Saturday, January 31, 2009

January Blog of the Month: The Female Hanthalah



‘Hanthalah and Meiroun are friends’... at least on Facebook. This Palestinian affair is only natural and the reunion inevitable, since Naji’s El-Ali’ caricature character, having melted our hearts for Palestine, was bound to engender friends and relatives. But caricatures have moved with the times. Meiroun is older, more sophisticated in her approach and comfortable at venturing into more global themes: Love, Hate, the Internet etc.

Amal Kaawash blogs since 2005 and uses cartoons and drawings as her main communication medium. Words rarely take centre stage in her posts except to illustrate images. Meiroun, her online alter-ego is named after her home village in Galilee, Northern Palestine (Now part of the State of Israel). A wavy dark figure against simple stylised backgrounds she screams her nostalgia for a nation’s past, her sorrow for its present and its hope for its future.

Amal, through her cartoons, does not shy away from firm political stances, whether on the Intra-Palestinian conflict or the Intra-Lebanese conflict of the last 3 years. This is nowhere less obvious than in her personal take on the ‘I Love Life’ poster campaign launched by the media machine of the March 14th coalition in 2006. But she does it subtly and without offending, triggering reflection and soul searching. There is a clear positive evolution over the years in style and content. Her talent was duly rewarded at the Hanzala Cartoon Contest in May 2008 in Egypt.

Naji El Ali, had he not been tragically assassinated in 1987, would be proud... Palestine should be proud!

Wednesday, January 28, 2009

حرب غزة ومعارك المثقّفين العرب

وائل عبد الرحيم
أشهد ان بعض الصحافة المحسوب على ما يسمى تيار الاعتدال والموضوعية ينشر هذه الايام مقالات جريئة على نحو مخجل ومتبجح موجع. اشهد ان بعضنا يعين الظلم والعدوان والفاشية. اشهد ان معظمنا مستلب ومهزوم. اشهد اننا نكتب ترفاً قبيحاً، أشهد اننا فعلاً لا نستحي. نتكلم عن الارهاب والتطرف، ونعيد ونزيد في التهدئة والمعابر ومبادرات الحلول المؤجلة، ونصفي أحقادنا على جثث اطفالنا وبناتنا، ونتجاهل القتل والموت وإرهاب إسرائيل ووحشية جيشها الهمجي. تباً لنا ولمواقفنا المفتعلة وقلوبنا المريضة.
داوود الشريان –
الحياة 06/01/09


كشفت الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة المأزق السياسي والثقافي الذي تعيشه شريحة واسعة من مثقفي "تيار الاعتدال العربي". وإن كانت هذه الكلمات السابقة للكاتب داوود الشريان، وهو والصحيفة التي يكتب فيها محسوبان على تيار الاعتدال، جاءت كإنذار جادّ وحقيقي للمعتدلين العرب حتى يفطنوا إلى أيّ درك انحدروا في مقاربتهم الصراع العربي الإسرائيلي، وكيف أن مواقفهم لا ترقى إلى نصف ما يطرحه حزب "ميريتس" مثلاً، فإنها لا تكفي لتبيان الانفصام الكبير الذي اصاب كتّابنا ومثقفينا.
فهؤلاء قدّموا مقاربة سطحية ومرتبكة تساوي بين عدوان واضح في إجرامه وبين فصيل إسلامي مقاتل لديه أخطاؤه وخطاياه الكبيرة لكنه يبقى في النهاية نتاج هذا الصراع الذي لا ينتهي مع استعمار كولونيالي رسّخ وجوده على حساب حقوق تاريخية وإنسانية وطبيعية لشعب فلسطين، وليس حتماً سبباً له.
ولم يكن هذا الفصام مستجداً وليس جديداً لدى مثقفي الاعتدال العربي، لكن حرب غزة كشفت العورات بشكل صارخ وأظهرت أن "الديمقراطية العربية" التي ينادي بها هؤلاء ليست إلا كذبة ملفّقة تسقط أمام مهمة الدفاع عن أنظمة فاشية في قمعها ورجعية في بناها السياسية. كم كان مخزياً حقاً كيف استُنفرت صحف بيروت وكتّابها للدفاع عن الرئيس مبارك وخادم الحرمين الشريفين في حملة منسّقة ومنظمة لم تسثن كاتباً واحداً من كاتب العامود إلى الصحافي في قسم المحليات، فتحركت أوركسترا كاملة ومنتاغمة مستخدمة كل ديالكتيك هيغل للدفاع ليس عن الديمقراطية العربية التي يبشّرون فيها، بل عن أنظمة لا تقلّ عن خصمهم النظام السوري دموية وديكتاتورية.
قد نفهم أن كاتباً من هنا وكاتباً من هناك انبريا للدفاع عن موقف هذه الدولة أو ذاك الرئيس، لكن ان تخرج مانشيتات صحف بيروت وعواميدها شديدة الشبه بتلك اليافطات التي رفعتها بعض أفران المناقيش في الأحياء الشعبية لبيروت الغربية انتصاراً لجلالة الملك هذا وسيادة الرئيس ذاك، فهذا أمر مخز فعلاً.
حينما انطلقت ثورة الأرز اللبنانية في آذار / مارس 2005 كتب الصحافي Lee Smith في "الويكلي ستاندرد" بعد لقائه وليد جنبلاط في قرية المختارة عن حقيقة مشاعر الزعيم الدرزي "الديمقراطي". تحدث يومها لقرّاء هذه المجلة الأمير كية الناطقة باسم المحافظين الجدد المهزومين اليوم، عن أنّ هذا الديمقراطي المستجدّ يمتلك عقلية التاجر المركانتيلية الانتهازية )
Weekly Standard 03/05/2005). جنبلاط كان تمنى قبل أشهر الموت لبول وولفويتز بصواريخ المقاومة العراقية. لم يستمرّ المحافظون الجدد بالتحكم في السياسة الخارجية الأميركية، سرعان ما أصبحوا عبئاً على جورج بوش فسمح الأخير لكوندوليزا رايس بتطهير وزارة الخارجية من أصدقاء ديك تشيني، وأبعد دونالد رامسفيلد عن وزارة الدفاع.
في العالم العربي من يأسف على هزيمة جورج بوش، لكن يوجد أيضاً من أسف قبل ذلك على هزيمة المحافظين الجدد بعدما كان بعيد حرب العراق يعبّ من سيل إغراق أيديولوجي كاد يطيح بالحدّ الأدنى للمنطق السياسي.
في حرب غزة ظهرت البقايا المتحوّلة لهذا "الإغراق".. مواقف لمثقفين بدت في أفضل الأحوال نافرة مربكة.
نقرأ للدكتور شاكر النابلسي تحليلاً "بسيكولوجياً" فذّاً للصراع العربي الإسرائيلي تحت عنوان "
غزة تفتقد اليوم قباني ودرويش" وهو يلقي بمسؤولية ما أسماه الهيجان العاطفي للشارع العربي على أصحاب "الشعر التافه" الذين صنعوا تلك الرومانسية للقضية الفلسطينية ويقول في ذلك "فإذا كانت القضية الفلسطينية نكبة على العرب وجيوشهم، فهي نعمة مباركة على الشعر العربي. ويكفي أن يكون الشاعر فلسطينياً، لكي يكون الشاعر المُبرّز، ونجم المهرجانات والفضائيات والندوات، حتى ولو كان شاعراً من الدرجة العاشرة".
أمّا طارق الحميّد رئيس تحرير
صحيفة الشرق الأوسط السعودية فلم يرَ في غزّة إلا "مسرحية دموية مقيتة تتكرر على مدى عقود، باسم القضية الفلسطينية.. نفس المشاهد، والأكاذيب، لا جديد فيها إلا الضحايا. فصيل يتاجر، وجرائم إسرائيلية، وشجب واستنكار عربي". موقف محايد لإعلامي لا يخفي انحيازه لمليكه!
خضير طاهر الكاتب العراقي الذي جعلته صحيفة إيلاف الالكترونية نجماً كان الأكثر صراحة في التعبير حينما عنون مقاله "
الجيش الاسرائيلي يسحق عملاء ايران في غزة"، في استعادة على ما يبدو لكلمات فصيح اللغة العربية السابق ومخترع العاميّة اللبنانية سعيد عقل حينما رحّب بـ"الجيش الاسرائيلياني البطل" خلال غزو بيروت عام 1982.
مواقف هؤلاء تضاف اليها آلاف الكلمات المصفوفة التي أُهرقطت دفاعاً عن أنظمة الاعتدال. ولست أجادل في صحة الموقف المصري او السعودي. فلست ناخباً لأقيّم هذين الموقفين أو أقوّمهما انتخاباً، ويحق لمبارك أن يقفل معابره ما يشاء طالما أن صندوق الاقتراع ليس الحدّ الفاصل في تقرير مصيره، ويحق للملك عبدالله بن عبدالعزيز أن يصرّ على ما يراه صواباً فشرعية مُلكه مستندة إلى عرش السماء وسيوف "مجاهدي" محمد بن عبدالوهّاب التي فتحت الرياض. تماماً كما لا يكترث بشار الأسد بمواقف شعبه وهو المكرّس وريثاً أبديا للسلالة الجمهورية المالكة التي أسّسها والده الطاغية.
ويحقّ لكاتب العامود في صحف بيروت أن ينتشي بعلمانيته وأن يتحمّس في الوقت نفسه للدفاع عن حكم طائفي ودينيّ في السعودية يمنع حتى التعددية في المذهب الواحد ويطبّق الشريعة الإسلامية في أقسى عقوباتها من جلد وقطع رقاب وأيادٍ.
ويحقّ لكاتب يدعي الليبرالية والديمقراطية ان يدافع عن نظام يسجن زملاءه بتهم باطلة ويزجّ بأيمن نور في الزنازين المعتمة، ويحمي سلطة الأزهر التي ليس لديها عمل إلا تطليق الدكتور نصر حامد أبوزيد من زوجته واتهامه بالردّة.
يحقّ لهؤلاء الكتّاب أن يعطوا الأمثلة الصارخة على تناقضهم مع ما يرفعونه من شعارات، ولو كانوا يتمتعون بالذكاء الكافي والاحترام لأنفسهم لذهبوا في الاتجاه الذي كرّسه العزيز وسام سعادة في تشديده صراحة على الخطّ المحافظ للاعتدال. حسناً فعل وسام سعادة في ذلك، لأنه كان الأكثر صدقاً ونزاهة في كلّ ما كُتب حينما دعا إلى قيام "اليمين الدستوري الإستقلالي سياسياً، والمحافظ اجتماعياً (ابتداء من العائلة) والليبرالي اقتصادياً والانتقائي النقديّ ثقافياً"
(المستقبل 16/11/2008).
الأكيد أن "الديمقراطية العربية" التي يطرحها بعض المثقفين للتنظير فحسب لم تعد شرعية طالما أنهم يتعاملون مع شعوبهم كما يتعامل طبيب نفسي مع مريض (على طريقة شاكر النابلسي في نظرته إلى الرأي العام العربي)، وهم يضمرون لها كراهية شديدة وخوفاً منها أن تأتي بحماس انتخاباً أو بمحمد عاكف إذا سقط النظام في القاهرة، متناسين أن ما يدفع الشعوب العربية إلى أحضان الإسلاميين ليس إلا فساد البديل والتناقض الصارخ الذي يحمله وأيضاً الموقف من الصراع العربي الإسرائيلي.
ومن هنا وحتى يتبلور بديل آخر، نصيحة لمثقفي الاعتدال بتخفيف اللهجة وكبح الشتائم المتبادلة مع مثقفي المعسكر المقابل، فإذا كانوا يتهمون أسعد ابو خليل وابراهيم الأمين بأنهما بوقين للأنظمة القمعية، فإنهم هم أيضاً أبواق لأنظمة أخرى لا تقلّ قمعية... وسيأتي يوم يتصالح النظام الرسمي العربي مع بعضه البعض، فلهم أن يحفظوا خطّ المصالحة مع من سيُفرض عليهم من متصالحين.
أما "الديمقراطية العربية" فتبقى حاجة ماسّة للمضطهدين والمقموعين ومستلبي الإرادة، وهي ليست ترفاً، وليست تمويلاً غير حكومي أو حكومي لمراقبي الانتخاب، بل هي الحقيقة الصارخة لما سيُسقَط من أوراق في صندوقة الاقتراع فيما لو حكم هذا الصندوق عالمنا العربي.

Monday, January 26, 2009

Kaddafi’s “Performative Act” in the NY Times

By Bachir Habib

Libyan leader Moammar Gadhafi, right, meets with US Secretary of State
Condoleezza Rice, in Tripoli, Libya, Friday, Sept. 5, 2008, AP/Nasser Nasser


Only last week, The New York Times featured the Libyan leader Colonel Muammar Kaddafi as an opinion writer. We are used to such credible newspapers publishing articles by prominent diplomats, political advisors, and occasionally former or actual heads of State. We have read for example in the New York Times and other newspapers, Henry Kissinger, Zbigniew Brzezinski, Bill Clinton and many others, expressing their views on controversial issues.
The article written by the Libyan leader is somewhat ambiguous and raises many questions regarding its timing and its intention. It is equally clear that Kaddafi’s piece entitled “The One State Solution” is less a “way out” of the Middle Eastern crisis than it is a political statement reminding President Obama’s new Administration of Libya’s “achievements’ with George W Bush. Hence, the idea of writing an article in the NY Times is loaded with symbols and messages that can be summarized in three headlines:

The first one is the ability of Libya to propose a peaceful solution to the Israeli Palestinian conflict. The second is the adhesion of “the new” Kaddafi to a version of History when he writes: “The basis for the modern State of Israel is the persecution of the Jewish people, which is undeniable. The Jews have been held captive, massacred, disadvantaged in every possible fashion by the Egyptians, the Romans, the English, the Russians, the Babylonians, the Canaanites and, most recently, the Germans under Hitler. The Jewish people want and deserve their homeland”. Finally, the third strong message Kaddafi sends is through denouncing religious extremists that he accuses of “feeding on the conflict as an excuse to advance their own causes”.

The Libyan leader is determined to get these three main messages across to the new American president. And to make sure nothing is lost in translation, he has chosen the NY Times as a reliable mailbox.
However, the Kaddafi who wrote the very conciliatory article a few days ago is the same one who requested “an open door for voluntary participation of Arabs to fight beside the Palestinians in Gaza” and urged “Arab countries to reactivate their common defense treaty to face the Israeli aggression on the Gaza Strip”.
I am not surprised to see an Arab Leader, formerly a “champion” of Pan Arabism making such a call to fight Israel and defend the Arab cause. It is not surprising either to see that our cherished leader is insulting Arab minds by presuming our ignorance and our illiteracy.
From an American point of view, Kaddafi’s well written article can be considered a gesture of goodwill and a sign of moderation. But placing his words in the context of his recent declarations on the matter shows how disrespectful and inconsistent our leaders can be when they use one discourse to ease tensions “at home” and another one to satisfy Washington.
One last word to the Colonel: While it is usually considered prestigious to be featured in the NY Times, on this occasion it smacks of insolence.

Related links:
Kaddafi's article in the NY Times
Kaddafi's declarations during the war on Gaza

Saturday, January 24, 2009

The Unbearable Excuse of Impartiality

By Joseph El-Khoury

A young girl, from the Al Solton family, at Al Shatee school where she has been staying
since
being displaced from her home by the current conflict in the Gaza,
January 10, 2008
. Eman Mohammed/Save the Children

The British Broadcasting Corporation (BBC) has refused to broadcast an emergency appeal on behalf of the Disasters Emergency Committee (DEC), a coalition of Aid agencies. Since 1963 this umbrella organisation has been involved in setting up efficient aid relief to victims of natural disasters and armed conflict across the world.

Representing well established charities the likes of Oxfam and the British Red Cross, they can hardly be suspected of pro-Hamas sympathies. Their websites reads: "At times of overseas emergency, the DEC brings together a unique alliance of the UK's aid, corporate, public and broadcasting sectors to rally the nation's compassion, and ensure that funds raised go to DEC agencies best placed to deliver effective and timely relief to people most in need".

In response to numerous calls, including from British Government officials (Douglas Alexander, Ben Bradshaw) and the tireless veteran MP Tony Benn, Caroline Thomson (CEO) echoed today the earlier words of the corporation’s Director General Mark Thompson, in his insistence that the decision was motivated by a commitment to ‘impartiality’. This surprising decision reveals a lack of sensitivity to the suffering of thousands of Palestinian casualties (wounded, orphaned, displaced etc) following the Israeli assault on Gaza.

If balanced reporting is a highly regarded value in complex conflicts, impartiality is a sad excuse for not airing an appeal to victims of war, regardless of the identity of the aggressor. Reading through the viewers comments on their online portal, one could argue that some support can be found among sections of the public for their editorial line so far on this matter. Obviously many others, including many British TV Licence payers (effectively those who fund the BBC as a public service) are appalled by it and have also made their thoughts clear in the comments section.

Abstract impartiality might have been achieved on the Gaza conflict, except that the BBC might realise that it has lost any relevance in its coverage of the Middle East, notably among Arab and Muslim audiences (An ironic state affairs at a time they are launching their Persian TV service). This relevance was earned the hard way through the excellent truly balanced reporting over the years by reporters of the class of Jeremy Bowen and Alan Johnston, to only name a few.

By emulating Sky and the covert pro-Israeli stance of the Rupert Murdoch-controlled media, the bureaucrats might have reassured the Right Wing pro-Israeli section of their audience, who have long accused the BBC of anti-Israel bias at the hint of any criticism...but by doing so this well respected and loved institution might have lost its soul.

Related links:
- BBC defends Gaza appeal decision
- To donate to the Gaza appeal

Wednesday, January 21, 2009

عن باراك أوباما

زياد ماجد
نشر في "الافق"، العدد 11، كانون الاول 2008
www.al-ofok.com


يكتسب انتخاب باراك أوباما معاني تتخطّى التعبير عن التغيير الذي ظهر في المجتمع الأميركي في السنوات الأخيرة، لناحية التطوّر الديموغرافي والثقافي للمدن الكبرى والمتوسطة وتزايد الاختلاط الإثني فيها، ولناحية بروز جيل جديد بعقلية صارت العنصرية عند الكثيرين من المنضوين فيه تاريخاً بشعاً لا يمتّ إليه بصلة. كما أن معاني هذا الانتخاب تتخطّى أيضاً نجومية أوباما وآلته التنظيمية والإعلامية والمالية الضخمة التي حسمت المعركة الديمقراطية في أقوى دولة في العالم.

ففي صعود باراك أوباما عنصران لا يقلان أهمية عمّا ذُكر:
الأول، تبلور النتائج التي يمكن للتراكم الديمقراطي تحقيقها، خاصة إن جاء هذا التراكم مقروناً بحيّز كبير للفردية بوصفها قيمة في ذاتها وعنصر انطلاق للعمل الجماعي لا تذوب فيه، بل تؤسّس من خلاله لمفهوم المواطنية وما تقتضيه من ولاء للوطن وللقوانين وتعلّف بالفرص المتاحة فيه.
والثاني، جني ثمار (وأي ثمار!) سياسات التمييز الإيجابي التي اعتُمدت في العقود الماضية إثر فورة الحقوق المدنية وأفول التشريعات العنصرية. وهي سياسات مكّنت "الأقليات" (والنساء) من الانخراط في المؤسسات العامة والخاصة والاندماج في مواقع كانت شديدة النخبوية الى حدّ الإقصاء للوافدين من خارج الأطر التقليدية لدوائر "الرجال البيض البروتستانت الأنكلو ساكسون".

وفي ما هو أبعد من المدلولات أميركياً، يُحدث انتخاب باراك أوباما صدمة في العالم، قد تصالح بعضاً منه مع أميركا، أو بالأحرى تصالح أميركا معه، إذا نجح الرئيس الجديد في تقليص رقع التوتّرات التي انخرط فيها سلفه، وإذا نجح في إطلاق مسارات سياسية ديبلوماسية تخفّف الاحتقانات وتقلّل من أضرارها على مجمل العلاقات الدولية في لحظة توتر وكثرة احتمالات.

هل يعني ذلك أن الحيوية التي أطلقها أوباما داخل بلاده وفي أنحاء المعمورة ستغطّي على المشاكل العظمى أو تجمّل تعاطي إدارة البيت الأبيض الجديدة معها؟

بالطبع لا. فلا انتخاب أوباما يعني أن العدالة الاجتماعية متحققة غداً في أميركا، ولا أن السياسة الخارجية الاميركية بمصالحها وشبكات تحالفاتها – وخاصة في منطقتنا – ذاهبة نحو التبدّل أو التغيير.
لكنه يعني، ولهذه الأسباب أيضاً، أن مقداراً من الموضوعية في فهم ما جرى في أميركا ضروري، وأن التعاطي مع بلاد قائمة على ضخامة المفارقات وكثافة الإنجازات، وعلى إحتمال المفاجآت وعلى المصالح الثابتة والمتحرّكة، مفيد إن أراد أحد التأثّر والتأثير...

Saturday, January 17, 2009

The ‘values’ of Israeli soldiers according to their spokeswoman

By Joseph El-Khoury


Major Avital Leibovich is an Israeli Army spokesperson with a talent for the use of the English language. Listening to her on BBC Radio commenting on the events in Gaza is the closest thing I will hopefully get to have my eyes pecked by hungry birds. It is not that Major Leibovich’s style is more revolting that for example the debonair attitude of Mark Regev (Israeli Foreign Ministry Spokesman).
This obviously well trained civil servant is not expected to deliver an objective assessment of the situation but the ‘truth according to Tsahal’, which technically consists at showing Israeli soldiers off for the cleanly shaven idealistic boy scouts that they aren’t.
The world is led to believe that these idealistic young men are fighting a war for civilization and will go back to their cozy jobs in IT once the Hamas hydra is defeated, passing by Goa (India) for an orgy of drugs, sex and trance music.
What I found of really poor taste was that according to Major Leibovich, who can be best described as a military version of Tzipi Livni, these soldiers were brought up and indoctrinated with ‘values’ that prevent them from targeting civilians deliberately. A principle they have clearly been applying since the early days of the Hagganah in the 1930s and which explains the murder of foreign activists Tom Hurndall and Rachel Corrie a few years ago. Maybe the judicious use of the word ‘deliberate’ clears them from the responsibility for the collateral loss of life through indiscriminate firing at human targets, bombing crowded refugee camps, using heavy artillery in dense populated areas, resorting to legal weapons illegally (white Phosphorus) and illegal methods illegally (so called targeted assassinations).
In a sentence, ‘we don’t shoot them on purpose but we couldn’t give a damn whether they would all perish as long as accomplish our mission’. In my books this moral attitude is not far from the one adopted by Genghis Khan as he swept through the then civilised world, ransacking and pillaging. Also standards of education in Israel seem to vary, since I remember well the picture of 9 year old schoolgirls wishing us hell on bombs later to be dropped on Lebanese villages.
One needs to only glance at YouTube to find examples of these same Israeli soldiers humiliating elderly Palestinians at check points and abusing Arab prisoners racially. Nonetheless in contrast, Mrs. Leibovich is quick to compare the behavior of her ‘boys’ to the Hamas militants who fire homemade rockets at Israel. That same Israel that has relentlessly hounded them, even during the truce, and has blockaded the strip for months keeping the resident population in the harshest of living conditions. Somewhat I doubt that if Hamas was endowed with the might of the Israeli army it would still resort to the same frankly desperate and ineffective tactics. Funny enough, we were reminded by the eminent Labour MP Sir Gerald Kaufman today, himself Jewish, that the foundation of the Israeli state rested heavily on terrorist actions, such as the notorious blowing up of the King David hotel in Jerusalem carried out by the Irgon. This outfit retains a privileged position in Israeli hearts and minds. So let’s not be fooled by prefabricated terms and expressions, this war is neither a clash of values nor a clash of civilizations. This war is about the land and justice that Israel insists on denying the Palestinian people.

Friday, January 16, 2009

ودائِماً نَراها عَبرَ عَيِنَيكَ أَيُّها الكُلِّيُّ النِّعمَة

وائل عبد الرحيم

عام انقضى على رحيلِكَ.. لا شيءَ تغيَّر يا أبا ميساء، فإنهم يقتلون شعبك. وإنّ شعبك يقاوم لأن لا مفرّ من مقاومة عدوّ عنصري اختار العالم الحرّ أن يشرّع إرهابه.
والرفاق الذين أودعتهم الأمانة وما بدّلوا لا يزالون يقاتلون ويُقتلون. حكموا على أحمد سعدات بـ30 سنة سجناً.. وليلة أمس قتلوا وزير داخلية حكومة حماس المنتخبة المُقالة سعيد صيام.
القمة العربية لم تُعقد.. عُقدت.. قد تُعقد.. فالصومال متردّدة، والإمارات بين تأكيد ونفي.. لكن هذا لن يفاجئك.
تسيبني ليفني دعت فلسطينيي الداخل الى المغادرة، واللجنة العليا للانتخابات الإسرائيلية منعت التجمع الوطني الديمقراطي والقائمة العربية الموحّدة من خوض الانتخابات التشريعية للكنيست لأن هذين الحزبين "يريدان إسرائيل دولة لكل مواطنيها" وليس دولة يهودية، حرفيّة تصريح ممثّل كاديما في اللجنة. جورج بوش الذي ودّعه "مواطن عراقي" بحذاء كاد يصيب رأسه يريدها أيضاً يهودية.
المثقفون العرب كما تركتهم يا أبا ميساء، بعضهم مصاب بالماويّة الثقافية يزايد فيخوّن ويَسهُل عليه أن يَتّهم بالعمالة، وبعضهم يتماهى مع الحكّام في شتم الشعب المقتول..
الشاباك يطارد الناشطين السياسيين في الداخل ويعتقلهم، ولكنهم بخير.. لا خوف عليهم، والأحزاب العربية وغير الصهيونية سيّرت تظاهرات في حيفا ويافا وأم الفحم وعرعرة النقب وسخنين، وفي كل بلدة وقرية عربية.. وفي الناصرة التي استعاد تلامذة توفيق زيّاد سيطرتهم على بلديتها انتخاباً تلاحمت مظاهرتا حداش والحركة الإسلامية..
كما ترى، الناس يقاومون الترانسفير الثقافي، ويستعدون لمقاومة الترانسفير السكاني، فالنسور جاهزون لكلّ زئيفي جديد. الموقف جيّد في الداخل لولا أن فتى ابن 15 عاماً قتل شقيقته العشرينية في قلنسوة قرب طولكرم.. "جريمة شرف".. فأضيف اسمها الى لائحة شهداء غزة الذين فاق عددهم الـ900.
غزة تحترق، والصور التي تنقلها الفضائيات أو تلك التي ترد عبر وسائل الاتصال الأخرى تُدمي القلوب.. هنالك من يبكي كلّ يوم.. البكاء ليس عيباً، تبكي النساء ويبكي الرجال ويبكي الجميع.. البكاء فعل حبّ أيضاً..
ولكن غزة تطلق بين الحين والآخر عشرة صواريخ أو عشرين.. والصواريخ في غزة أصبح لديها أسماء.. "قسّام" أشهرها، و"صمود" يعمل دون ضوضاء، وتوجد أسماء أخرى.. لم يسمّوا بعد صاورخاً مريم، نسأل النسور لماذا لا يسمّون صاروخاً شادية أبو غزالة.. سبقنا الروس فسمّوا صاروخهم كاترين ويغنّجونه كاتيوشا..
كان بعض منّا عندما بدأت المقتلة وقبلها وسيظلّ بعدها ينتقد مقاومة الصواريخ، وإمارة غزّة.. لن تفقدنا بشاعة المقتلة حسّنا النقدي وسنظل نفكر بحرية.. لكن حسّنا النقدي ذاته يريد أن تكون الطلقة الأخيرة في هذه المعركة صاروخاً تُرسله غزة بعد وقف إطلاق النار بدقيقة.. ولينفجر بعدها في سماء أشدود أو عسقلان لا مشكلة.
العالم العربي ليس بيده حيلة، تظاهرات وبكاء.. فليبكوا إن البكاء راحة للقلب والضمير.
في العالم "الحرّ" تظاهرات أيضاً.. تظاهرات لأحراره.. ليفني تحاول عولمة المقتلة باسم الحرب على الإرهاب.. والأحرار في العالم يسعون لعولمة فلسطين... لم تنته الحرب الإسبانية.
سمعنا أن "أستاذاً فرنسياً يهودي المنشأ وفاعلاً في التعاون بين جامعتي نيس وحيفا" قال إن "إسرائيل بلد خال من الأخلاق والشرف". اسمه أندريه نوشيه.
لن ينتهي الصراع، الجميع يريد أن ينتهي.. لكن إسرائيل التي مزّقت كل التزاماتها مع الفلسطينيين تستعد لانتخاب جابوتنسكي – نتنياهو.. المجتمع الإسرائيلي يتجّه أكثر فأكثر نحو اليمين. لا أفق لحلّ سلمي وسط.. لذلك لن ينتهي الصراع.. سيعلّم الآباء أبناءهم كيف يستفيدون من التجارب السابقة بأخطائها وإنجازاتها من أجل الاستعداد للحرب.. ليس لأنهم يريدون أن يحاربوا فقط، بل لأن عدوّهم لا يعيش إلا عبر الحروب.
إنني سمعت ان نساءً حواملَ اشترين لأجنتّهنّ سريراً ولحافاً وقرآنا وإنجيلاً و"رجال في الشمس" "وعائد إلى حيفا" وصورة كبيرة لمحمد محمود الأسود وكوفيّة حمراء و"دحيّة"... لا حاجة للكلاشينكوف، فالتجار الإسرائيليون يبيعون الإم 16 في السوق السوداء.. والنساء لا زلن على عاداتهنّ ببيع الحلي لشراء البواريد.
الوضع ليس مثالياً...هو لم يكن يوماً ولن يكون... لكن الحياة ستستمرّ، ومهما تكن مساحة الأمل في تضاؤل، إلا أن الموت هو البديل الوحيد المتوفّر لأؤلئك في الأرض المحتلّة.. موت بقنبلة الطنّ أو الفوسفور، أو "موت بصفعة من جنديّ على معبر".. عام انقضى على رحيلك، لا شيء نقوله إلا إننا لا نزال نرى فلسطين عبر عينيك يا جورج حبش.. سلمتا مغمضتين.

Tuesday, January 13, 2009

مقتطفات من رحلة امرأة اوروبية الى فلسطين

إيناش اشبيريتو سانتو

Photo by: Ines E.S

ابناش امرأة برتغالية في العشرينيات من عمرها، جامعية وناشطة سياسية، تسنّى لها أن تزور فلسطين التاريخية في الصبف الماضي، فتنقلت بين الضفة الغربية والمناطق المحتلّة عام 48، وعادت بانطباعات تقول إنها جدّ شخصية، وربما تكون قاسية بعض الشيء، لكنها في الوقت نفسه تضيء على جوانب مهمّة من مسار يوميّ لحياة شعب شتّته الإسرائيلي في جغرافيا تضيق أو تتّسع على خارطة وطن لا يزال يحلم أبناؤه بأن يستعيدوه.. وإلاّ أن يستعيدهم إليه.

click here for the French Version

لم يسبق لي أن واجهت في حياتي مثل هذه التجربة التي يبدو من الصعب جداً الكتابة عنها.
فمع كل هذا المسار السياسي والاجتماعي للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، ثمّة تاريخاً كاملاً من المعاناة في المنطقة المستمرة منذ أكثر من 60 عاماً ولا تلوح في الأفق نهاية قريبة لها.
ذهبت لقضاء ثلاثة أسابيع في فلسطين، حيث تسنّى لي أن أتعرفَّ على مُجمل هذه المنطقة تقريباً (ما عدا غزّة)، وساعدتني في ذلك معارف قريبة بشكل أو بآخر على جانبي "الجدار". ورغم أنّ الجدار يفصل بين هؤلاء، إلا أنهن يناضلن ويتشاركن التطلعات نفسها تجاه أرضهن الأمّ: دولة واحدة يسود فيها القانون والمساواة بين المواطنين. وأنا أتّفق مع هذه الرؤية، في الوقت الذي أصرّ فيه وأعتقد بشدّة أنه يوجد كيانان واحد يمارس القمع وأخر مقموع..

الحدود الأردنية
مع وصولي إلى الضفة الغربية عبر الحدود الأردنية، كانت تنتظرني عند النقطة الإسرائيلية ثماني ساعات من التدقيق حيث سيل من الأسئلة والضغوط. ولم تساعدني التأشيرة السورية ولا اللبنانية خاصّة الموسومتان على جواز سفري بالتعجيل في هذه الإجراءات، لكن الرسالة كانت واضحة: أهلا وسهلاً بك في جحيم الأرض المقدسة.
وجهتي الأولى كانت نابلس. وخلال عبوري إلى الضّفة الغربية لم أواجه نقطة تفتيش واحدة بل ثلاث، وقد كنت سمعت عن هذه النقاط من قبل لكنني لم أجرؤ أن اكوّن صورة تقريبية لما هو عليه الحال حتى شاهدته بأمّ عينيّ. وعلى الفور، بدأت أسئلة عدة تراودني حول الدور الذي يمكن أن يلعبه الأجنبي في هذه المنطقة (بمعزل عن الجماعات البرلمانية والمنظمات غير الحكومية).. هذه الأسئلة رافقتني خلال مجمل إقامتي في تلك البلاد. وسرعان ما أدركت بعد ذلك أن القيود المحكمة للاحتلال الإسرائيلي تطبع هذا المكان بما لا يسمح لنا إلا أن نكون شهوداً فحسب.

نابلس المدينة القديمة
المدينة القديمة في نابلس، وجمالها العمراني، وسوقها، والمناظر الطبيعية التي تحيط بها، كل ذلك يجعلنا نتكهّن أن ماضياً مزدهراً كان يسود. النظرة عن كثب، والحديث إلى الناس، واختبار الحياة اليومية، تدفعنا إلى التأمّل في حقيقة الأمور. بين حواجز التفتيش الإسرائيلية على مداخلها، والمستوطنات المحيطة بها، والقواعد العسكرية التي تراقبها، تبدو نابلس مدينة تحتلّ مكانها في درب الآلام الأعظم.
تبدأ المعاناة في المساء، حيث يُجبر الناس على العودة إلى منازلهم قبل الحادية عشرة لكي لا يصادفوا الجيش الإسرائيلي الذي اعتاد التوغّل في المدينة بانتظام منذ نيسان / أبريل من العام 2002. وتشهد المدينة في مثل هذا الوقت حظر تجوّل غير معلن، فتخلو الشوارع من الناس. نستيقظ في الصباح، فنحاول أن نسخّن الحليب في "المايكروويف"، لكن الكتابة العبرية على هذه الآلة تؤدّي بنا إلى الضغط على الزرّ الخطأ. الاحتلال أمر محسوس حتى داخل المنازل، وهو أمر جدير بالملاحظة. إنه الاعتماد الكلّي حتى على السوق الإسرائيلية.
في النهار يمكن لنا مشاهدة الشوارع التي وسعّتها الجرافات، ولكن أيضاً اليافطات التي تمجّد الشهداء أو تلك التي تبكي عائلات قضت تحت أنقاض القصف.


"عا رام الله"
نتحضّر للذهاب إلى رام الله، المدينة التي أراد الإسرائيليون من الفلسطينيين أن يعلنوها عاصمة الضفة الغربية بعد غزوهم للقدس الشرقية.
تقلّنا سيارة أجرة حتى الحاجز الإسرائيلي فقط، فنادراً ما يعطي الإسرائيليّون تراخيص مرور للسيارات حتى تجتاز الحاجز. ونمشي مزهوّين حتى نصل إلى طابور الانتظار. ومن ثم، يخضع زهوّنا هذا للامتحان أمام الجنود الإسرائيليين حينما يتولى أحدهم مهمة التدقيق بأوراقنا، ويفتش كلّ شيء، في الوقت الذي يوجّه زميله بندقية الـ ام 16 نحونا، أو نحو الحشد.
هذا المسار بالنسبة للفلسطينيين، وبالأخص أؤلئك الذكور بين أعمار الـ15 والـ40، يجسّد جحيم الانتظار والإذلال وتقييد حرية التنقل بين مدن الضفة الغربية. بل كأنه قاعة مغادرة في مطار على ما يقوله أحد الجنود "كأننا في مطار، لا؟".. وأنا أشاهد هؤلاء الجنود تذكّرتُ أغنية جيرالدو فاندريه عن الديكتاتورية العسكرية في البرازيل.. تقول الأغنية "في الثكنات هناك جنود علموهم درساً قديماً: أن يموتوا من أجل الوطن وأن يعيشوا دون منطق!".
بعد فترة من التوتّر، نعود إلى الاسترخاء، حيث نستقل تاكسي "ميني باص" مباشرة إلى رام الله. وفي السيارة تدور أحاديث ودّية تعكس استرخاءنا، لكن لا يطول الأمر، فسرعان ما يعلو صوت السائق يدعونا إلى ربط الأحزمة، مما يعني أننا نقترب من نقطة تفتيش جديدة. وفوراً تنحبس الأنفاس كما لو أن الأحزمة تشدّ علينا بقوة. كل شيء متروك للصدفة في نقاط التفتيش هذه، فإما أن "يمشي الحال" وإما أن تتعثر الأمور. وفقاً للتقارير الأخيرة الصادرة عن الأمم المتحدة إن العوائق التي تحدّ من حرية تنقل الفلسطينيين داخل الضفة الغربية ارتفعت في نيسان / أبريل 2008 إلى 607 حواجز إسرائيلية.

بيت لحم ومخيّم عايدة
في يوم آخر، أتوجّه إلى بيت لحم. وفي المدينة التي ولد فيها المسيح توجد مخيمات للاجئين أحدها مخيمٌ يدعى "عايدة"، حيث يعيش 4500 فلسطيني منذ ثلاثة أجيال أو أربعة.. ولكن على عكس الحجّاج المسيحيين الذين يقصدون هذه المدينة منذ قرون، فإن هؤلاء الفلسطينيين استقروا في المخيّم منذ قيام دولة إسرائيل في العام 1948. هذا التاريخ يدعى "النكبة"، وهو يجسّد نكبة أؤلئك الذين لم يُسمح لهم إلا بأخذ مفاتيح بيوتهم معهم قبل الرحيل عنها، مصطحبين أيضاً ذكرى أمواتهم. خلال 60 عاماً صدئت هذه المفاتيح لكن هذا لم ينزع من قلوب أصحابها الأمل بالعودة مع كل سنة تمر.
يدعونا أحدهم للصعود إلى سطح المبنى لتتوفر لنا رؤية أوضح. وفيما كنا نصعد الدرج دعانا أحد القاطنين لنحتسي الشاي في منزله. هنالك في قاعة الاستقبال حيث دُعينا للجلوس شاب يبلغ من العمر 19 ربيعاً، نائم. وسرعان ما يروي لنا والده قصته في محاولة على ما يبدو لتبرير نوع من "قلة التهذيب" تجاهنا افترضها أصحاب الدار لأن الفتى لم يسارع إلى النهوض والترحيب بنا. هذا الشاب اعتقله الإسرائيليون حينما كان يبلغ من العمر 16 عاماً، وتعرّض في السجن إلى التعذيب وأُجبر على الأكل في الوقت الذي كان يخوض إضراباً عن الطعام.
عاجز جسدياً، ومصاب بصدمة ستدوم كل حياته، يقضي هذا الشاب نهاراته بالنوم على الكنبة. أما سبب اعتقاله، فهو على خلفية الاشتباه بأشقائه الأكبر منه واثنان منهم معتقلان في السجن الإسرائيلي. وفي مجتمع حيث كلّ العائلات تأثرت مباشرة او بشكل غير مباشر بالاعتقالات، تعلّمتُ أنه ليس من اللائق أن أسأل لماذا اعتقل هذا او ذاك، وإنما ماذا قال الإسرائيليون.
أخيراً، نصل إلى السطح. وهنا، أتيح لنا أن نشاهد بأم العين المنظر الكارثي للجدار الذي يرتفع ثمانية أمتار والذي أشيد على بعد خمسة أمتار فقط من منازل مخيم "عايدة". لم يشكّل الجانب الجمالي لوجود مثل هذا الجدار الاسمنتي الرمادي مقابل نوافذ المنازل مثار أي جدل هنا، الأسوأ هو الواقع الموجود خلف الجدار.
في هذه النقطة الاستراتيجية استطعنا أن نرى في الجانب الآخر مستوطنة كبيرة، وأشجار زيتون معمّرة وبضعة منازل من هنا وهناك.
في أحد هذه المنازل على اليمين تقطن عائلة فلسطينية حيث كان أطفالها السبّاقين في الوصول إلى صفوفهم. كان ذلك قبل بناء الجدار في 2004 حيث أن منزلهم يبعد مئتي متر فقط عن المدرسة. اليوم، لا يزالون يقطنون على بعد مئتي متر من مدرستهم، ولكنهم يحتاجون إلى أن يسلكوا طريقاً تبعد ساعة ونصف حتى يجتازوا الجدار مارّين عبر حواجز التفتيش الاسرائيلية.
كلمات قليلة كانت كافية لنفهم مسار الجدار المتعرج الذي يشتّت الجميع، باسم أمن إسرائيل، ويفصل بين الجيران، ويحاصر المدن الفلسطينية، ويصادر الأراضي ومنابع المياه الجوفية. ويقتطع الجدار 9.8% من الضفة الغربية وفقاً للخط الأخضر الذي حدّده اتفاق الهدنة في 1949.

بعلين تقاوم الجدار
بعلين هي قرية فلسطينية، يمارس سكانها مقاومة نموذجية ضدّ الجدار الذي يصادر هكتارات عدة من أراضيها. هذه المقاومة المستمرة منذ أربع سنوات والتي تتمثل في تظاهرات سلمية كل نهار جمعة، تعوّل على الدعم الدولي وعلى الإسرائيليين المناهضين للاحتلال والاستيطان. ومع استمرار هذه الحركة تحوّل سكان بعلين إلى محط اختبار لكل أدوات القمع. وإضافة إلى الأساليب الكلاسيكية في القمع، بدأ الجيش الإسرائيلي يجرّب منذ فترة أسلوب "Karcher" وهو منظّف يعمل على الضغط العالي لمياه ذات رائحة كريهة تسمى "Skunk" وذلك بهدف تفريق المتظاهرين. لكن أحداً لا يعرف ممّا تتكوّن هذه المياه التي تصيب المتظاهرين ولا نتائجها. هذه الأساليب القاسية هي الردّ على "أسلحة الفلسطينيين"، أي العلم الفلسطيني الذي يرفعونه في "ساحة المعركة".
ها أنا الآن في مزرعة تقع على رأس تلة محاطة بمستوطنات. أصحاب المزرعة عائلة فلسطينية مسيحية مرتبطة بأرضها منذ أجيال، يواجهون كل يوم رعونة المستوطنين الذين يأتون لنشر الرعب مصطحبين أسلحتهم.
ولأن أفراد العائلة لا يملكون الوسائل اللازمة للاعتناء بأرضهم فقد أعلنوها "خيمة الشعوب"، لتصبح بذلك مزرعة مفتوحة أمام المتطوعين من مختلف أنحاء العالم بهدف "زراعة السلام". لكن السلطات الإسرائيلية ترفض لهم كل طلب ترخيص بناء. وبسبب هذا الأمر يمتلك هؤلاء نظام ريّ يعتمد على المتساقطات من الأمطار وأقناناً للدواجن وهي غير شرعية في منظور السلطات الإسرائيلية ما يجعل أصحاب المزرعة يقضون أوقاتهم في الذهاب إلى المحاكم.
وإذا كان على هذه العائلة الفلسطينية أن تقدّم إلى القضاة الإسرائيليين وثائق تثبت ملكيتها للأرض وتعود إلى أيام السلطنة العثمانية، فإنه يكفي لجيرانهم المستوطنين أن يقدموا ورقة تشير إلى ملكيتهم لهذه الأرض، باسم "الحقّ الإلهي".
فهم الفلسطينيون جيداً المخاطر المتعلقة بأرضهم، فها هو محمود درويش يقول أمام وفد البرلمان العالمي للكتّاب في رام الله عام 2002 "(...) وعندما أدركنا أنها تحمل الكثير من التاريخ والكثير من الأنبياء (...) للقبول العالمي بكلمة احتلال، مهما كان عدد عناوين الحقوق المقدسة التي تدّعيها: إن الله ليس ملكية شخصية لأحد".

إلى القدس
بما أننا قريبون من "أورشليم"، فلنقطع الحاجز الإسرائيلي الذي يشبه المسلخ ويتيح لنا اجتياز الجدار. كل شيء ممكن على هذا الحاجز مسهّلا المهمة للمحتل وللفلسطيني على حدّ سواء.
وترشدنا اللوحات الإعلانية إلى كيفية التصرف: "المرور من هنا"، "ضع الكيس هنا"، وخصوصاً "حافظوا على النظافة". وهذا يعني أن الاتصال الوحيد مع الجنود كان يتم في الوقت الذي يجب علينا تقديم أوراقنا عبر نافذة زجاجية.
ولكن إذا صدف وكانت هذه الأرواق غير مرتبة بانتظام وبحيث تناسب فتحة النافذة فإن الجنود تراهم يصيحون غاضبين عبر الميكروفون وكأنهم يخاطبون كلاباً تبول على الأرض.
ها نحن الآن في القدس الشرقية، هذه المدينة التي غزاها الإسرائيليون بعد حرب الأيام الستة في 1967، التاريخ الذي بدأت فيه فورة عمرانية هدفت إلى تأمين أغلبية يهودية في المدينة في سياق ما يسعى إليه الإسرائيليون: "القدس الكبرى".
بعض الطرقات المؤدية إلى القدس تظهر فيها أنقاض قرى فلسطينية قديمة في وسط حزام كثيف من المستوطنات غير الشرعية في الجانب الشرقي من المدينة والتي تحيّي "القدس الكبرى".
ولكن إذا كان الفلسطينيون والإسرائيليون في القدس يعيشون جنباً إلى جانب دون فاصل مادي بينهم، إلا أن حاجزاً خفياً يرتفع. نحسّ به يومياً حينما نجتاز الجانب الشرقي إلى الغربي. "الأصوات والروائح" مختلفة كما هي أنواع الاستثمار من قبل البلدية في إدارتها للمساحة العامة من جانب إلى آخر.

يافا ومخطط الترحيل المستمر
قادني برنامج رحلتي إلى يافا. المدينة التي كانت في ما مضى تُعتبر مرفأ للقدس، والتي شكلت مع حيفا بوابتين للهجرة الصهيونية الجماعية إلى إسرائيل في الأربعينيات. وبعدما أُلحقت منذ ذلك التاريخ ببلدية تل أبيب كانت يافا هدفاً لمخطط نقل واسع للسكان حوّل المدينة الى نموذج لترحيل السكان الفلسطينيين بالقوة، وهو المخطط الذي لم يكتمل تماماً بعد.
وإذا كان هدمُ المنازل الفلسطينية يتم تحت شعار الأمن العام، فإن التوجّه إلى نقل الفلسطينيين والامتناع عن منحهم رخص البناء لا يدع مجالاً للشك بشأن ماهية السياسات العامة تجاه هذه الفئة من السكان خاصّة.

حيفا ونظرة إلى بيروت
حيفا، التي كانت تُعتبر من قبل معقل الحركة النقابية في فلسطين، شهدت مواجهات عنيفة حينما دخلت الجماعات الصهيونية إليها في 1948. ويروي أحدهم أن دماء القتلى على الطرقات كانت لا تزال حارّة حينما بدأت مصادرة منازل الفلسطينيين ونهبها. إنها مدينة بذلت فيها القوى الصهيونية جهداً واضحاً من أجل طمس معالم ثقافة عربية وحياة فلسطينية سابقة على الإنشاء الهمجي لدولة إسرائيل. وهذا ما يمكن لنا ملاحظته بسهولة من خلال "صهينة" معظم أسماء الشوارع.
حيفا، المدينة الساحلية، أحد خطاياها موقعها الجغرافي الذي يسمح لها بإلقاء نظرة خجولة على بيروت إذا كانت السماء صافية. لكن الأصعب هو تجنّب التفكير بصبرا وشاتيلا وبكل أؤلئك الذين أُجبروا على هجرها نحو بلد جار.
كذلك من الصعب تناسي الظروف التي يعيش فيها اللاجئون الفسطينيون في لبنان منذ ثلاثة أجيال أو أربعة، وهي نتيجة سياسات متتابعة انتهجتها السلطات اللبنانية التي تدير أوضاعاً مأساوية لهؤلاء بحيث ربما تجعلهم لا يفقدون الأمل بالعودة يوماً إلى منازلهم في فلسطين!
ولكن أيضاً، لكي يحافظ هؤلاء الناس على هويتهم حيّة، وهم يخبئون نظرية باهرة تخشى من فقدان الهوية اللبنانية. "انت محظوظة"، قالت لي فلسطينية قبل أسبوعين في بيروت. إنه الحظّ بأن لا تكون مرتبطاً بهذه الأرض ومع ذلك تستطيع أن تدخل إليها وتتمتع فيها.

البحر الميّت.. أين الفلسطينيون؟
ولكي أتعمّق أكثر في تجربتي، أنزل إلى أكثر من 400 متر تحت سطح الأرض. الأشخاص الذين يُسمح لهم أن يذهبوا إلى البحر الميت في الضفة الغربية ليس لديهم أي فرصة للغوص فيه بسبب ارتفاع نسبة ملوحة المياه. هنالك تظهر حقيقة أخرى من الصعب إخفاؤها وهو غياب الفلسطينيين عن هذا المكان الذي كان يمكن لهم أن يبحروا في عبابه أو على الأقل أن يستجمّوا بحمّاماته الغنية بالمعادن والكبريت. وفي الطريق إلى البحر الميت نشاهد بناء المزيد من الطرقات المخصّصة حصراً لاستخدام المستوطنين، ومن المساحات الممنوعة على الفلسطينيين، مما يجعل من الضفة الغربية قطعة من الأرض حيث التمييز بين الناس في ما يشبه نظام الفصل العنصري (الابارتايد).

الخليل: "الغاز للعرب"
كل مدينة في الضفة الغربية لديها خصوصيتها. وخاصيّة الاحتلال الإسرائيلي في الخليل تأخذ أشكالاً من الصعب وصفها إلا بأنها صورة عن محاكاة هزلية لمأساة الصلب. من المستحيل نسيان صورة هذه المدينة مقطّعة الأوصال. صورة لبطّة قُطع رأسها وتدلّت أمعاؤها ولكن مع ذلك تواصل الدوران في الماء بحكم العادة.
الخليل، المدينة التوراتية التي أحسنت ضيافة آدم وحوّاء بعدما طردا من الجنة، هي اليوم موئل للحقد والعدوانية. إسرائيليون مرتبطون بشراسة بـ"إسرائيل الكبرى" وتحت حماية الجيش الإسرائيلي منذ العام 1967، بدأوا باستيطان قلب المدينة شيئاً فشيئا. المذبحة التي شهدتها المدينة في 1994 حينما فتح مستوطن النار على المصلين المسلمين في مسجد "الحرم الإبراهيمي" خلال شهر رمضان مودياً بحياة 29 شخصاً، لا تزال تُلقي بثقلها.
نسير بشكل طبيعي في جادّة تشهد حركة كثيفة، إلى أن، وفجأة، يصبح الطريق مقطوعاً. لكن جواز السفر الأوروبي يسمح لنا باجتياز الحاجز الإسرائيلي، ورغم أن الطريق هو نفسه، إلا أنه يبدو الآن خالياً من الحركة والحيوية. البوابات الخضراء للدكاكين الفلسطينية القديمة مقفلة ورُسمت عليها شعارات لنجمة داوود. وعلى نوافذ المنازل رُفعت الأعلام الإسرائيلية المنتصبة كما لو كان الأمر عبارة عن غزو ما.
نواصل التجوال في الخليل. ونُضطر كما كل الفلسطينيين إلى اجتياز مقبرة حتى نلتف على الحواجز الإسرائيلية. وعبر هذه الالتفافات نرى شعاراً آخر كُتب على باب أبيض لأحد المنازل الفلسطينية، هذا الشعار الذي سيظل راسخاً في ذاكرتنا كان يقول "الغاز للعرب" موقّعٌ من أحدهم في "رابطة الدفاع اليهودية" وريثة أحد آخر هو الحاخام مائير كاهانا دون أدنى شك.
"غاز" لا يزال يجعلنا نقشعرّ من ماضٍ غير بعيد وقاسٍ حُفر إلى الأبد في تاريخنا الأوروبي. "العرب"، لكي لا يقال الفلسطينيون.. يذكروننا بهذا المنطق المعمّم الذي يدفعنا لنبش العداء بين الغرب والشرق. ورغم هذا كنت لوددت أن أتمنى السعادة لمن كتبوا ذلك الشعار ونسوا بسرعة أن منازلهم بُنيت على مدافن العرب لأنهم استقروا في الشرق! متناسين أيضاً ما عرفه دافيد بن غوريون جيّداً وهو أنه من بين هؤلاء العرب المتبقّين يوجد المتحدرون الحقيقيون من مملكة "يهودا" التاريخية!
بعد ذلك بقليل يستوقفنا مستوطن ليسألنا "إلى أين تذهبون؟"، وهو سؤال وددت لو ان أجيب عنه بسؤال آخر "هل انت سعيد؟". لكن ربما كان من المفيد إليّ أن أكون قد عرفت انه يُسمح للمستوطنين أن يحملوا السلاح، وأنه لم يكن كافياً وجود كل أؤلئك الجنود في كل تلك الزوايا، لحمايتهم. العائلات الفلسطينية التي تقاوم وتصرّ على البقاء تعلّم أطفالها التلفت يمنة ويساراً قبل الخروج من المنزل خشية من وجود مستوطن يتنزّه في المحيط. فإذا كان الشارع خالياً أُعطي لهؤلاء الأطفال الضوء الأخصر للجري بسرعة نحو المدرسة.
ولكي أنهي جولتي كان عليّ أن أقطع سوقاً مظلماً مليئاً بالعوائق والفضلات التي يرميها المستوطنون الذين يحتلون الطوابق العليا في المنازل.

نقاشات سياسية في التاكسي
في الضفة الغربية، الأمر الوحيد الذي لا يمكن لنا تجنبه هو سيارات الأجرة. فالتنقل في هذه المنطقة يتم عبر وسائل النقل هذه التي تنتظرنا خلف كل حاجز إسرائيلي علينا اجتيازه سيراً على الأقدام. ولأن تغيير ثلاث أو أربع سيارات أجرة هو ضرورة وواجب للالتفاف حول بعض الطرقات الخاصة بالمستوطنين، فإن ذلك يجعل التنقل في الضفة الغربية رحلة "مرفهّة". وأقصد أنه في هذه "التاكسيات" بالتحديد تدور النقاشات السياسية ويتاح للمرء أن يعرف أكثر.
من خلال هذه النقاشات استطعت أن ألاحظ عاملاً أراه عائقاً جدياً أمام تطور حركة مقاومة صلبة وذات اعتبار في فلسطين. هذا العامل سأسميه التطبّع مع الاحتلال. ورغم التسهيلات الآلية التي ثبّتها الإسرائيليّون على الحواجز بحيث يقلّلون مدة انتظار العابرين، إلا أن الحياة اليومية للفلسطينيين صارت أسوأ بين ليلة وضحاها بعد الانتفاضة. هذه بالنتيجة حجّة طبيعية في وضع غير طبيعي.
ها انا أعود إلى طرح السؤال من البداية: ما هو موقعي في هذه المنطقة؟ أين هي مشروعيتي كأوروبية للقول لهؤلاء الناس بأن وجودهم القاتم ليس بسبب الانتفاضة وإنما في ظل نظام دولَتِيٍّ (عبر المعاناة) أصبح مستعمراً يتربّص بهم.
وبما أنّ جدّي الأكبر كان جمهورياً في زمن الملكية، وأنا حفيدة مناضل ضد الفاشية في زمن الفاشية، وابنة شيوعي في زمن الليبرالية، فما هي المشروعية التي أتمتع بها للقول لهؤلاء الناس الذين يعيشون تحت وطأة استعمار شرس، بأنه إذا ما جاعوا فليأكلوا لحم مغتصبهم (محمود درويش).
أخيراًُ أين هي مشروعيتي لأقول لهؤلا الناس أنهم في مواجهة الخضوع يجب أن ينهضوا؟ أين هي مشروعيتي عندما يتحوّل مجرّد الخروج من المنزل إلى نضال بالنسبة للفلسطينيين؟

تضاؤل مساحة الأمل
لقد بيّن التاريخ أن مجتمعا غارقاً في الظلامية، وأن مجتمعاً يعيش عبر الوأد المتكرر لانتفاضاته، وسلبه أكثر العوامل التي تؤهله لدور طليعي في الصراع، هو مجتمع أعزل في مواجهة التدمير الذي يتمّ أمام أعينه.
إضعاف العقلانية السياسية داخل فلسطين في تصاعد، تاركاً الساحة خالية أمام سيادة المنطق الديني أو أمام الفساد. وحتّى الذين احتفظوا بنوع من التفاؤل التاريخي فإنهم يفقدونه في غياب الوضوح تجاه ما يعنيه التحرّر الاجتماعي. فلسطين بدت لي مجتمعاً يختنق، مجتمعاً تتضاءل فيه طاقة الأمل.
بينما تستمر دينامية الاستعمار بالاشتداد في فلسطين، أرحل عن هذا البلد بنفسية محبطة لأنني، وعلى مستوى شخصي جداً، لم أنجح في تحويل هذا الإحباط إلى صرخة للانتفاض. مع ذلك، وفيما أنا موضوعة تحت المراقبة الأمنية الشديدة في مطار بن غوريون استعداداً لمغادرة الأرض المقدسة، فإن الاسرائيليين كانوا يستغربون من أنني، أنا، إيناس ذات الـ25 عاماً، البرتغالية، تحمل في جيبها شيئاً واحداً وهو علاّقة مفاتيح تجسّد خارطة "فلسطين التاريخية".


Sources bibliographiques :
Sand Shlomo (août 2008), « Comment fut inventé le peuple juif », Le Monde Diplomatique : France.
Groupe de tourisme alternatif (2007[2003]), « Palestine et Palestiniens », ATG : Ramallah, Palestine.
United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs (mai 2008), OCHA Closure Update occupied Palestinian territory: Jérusalem.


Monday, January 12, 2009

We will fight them on the Web...

By Joseph El-Khoury


One wonders what can and should be done to support the people of Gaza during these difficult times. Many have chosen to demonstrate once, twice and as many times as their schedule allows. Others have used the web to either promote their version of events or shout as loud as possible their anger at Israeli aggression and the lack of action on the International front. Sadly, this pattern was repeated many times throughout the bloody history of the Arab-Israeli conflict.

It is important to be aware of why we do these things and whether they actually benefit the people of Gaza, ourselves or both. Recent Demonstrations in various European Capitals, such as London or Paris, have not reached the heights of the massive anti-war movement that preceded the invasion of Iraq in 2003. The crowds then were inflated because direct military involvement was on the agenda. Then, the millions who took to the street did not only include the usual suspects on the radical left, Muslim organisations and the Arab Diaspora. Looking at the crowds today on Saturday and Sunday, it is clear that those who do not fall in one of these categories were few in numbers. Witnessing such a barbaric war without taking to the streets seems inconceivable. After all, the demonstrations serve a dual purpose of containing the frustration for those emotionally, personally or politically involved who sit helpless in front of their TV screens while life goes on normally around them. The demonstrations also serve to support the morale of the people of Gaza and effectively their resistance. Any illusions that demonstrating has any effect on the policy of European governments should be dismissed. The campaign on the Web has a great potential as, beyond the first two goals, its interactive nature can also achieve a third goal: engaging the Israelis and their supporters in an attempt to make them reflect on the outcomes of their own government policies. To be effective, Arab bloggers need to engage the Israelis on their own territory, taking the discussion to their blogs, forums and online newspapers with clear arguments based on international human values but also on historical facts. This is not a psychological war to destroy their morale but rather a way to break the wall they have built on the ground and in their minds to isolate themselves from the reality they have created since 1948. Keep in mind that reading some Israeli bloggers makes a challenge for anyone with a hint of sympathy for the Palestinians, as the entrenched views displayed completely disregard the well-being and interests of others. For them, Israel should have been a desert, prepared to accommodate their ‘return’ 2000 years following the destruction of the Temple in Jerusalem. The Arab population is at best a parasite to be silenced, at worst a pestilence to be eradicated. Their concept of peace consists of us being quiet and not disrupting their ideal life in their promised land. But close scrutiny will reveal that their life is not ideal, whether the Kassam rockets stop falling, or not. Israel is and will remain a country suffering from a deep malaise, because it was built in a wasteland of its own making. We are unlikely to ever return to a pre-1948 situation, whatever the radicals in our camp say. The incomplete military campaign of 2006 and today in Gaza have paradoxically confirmed that a sustainable victory is unavailable to the Israeli military. At best they can sow death and destruction, causing one Government to fall and another to be discredited, while returning to a painful status quo afterwards and the malaise. Everyone concerned must know deep inside that living at peace with each other is inevitable, and one of its mechanisms will be to reassure those willing to listen among Israeli public opinion that a malaise-free life in the Middle Peace is possible, with Arabs and not against them. 
This is a long- term strategy that will not immediately relief the pain in Gaza, but reinforcing the case of moderates in Israel is worth the effort. One anti-war protest in Tel Aviv is worth hundreds from Jakarta to Buenos Aires. Remember this equation when you write your next post.

Friday, January 9, 2009

صباحك سعيد سيّدي جنرال احتياط في جيش الدفاع

وائل عبد الرحيم

In war-time, truth is so precious that she should always be attended by a bodyguard of lies
Winston Churchill, Late British Prime Minister

كمّ هائل من المعلومات، أخبار وصور، صحف تمتلئ بمقالات رأي.. هذا يبكي على غزة ويرثي لحال سكانها، ثمّ يرفع "بنان قلمه" مشهّراً بهذا الزعيم أو ذاك، منظّراً، مربّيا وموجّهاً، او "محلّلاً" بحياد مهني بارد.
وأحدهم يجلس وراء مكتب أنيق، مستخدماً التقنيات الحديثة في الاتصال بهذا أو ذاك من "أطراف الصراع" يدعوهم ليحتلّوا مساحة الشاشة لبضعة دقائق أو أكثر بقليل من الثرثرة المتبادلة مع مذيع منتشٍ.
وفي مكان آخر، هنالك من هوّ مدجج بنظريات الحياد التي خضع إليها في معسكرات التدريب الإعلامي، يمارس الرقابة على الصور التي تبثّ.. النيرانُ المندلعة من الأبنية المحروقة بأطنان المتفجّرات تكفي لتأكيد مصداقية ناقل الخبر.. أما صور الأطفال مقطوعة الرؤوس فليست من الحياد في شيء...
الدمُ ممنوع على الشاشة، والغضب ممنوع على الشاشة، والحزن مقنّن. والتوازن يفترض أن تُنقل صور منازل القتلى في غزة، فيما يعدّد الناطق باسم جيش الدفاع الإسرائيلي كم إسرائيلياً أصيب بـ"الهلع" في أشدود نتيجة سقوط صاروخ غراد صيني يحمل كيلوغراماً أو اثنين من المواد المتفجرة.
قُتل 42 طفلاً في مدرسة تابعة لوكالة غوث اللاجئين، وأصيب اسرائيليان في بئر السبع بجروح طفيفة جدّاً فيما "أصيب" 8 آخرون بـ"الهلع".. قال الناطق العسكري لجيش الدفاع.
ويبتسم المذيع للضيف الإسرائيلي، فهو يحرجه بأسئلة "محكمة" تدلّ على مهنيّة خالصة. وبعد أن يُحرَجَ الضيفُ، يشكره مضيفُه بحياد بارد "مهني جدا".
وغداً سيضطرّ آخرُ أن يحدّثُ أحدهم في "أورشليم" يدعوه ليملأ الشاشة أيضاً. سيقول له بلكنة فلسطينية متعمدة لا تخضع للرقابة "مرحباً"، ويختمها بـ"شكرا لك يا سيّدي".
لكّنه، عندما يعود إلى المنزل في المساء، سيتخيّل سيناريو آخر متفلتاً من ضوابط "الحياد المهني" مع ضيفه الثقيل في "أورشليم".
سيرفع سماعة الهاتف ويقول له "أنت الجنرال احتياط في فلسطين المحتلة؟.. نريدك أن تشارك معنا من مكانك عبر الأقمار الصناعية.. هل أنت موافق؟ آه هذا جيّد.. سيتصلون بك من القدس المحتلة لاتخاذ الترتيبات اللازمة. آه، تسألني عن اسمي؟ ما لك باسمي قلت لك اسم المؤسسة وهذا يكفي.. عفواً ليس لديك الحقّ بأن تسألني عن جنسيتي.. على العموم أنا لبناني.. أنت يا ضابط احتياط من أين أنت؟ أعرف أعرف أنك اسرائيلي، أنت إسرائيلي بحكم القوّة، لكنني أسألك عن بلدك الأم.. بولندا أم النمسا أم أنكّ روسي؟ أم عربي من العراق أو اليمن؟.. لا بدّ ان لديك موطناً أصلياً ولدت فيه أو ولد أبوك. أنت من الاشكيناز أم السفارديم؟ أليس من حقي أن أسألك، فأنت كنت قبل قليل تسألني إذا كنتُ مسيحياً أو مسلماً.. انا أيضاً لديّ الحق في سؤالك. هل أعطوا والدك تعويضاً عن منزله في وارسو؟ آه جيّد لأنني سمعت أن ألمانيا لا تزال تدفع الأموال لضحايا المحرقة.. جيّد أنهم عوّضوك عن منزلك، على العموم يمكنك دائماً أن تذهب إلى هناك بصحبة العائلة لزيارة موطن الآباء والأجداد ولقاء من تبقى من أقارب.. طبعا عندما تكون الأمور في فلسطين المحتلة مضبوطة ولا تضطرون الى الخروج في غارة لقتل بضع عشرات من المدنيين وقطع رؤوس أطفالهم بقنابل زنة الطن التي تبيعكم إياها أميركا بسعر الكوكا كولا. أنا أحسدك يا جنرال احتياط، فانا أيضاً أمي ولدت في فلسطين المحتلة، ومنازل جدّي وأخوته مسجّلة ضمن "أملاك الغائبين". يعني مصادرة يا سيد جنرال احتياط بفعل قانون شرّعتموه قبل 50 عاماً. وللأسف يا سيّد لن يتاح لي أن أزور فلسطين المحتلة، وجدّي مات وهو يثرثر عن "أملاكه" هناك. هذا يكفي يا سيّد جنرال احتياط، تحدثنا كثيراً وتعارفنا في حفل العلاقات العامّة الهاتفية هذه، لدي الآن وغد آخر سأحاول الاتصال به، ولكنه وغد عربي هذه المرّة. آه بالمناسبة كم طفلاً قتل جيش دفاعكم اليوم؟ ألا تعرفون أن الأطفال ينتقمون من قاتلهم بأن يطلقوا لعنة تصيب نساء القاتل عندما يحمَلنَ؟ لكن ربما أكون مخطئاً، وربما يتطبّع القتيل بطباع القاتل ولو بعد جيل.. أنت تفهمني جيّداً يا جنرال احتياط، أليس هذا ما حدث معكم؟. ألم يأخذ المتورطون في جيش الدفاع بعضاً من طباع قاتل آبائهم؟... لا تخجل يا جنرال احتياط، ولوّ؟ ما في غيرنا على التلفون... على كل حال اتمنى أن يتعلّم ضحاياكم بعضاً من خصالكم، لكنني يا جنرال احتياط أتمنى أن يتعلموا بعضاً من أفضلها.. ألستم أنتم يا ضباط جيش الدفاع الذين استمريتم بملاحقة النازيين المسؤولين عن جرائم الحرب التي ارتُكبت بحق الملايين من الأبرياء في الحرب العالمية الثانية؟. لاحقتموهم 30 عاماًً بعد الحرب، وصلتم إليهم حتى في أميركا الجنوبية، وانتزعتموهم من دفء عائلاتهم.. وكنتم محقين في هذا.. كذلك هؤلاء الأطفال الذين تقتلونهم كلّ يوم، فإن إخوتهم سينتزعونكم من دفء عائلاتكم يوماً ما ومن أمام أحفادكم المذهولين، وسيقدمونكم الى المحاكمة يوم ينتصر العالم للعدل والقانون.. أما هذا العالم اليوم، المجرّد من القيم الإنسانية، فهو ملعون أبوه كما هو ملعون أبوك الذي بنى الكيبوتز على أنقاض قرية فلسطينية وفلح أرضاً دفن فيها صاحبها.. كفى حديثاً الآن يا جنرال احتياط، ولا تنسََ أن تأتي في الموعد المحدد إلى الاستوديو فلديّ وظيفة يجب أن أتمّها وأقبض راتبي في نهاية الشهر".
وفي اليوم التالي يذهب صاحبنا إلى عمله، ويتصل بضيفه في اورشليم، "مرحباً سيدي، صباح جميل أليس كذلك.. آه إنه الظهر عندكم في أورشليم؟ آه نعم أنا من لبنان، يا سيّد.. آه معك حقّ نحن جيران ويوجد الكثير من النقاط المشتركة بيننا.. أليس أحيرام الفينيقي هو الذي أهدى خشب الأرز إلى سليمان الحكيم لبناء الهيكل؟ نعم نعم انا قرأت التوراة. صحيح إنني من أبوين مسلمين ولكنني منفتح على كل الثقافات.. حسناً ما رأيك إذا تحدثنا قليلاً في العمل.. شكراً لك يا سيدي هذا من حسن ذوقك. تعرف إننا نحرص على الحياد..."..
وبين الحين والآخر يسترق صاحبنا النظر إلى تلك المحطة الفضائية في تلك "المشيخة الخليجية المتخلفة" ليرى وجوه الأطفال الذين قتلهم مجتمع الاحتياط الإسرائيلي
.

Wednesday, January 7, 2009

صحافّيو غزة في دائرة النار الإسرائيليّة

فيما الجيش الإسرائيلي يمنع بشكل كامل دخول الصحافة الأجنبية إلى غزة، فإن تدفق المعلومات من القطاع لم يتوقف حيث نشط الصحافيون الفلسطينيون رغم كل المخاطر لنقل الخبر بالصوت والصورة إلى العالم. ونهار الأربعاء توفّي المصوّر التلفزيوني باسل فرج (22 عامً) متأثّراً بجروح أصيب بها في الغارة التي استهدفت مقر جمعية "واعد" للأسرى، في حي تل الهوا، جنوب مدينة غزة، في اليوم الأول للغارات الإسرائيلية.
وكان فرج يعمل مصوراً للتلفزيون الجزائري وفي شركة فلسطين للانتاج الإعلامي، وهو من سكان حي الشجاعية في مدينة غزة. كذلك يعاني إيهاب الشوا الذي يعمل في وكالة رامتان للأنباء من جروح نتيجة إصابته بشظية في فخذه الأيمن بعد 10 دقائق من أوّل هجوم صباح يوم السبت الماضي.
وفي اتصال معه يقول الصحافي مفيد أبوشمالة لموقع Arabdemocracy من غزة إن الصحافيين الفلسطينيين وخاصة مصوّري التلفزيون والمراسلين يتحركون وفق معطيات وإرشادات لا تقي من مخاطر الإصابة "لا سيّما وأن هذه الإرشادات تفيد في حالة المواجهة الميدانية بالأسلحة الخفيفة، وإن ما لديهم من سترات واقية لا تحميهم من ضربات الصواريخ التي تتساقط (أحيانا بشكل عشوائي) على مدنيين ومؤسسات خدماتية وبضمنها مرافق الأونروا".
ويعمل مفيد في
وكالة رامتان في غزّة التي استطاعت أن تقدّم خدمة إخبارية حيّة ومتميّزة استندت إليها معظم الفضائيات العربية في نقلها للحرب التي تشنّ على القطاع.
ويقول أبو شمالة إن الصحافيين الفلسطينيين في القطاع يسعون لتغطية العدوان بالحد الذي يضمن لهم السلامة نظراً لعدم وجود معارك ميدانية قريبة يمكن تصويرها عن قرب.
ويضيف "كذلك فإن تحركات سيارات البث أيضاًُ معرضة للخطر رغم أنها تحمل علامات تلفزيونية وما شابه ذلك، وبالأمس ذهبتُ إلى مستشفى الشفاء فوجدت أكثر من 30 صحافياً ينتظرون وصول المصابين والجثث من ضحايا العدوان ويكتفون بتصويرهم على باب المستشفى باعتبار أن ذلك يكفي".
ويتابع "نحن في رامتان بدورنا لا نستطيع توقّع مكان وزمان الضربة التالية لذا فإننا نصوّر على الهواء مباشرة سماء غزة وتتحرك الكاميرا بشكل شبه منتظم في محاولة لرصد أي هجوم وتصويره على الهواء وهذا ما حدث في الأيام الماضية خلال وجود مراسل للجزيرة أو غيرها في حالة لايف مثلا".
وفيما يخصّ التغطية الإخبارية المكتوبة، يشير أبوشمالة إلى أن الصحف الفلسطينية لا تصل إلى غزة، و"موظفوها يعتمدون أخبار الوكالات في هذه الأيام، وأما مراسلوها فلا يوجد لديهم شبكة اتصالات تساعدهم في توصيل الأحداث للصحيفة، وكذلك فإن شبكة الجوّال وقعت ولم تعد قادرة على تحمل الضغط".
ويوجد نوع آخر من المصاعب التي يعانيها الصحافيون في غزة، يلخّصها أبوشمالة بـ"الظروف الحياتية العادية" التي "تشكل عنصراً ضاغطاً على حياة الصحافيين كغيرهم من المواطنين للانشغال في تدبير أمور الحياة من ماء وكهرباء ودقيق أو ربطة خبز، بل حتى بطاريات الجوال تشكل معاناة للصحافي عند التفكير أو البحث عن طريقة لإبقائها مشحونة باستمرار لا سيما وأن الكهرباء مقطوعة منذ 5 أيام متواصلة ولا يوجد سولار أو بنزين للمولدات المنزلية".
وحتى الآن لا يوجد تماس مباشر بين الصحافيين والجيش الإسرائيلي داخل غزة، "لأن طبيعة هذه المعركة غير عن سابقاتها فلا معارك أرضية داخل المدن وإنما ضربات جوية متلاحقة على أهداف منتشرة على طول القطاع وعرضه". ولكن أبوشمالة يرى أنه "لو حدثت اشتباكات داخلية فمن المتوقع استهداف الصحافيين قبل تحذيرهم لأنه يبدو لا يوجد أي خط أحمر بعد ضرب سيارات الإسعاف والمستشفيات والمدارس والمساجد".
ويعطي أبوشمالة مثالاً لما حدث في مدرسة الفاخورة الثلاثاء التي قتل فيها 42 طفلاً وأمرأة ورجلاً مسنّاً "من الذين طلبوا الإيواء والاحتماء تحت راية الأونروا ظناً منهم أنها تحميهم". ويردّ الصحافي الفلسطيني على تبرير الجيش الإسرائيلي لما حدث بأنه كان يردّ على إطلاق صواريخ من المكان"، فيشير الى ضعف هذه الحجة، حيث أنه "إذا كانت إسرائيل تمتلك تقنيات حربية دقيقة التصويب فلماذا تستخدم صواريخ زنتها طن في مكان يعتبر مدنياً ولماذا لا يستخدمون أسلحة أقل وزناً وأكثر تصويباً ضد المسلحين أنفسهم إذا كانت رواية الجيش في هذه الواقعة صحيحة، ولكن يبدو أن الجيش الذي يواجه مقاومة عنيفة غير مرئية بالنسبة له يستعيض عنها بضرب متعمد لمنشآت مدنية ليوقع أكبر عدد من القتلى ويزعم عبر وسائله الإعلامية أنها تضم مسلحين".
وعن رأيه في منع إسرائيل دخول الصحافيين الأجانب إلى القطاع يقلّل أبوشمالة من تأثيره على التغطية "لأن معظم الوكالات المشهورة لديها مراسلون ومصورون منتشرون في غزة كرامتان تقريباً ومنها رويترز وفرانس برس وإيه بي تي أن وإيه بي وغيرها".
يُشار إلى أن منظمات حقوقية عالمية منها
هيومن رايتس ووتش طالبت الحكومة الإسرائيلية بأن "تسمح فوراً للصحافيين ومراقبي حقوق الإنسان بالدخول إلى غزة"، والالتزام بحُكم المحكمة الإسرائيلية العليا الصادر في 31 ديسمبر/كانون الأول 2008 بهذا الخصوص.
Arabdemocracy

Monday, January 5, 2009

More statistics: What every American needs to know about Israel/Palestine


"What every American needs to know about Israel/Palestine" is a quote from the site Ifamericansknew.org . Statistics shown on this site, addressed primarily to interested American readers, are self explanatory and well referenced. The figures that followed were last updated in November and are likely to rise significantly as a result of the latest Israeli offensive on Gaza. We read:

Israeli and Palestinian Children Killed since September 29, 2000 till Present:
123 Israeli children have been killed by Palestinians, and 1050 Palestinian children have been killed by Israelis.
Israelis and Palestinians Killed since September 29, 2000 till Present: 1062 Israelis and at least 4876 Palestinians have been killed.
Israelis and Palestinians Injured since September 29, 2000 till Present: 8341 Israelis and 33034 Palestinians have been injured.
Daily U.S. Taxes to Israel and the Palestinians:
In the Fiscal Year 2007 the U.S. gave more than $6.8 million per day to Israel in comparison to $0.3 million per day to the Palestinians.
UN Resolutions Targeting Israel and the Palestinians:
Between 1955 and 1992 Israel has been targeted by at least 65 UN resolutions and the Palestinians have been targeted by none.
Current Number of Political Prisoners and Detainees: 1 Israeli is being held prisoner by Palestinians, while 10756 Palestinians are currently imprisoned by Israel.
Demolitions of Israeli and Palestinian Homes, since 1967 till Present: 0 Israeli homes have been demolished by Palestinians and 18147 Palestinian homes have been demolished by Israel.
Current Israeli and Palestinian Unemployment Rates:
The Israeli unemployment rate is 7.3%, while the Palestinian unemployment rate is estimated at 23%.
Current Illegal Settlements on the Other’s Land: Israel currently has 223 Jewish-only settlements and "outposts" built on confiscated Palestinian land. Palestinians do not have any settlements on Israeli land.

Link: http://www.ifamericansknew.org/

Arabdemocracy

Saturday, January 3, 2009

When 400=4: The Mathematics of Israeli propaganda

By Joseph El-Khoury


The Israeli onslaught on Gaza is the latest example of the type of asymmetrical warfare that has characterised armed conflicts over the past 20 years, specifically those involving a Western Military Power. In many ways, the fire-fight with Hamas is a repeat of the 2006 war with the Hezbollah on Lebanese soil: Large scale artillery strikes from the air, sea and ground followed by an invasive ground offensive that is all but certain in the Gaza case. The asymmetry is apparent in the military resources, manpower, technological advances and intelligence available to both parties but also in the collateral human cost. In 2006, Israel lost 158 citizens, most of them soldiers on duty. On the Lebanese side the estimated toll was between 1000- 1300, the majority of which were civilians (30% children under 13 according to UNICEF sources).During this latest round of fighting the Palestinians have suffered around 440 mortal casualties (25% civilians according to the UN) in 8 days while Israel have reported the death of 4 civilians from rockets fired on Israeli towns from Sderot to Ashdod and beyond. Despite the discrepancy in numbers and the extent of the devastation on the Palestinian side, foreign commentators felt it their duty to provide a balanced view of the conflict, against all odds. This effort to avoid being accused of biased generates some heroic attempts to equate the impact of the conflict on both sides. To bolster their case, the Israelis had to come up with alternatives to combat the flood of images coming out of Gaza showing torn limbs, dead babies and bleeding corpses scattered around a parking lot. Despite the efforts of official medias to sanitise the war for their sensitive audiences through a ban on gore and blood, the availability of alternative sources of information and the cyber activism of Palestinians and their supporters have ensured that the reality of the war is still accessed by a significant number of people who make up mainstream opinion in the West. Although many would argue that International sympathy for the Palestinians is yet to protect them or advance their cause, there is little doubt that without it the Israelis would have carried out their fantasies of apartheid at a faster pace. Israel anyway is concerned about its image, and the Zionist lobby has promptly risen to the rescue recycling old myths and creating new ones with the aim to perpetuate the overarching myth of the Israeli David vs. the Arab Goliath on which it relies to remind Europe of its guilt and responsibility towards the Jewish people.

In this optic, the internal racist anti-Arab discourse is kept under wrap. Another one emerges on the blogosphere and in the media, in which Israelis claim ‘never to have disliked Arabs’ as if this century old conflict was a popularity contest and the IDF’s intention was to bomb Gaza into friendship. On the other hand, Arabs are portrayed as full of unexplained hatred towards Jews. Paralleling that we are confronted to a deliberate almost orchestrated emphasis on psychological trauma experienced by the Israeli side. Without minimising the impact of any loss on indiviudals, the theory is that in the absence of fatalities, ‘stress’ generated by the Kassam rockets and the existence of the Palestinians in the first place is equivalent to the carpet bombings of entire villages (Bint Jbeil) and crowded slums (Rafah). So the average British or French spectator is invited to connect with the plight of the nice middle class family in Siderot who lives under constant threat from rocket attacks. The nice family is carefully chosen to hail from some European country and frequently retaining some of the habits of that country facilitating the process of identification. The personal stories seem familiar, the dog, the family dinner, and the blue eyed children; all in contrast with the portrayed lives of the poor Palestinian living his refuge in overcrowded noisy dwellings. Western audiences have little in common, at least superficially with these families and as a consequences struggle to feel their pain and empathise with their suffering beyond the basic human short-lived reflex. In fact, their plight is even used against them, as they seem to revel in it encouraged by the militant rhetoric emanating from radicals who praise and glorify pain to boost morale. For Westerners, these words are difficult to contextualise except through their own experience of the effect of Muslim martyrdom. But unlike Hamas, those who are actually interested in a solution for the Palestinians cannot ignore Western public opinion and should cultivate it to understand the Palestinian perspective beyond self-serving pity. To counter Israeli propaganda, a revised communication strategy is more vital now then ever before.

Thursday, January 1, 2009

The fight is no more one

By Wael Abdelraheem


In October 2008, Syrian Foreign minister Waleed Moallem visited London where he held meetings with the British officials and voiced certain opinions on the Israeli Syrian negotiations. In an interview on one of the satellite stations he announced that the indirect negotiations between the two countries had reached a crucial point, and that Syria had received a commitment from Israel to retreat to the 4th of June 1967 borders. A commitment similar to Rabin’s promise in a previous round of negotiations. Moallem also noted that the Israelis had been informed by the Turkish mediator of the UN documents which specify the borders of the 4th of June line; an essential point according to him.
More intriguing was his answer to a question about the possibility of an agreement between the two countries, regardless of a comprehensive regional peace that would resolve the Palestinian issue. He literarily said that this was a possibility in the event of a successful outcome for the ongoing negotiations.
How does that translate politically for the Syrian regime? It simply means that it is backtracking on its previous commitment to the principles emerging from the 1991 Conference in Madrid but also the foundations of Syrian diplomacy for the past 40 years, in accordance with the Baath party ideological speech and the statements of the National Progressive Front. These same foundations, which consider a fair and comprehensive peace the only satisfactory option, were used in the criticism of past Bilateral agreements between Israel and Egypt at Camp David, and the ones that followed at Oslo and Wadi Araba with the Palestinians and Jordanians.
In practice, Moallem’s statement means Syria could sign a peace treaty with Israel in return for the Golan Heights even if the independent Palestinian state remains a fantasy, if the Palestinian refugees never return, and if East Jerusalem is engulfed in a Greater Jewish Capital.
Hence who follows the developments of the Syrian position finds that they have been consistent in their demand to recover the whole of the Golan Heights, but have reneged the basis of the negotiation techniques that Damascus adopted for decades. There is no ambiguity about this speech, and I will not speculate on whether the Syrians are stating their true intentions. But it is no doubt a curious complexity in the position of the Iranian and Syrian axis and their allies. It seems that the resistance speech heard in Beirut, Damascus and Tehran aims essentially at the return of the Golan, occupied in the war to free Palestine. The Baathists relied on that same speech to reach power in Syria. There is also possibly a hidden contradiction between Teheran and Damascus on the best way to approach the Arab-Israeli conflict including the negotiations.
If there is no contradiction but cooperation and complementation, then a number of important questions require consideration: what do the protestors want from Palestine, since they do not mind signing a peace agreement with Israel regardless of whether the Palestinian issue is resolved or not? Why do they insist on keeping an active front in Lebanon? Why not reopen the old fronts with Israel if they sincerely wish to continue the struggle? And finally why do they consider that the missiles are the optimal method of resistance but never use their own rocket batteries that are more efficient than the Kassams, the Grads and other Katiushas?
But if the Syrians and Iranians disagree on the outlook for the conflict with Israel, and if Iran has broader targets than only reaching a just solution for the Palestinians, then what are they? It is to eliminate Israel from existence, in the name of a fight against imperialism? It has so far refrained from engaging foreign troops in Iraq and Afghanistan, with which it shares common borders? In fact, it barely resisted the occupation of these two countries in the first place, while foreign presence is likely to threaten Iranian security.
Perhaps these are simple and naïve questions but the answers are in the hands of the Palestinians who have to think twice about the call for a united fight against a mutual enemy launched by the protesting regimes … The fight is not one, and neither are the rules of engagement. Over the past 25 years we have only seen the blood of the Palestinians and the Lebanese being shed in the name of this common. So enough lies.