عمّار" رافعاً راية النصر ؟ هل هو حنين إلى علمانية القضية الفلسطينية و فصائلها المنضوية تحت شرعية عباءة منظمة التحرير الفلسطينية ؟
أسئلة كثيرة يطرحها من عرف فلسطين منذ الصغر و عشقها و إعتبرها (و لا يزال) القضية الأولى , إنّها قضية فلسطيني يتمّ تهجيره و قتله منذ أوائل القرن العشرين على يد آلة إجرامٍ منظّمة إسمها الصهيونية , إنّها قضية فلسطيني خذلته جميع الأنظمة الشقيقة التقدمية منها و الرجعية, إنّها قضية فلسطيني أصبح الأن محاصراً بين كمّاشةٍ صهيونية و مطرقةٍ أصولية...
و بين إشتداد الكماشة و حدّة المطرقة شعبٌ يصيح من العذاب و الظلم و القتل و القمع, لا يزيده بؤساً سوى سماعه الخطب اليومية لزعماء و عظماء الأمة (من المحيط إلى الخليج) المزايدون على أهل غزّة من قصورهم العاجية و أنظمتهم المهترئة.