هل هو عنوان الفيلم الشهير ليوسف شاهين ؟ وصف لحالة الإبن الذي يعود لذوييه بعد إفتراقٍ طويل ؟ عودة لاعب كرة القدم إلى النادي الذي إنطلق منه ؟
جملة أو عباراة تُستخدم منذ القدم لوصف حالة الرجوع أو عودة الشخص إلى نقطة البداية , فيها كثيراً من الندم و نقداً لمرحلةٍ ما تاه فيها الإبن عن "الخيار الصحيح", فالإبن شخصٌ ضال أي أنّه أضاع الطريق و زاح عن الدرب في مرحلةٍ هي الأخرى يراد لها أن تُمحى من ذاكرة الإبن و العائد إليهم.
و هي عبارة في محلِها إذا ما أحسنا وصف اليساري العائد إلى طائفته بعد صراعٍ مشهدي طويل مع طائفته و طوائفهم (أي الطوائف غير طائفته) و الطائفية.
هذا اليساري المنهمك منذ الإستقلال بالنقاش و النقد و تقديم مشاريع إصلاحية للنظام و المجتمع , يعود اليوم إلى طائفته غريباً عنها و غريباً عن نفسه.
هذا اليساري الذي أذلّته الحرب و ما بعد الحرب و دمرّت أحلامه حروب و سياسيو الطوائف و المذاهب , يعود اليوم إلى طائفته كي يكون جندياً عصِياً بوجه الطوائف الأخرى.
هذا اليساري الذي خزله اليسار من معتدليه إلى أقصاه , يعود اليوم إلى طائفته كي يطالب و يدافع عن لقمة عيشه من خلال ملهمه أو لينينه الجديد "زعيم الطائفة".
هذا اليساري الذي و جد نفسه متحالفاً مع طوائف الأحزاب و أحزاب الطوائف, يعود اليوم إلى طائفته كي يصبح الأصل و ليس الحليف.
هذا اليساري الذي فضح ممارسات الحكومات و الوزراء في شتّى العهود, يعود اليوم إلى طائفته كي يُمسي وزير طائفته يتحدّث بإسمها, يغار على مصالحها, يهلِل لإنتصاراتها الوهمية.
هذا اليساري الذي لم يحرِر فلسطين و لم يُسقِط الأنظمة الرجعية منها و التقدّمية , يعود اليوم إلى طائفته كي يدافع عن غزّة من خلال أإمة الجوامع و جمع تبرعّات الأنظمة.
هذا اليساري الحزين على إنهيار الإتحاد السوفياتي و تراجع الفكر الإنساني, يعود اليوم إلى طائفته كي يبحث عن إتحادٍ سوفياتي (طائفي) جديد في بلاد فارس أو الصحراء العربية.
هي عودة إلى الأساس و ليس إرتداداً , هي حالة اليأس و القرف من كل شيء و أي شيء, هي التفتيش عن المصلحة الشخصية بعد أعوامٍ و عقودٍ من "النضال من أجل الجماهير" هي ببساطة كما يصفها أحد الأصدقاء عند سؤاله عن أحد الأبناء الضالين العائدين إلى طوائفهم: " مبلى كان بالحزب بس إكتشف بعد كل هل السنين إنّو كلّو تفنيص, ففضّل يرجع إبن الطايفة و يعمل إرشين حلوين ".
Thursday, December 24, 2009
عودة الإبن الضال
Wednesday, November 18, 2009
مصر والجزائر
"كرة القدم هي صورة عن مجتمعنا، أنظروا جيِداً لتعبير أحد اللاعبين على أرض الملعب أو أحد المشجعِين في المدرجّات، هذه صورهم في الحياة اليومية ".
إيميه جاكيه - المدرِب السابق للمنتخب الفرنسي لكرة القدم
هستيريا جماعية أصابت المجتمعين المصري والجزائري والسبب كما يعلم الجميع المباراة الفاصلة المؤهلة لكأس العالم 2010 والتي سوف تجرى في العاصمة السودانية الخرطوم "الأرض المحايدة" مساء يوم الأربعاء 18/11/2009، ولكن، ما الذي أدّى إلى هذه الهستيريا؟
الأهمية تكمن في التأهل لكأس العالم لكرة القدم ممّا يضع منتخب البلد المتأهل في خانة أفضل 32 منتخباً عالمياً وتضع البلد المتأهل على خارطة الدول المتداول إسمها خلال فترة "المونديال" إضافةً للمردود المادي من الدعايات والشركات التي سوف تتسابق لعقد اتفاقيات رعاية مع المنتخب المتأهِل.
الحسّ الوطني أو الإحساس بالإنتماء عند معظم المصريين و الجزائريين و ضرورة مساندة منتخب بلادهم الذي أصبح يشكِل لهم (حسب رأيهم) من خلال وصوله إلى المونديال (إذا ما حصل) نموذج للتفوّق الوطني و العزّة والكرامة .
الشعور الدائم بالإحباط عند معظم فئات الشعب في كل من المجتمعين المصري والجزائري نتيجة الأوضاع السياسية والإجتماعية والإقتصادية الخاصة بكل بلد و محاولة "فش الخلق" أو "التنفيس" مثلاً من خلال حدث رياضي كالمبارة المذكورة*.
التجييش الذي مارسته السلطات الرسمية أو شبه الرسمية في كل من البلدين والمناكفات الإعلامية العلنية بين اتحادي كرة القدم في كل من البلدين وصولاً إلى اتهامات من قبل الإتحاد المصري للرسميين الجزائريين بتسميم بعض لاعبي المنتخب المصري و أعضاء الجهاز الفني خلال تواجد المنتخب المصري في الجزائر لخوض مباراة الذهاب لتصفيات كأس العالم، إضافةً إلى الإتهام الذي وجّهته الصحافة الجزائرية لقوى الأمن المصرية بإعتدائها المتكرِر والوحشي على الجماهير الجزائرية خلال تواجدها في مصر قبل بضعة أيام لمؤازرة منتخبها في مباراة الإياب ضد المنتخب المصري ضمن تصفيات كأس العالم.
الإعتداءات المتكرِرة (من تحطيم واجهات و حرق إلخ...) من قبل بعض الجماهير في كل من البلدين على الشركات والمصالح التابعة لكل بلد و صولاً إلى تعرّض موظّفي هذه الشركات لمضايقات و ضرب علني، ادت إلى موجة تضامن وطني وتعصّب أعمى تجاه البلد الأخر في كل من الجزائر و مصر.
الكره أو الإزدراء الذي تضمره الشعوب العربية لبعضها البعض هو أمر ينسحب على مجمل شعوب الأقطار العربية ويتجلّى بشكل واضح خلال المباريات الرياضية التي تجمع منتخباتهم.
خروج جميع المنتخبات العربية من التصفيات المؤهلة لكأس العالم ممّا يعني أنّ شرف تمثيل الكرة العربية في المونديال هو محصورٌ فقط في مصر و الجزائر.
التمّني الأول و الأخير أن تبقى الكرة العربية حضارية وأن تعود الجماهير إلى قواعدها سالمة ولنتجنّب، ولو أنّ التشبيه ليس دقيقاً، ما حصل بين الهندوراس و السلفادور عام 1969 حيث أنّ مباراة كرة قدم أدّت أنذاك إلى معارك عسكرية استمرّت أربع أيام قُتل فيها حوالي أربع آلاف شخص معظمهم من المدنيين، وعُرفَت هذه المعارك فيما بعد بـ "حرب كرة القدم" وقد كانت من الأسباب الرئيسية التي أدّت إلى تعزيز السيطرة السياسية للعسكريين في البلدين وتشديد الخناق أكثر من ذي قبل على جميع المعارضين وزجهّم في السجون إلى ما لا نهاية.
* وهو أمرٌ لامسناه في لبنان خلال أواخر التسعينيات و بداية الألفية الجديدة مع فريق نادي الحكمة لكرة السلة حيث أقدم مناصروا الأحزاب المسيحية الذين كانوا يتعرّضون للقمع الشبه اليومي على أيدي النظام الأمني المخابراتي اللبناني السوري المشترك على مؤازرة فريق الحكمة المتفوِق لبنانياً، عربيا،ً وآسيوياً بشكلٍ جنوني و إطلاق الشعارات السياسية خلال المبارايات وشكلّت تلك المباريات مساحة "فش خلق" للأحزاب المسيحية و ساحةً للإعتراض على الوضع الذي كان سائداً.
Wednesday, October 28, 2009
Joint Palestinian/Israeli Photo Exhibition in London
Saturday, October 17, 2009
Man in the Cube: Climate change on the Corniche
Sunday, October 11, 2009
!!!جائزة نوبل للسلام
خالد برّاج
لا أعرف ما هي إنجازات الرئيس الأميركي باراك أوباما و لم ألحظها إلى حدّ الآن لكي أهلِل فرحاً لنيله جائزة نوبل للسلام.
صحيح أنّ الرجل يحاول في شتّى المجالات تحسين صورة الولايات المتحدّة في الخارج عبر العمل العلني (على الأقل) للحدّ من التسلّح النووي و الإستغناء عن الدرع الصاروخي في أوروبا (المقلق لروسيا) إضافةً إلى محاولة إبتداع طرق جديدة لطمأنة العالم العربي و الإسلامي من خلال تحريك ملف المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية (ممّا أوقعه بخلافٍ مع إسرائيل ظهر إلى العلن بجدِية لأول مرَةٍ منذ نشوء دولة إسرائيل) و معارضته للإحتلال الاميريكي للعراق و صولاً إلى تعاطيه بشكل مغاير لإستمرار الحرب في أفغانستان إلاّ أنّ جميع تلك المحاولات هي ضمن ما يسمح به النظام "السيستم" و هو يتماشى مع المصلحة الحالية لسياسة الولايات المتّحدة الخارجية.
بالطبع العلاقات بين الولايات المتحدة و إسرائيل لن تشوبها شائبة بالرغم من بعض التوّترات التي تحدثها تصاريح من هنا أو هناك للرئيس الأميركي أو أحد معاونيه لأنّ المضمون لا و لن يشكّك بحق إسرائيل في الوجود أو دفاعها عن نفسها و هو يتبع نفس منهج الإدارات الأميركية المتعاقبة بتحميل الفلسطينيين و الإسرائيليين على السواء بفارقٍ كبير مسؤولية الأحداث و الصدامات التي تحصل بالأراضي المحتلّة, أمّا هامش التصريح أو الخطاب الرسمي (أو الغير الرسمي) الأميركي المنتقد لإسرائيل فهو مبني بشكلٍ أساسي على إنتقاد عمليّة الإستيطان في الأراضي المحتلّة و دعوة إسرائيل إلى إيقافها أو الحدّ منها و هي تأتي بإطار التمنّي و ليس الأمر.
في المسألة العراقية, يدفع الرجل ثمن أخطاء بوش الأب و الإبن في آنٍ , و هو و إن إنسحبت جيوش التحالف بقيادة المارينز من مدن العراق الرئيسية و معلومات شبه مؤكّدة عن الخطّة النهائية للإنسحاب النهائي من العراق إلاّ أنّ المسالة العراقية أصبحت تتعدّى وجود عسكري لقوى إحتلال في كلِ المدن أو بعضها إلى منحنى أخطر (أي الإقتتال الطائفي الشبه يومي) ساهمت فيه بشكل رئيسي سياسات الإدارات الأميركية المتوارثة منذ حرب الخليج الأولى بتشجيعها عن قصد أو غيره بالتضامن مع الأحلام الإيرانية بتصدير الثورة إلى محيط إيران العربي, أماّ التدخّل السوري فهو إن يأخذ طابع تسلّل تخريبي عن طريق بعض الجماعات الأصولية إلاّ أنّه يبقى محصوراً في إيطار ما يمكن أن يحصل عليه النظام السوري من مكاسب ضمن المفاوضات الشبه علنية التي يقودها الوسيط التركي بين إسرائيل و سوريا.
أمّا في أفغانستان فإنّ المعطيات تشير بشكلٍ لا لبس فيه أنّ الإتجاه لدى الرئيس الأميركي هو بالتجديد للقوات الأمريكية إضافةً إلى معلومات صحفية تؤكِد أنّ الرئيس الأميركي سيوافق على توصية قائد القوات الدولية في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال على توسيع رقعة الحرب و زيادة عديد القوات الأمريكية هناك.
إذاً أين هي الإنجازات ؟
هل الإستغناء عن الدرع الصاروخي في أوروبا و الذي أعطى حيوية إيجابية لكن محدودة للعلاقات الأميركية – الروسية يشكِل إنجازاً يكافأ عليه باراك أوباما بجائزة نوبل للسلام ؟
هل إيمان باراك أوباما بالحلول الدبلوماسية و السلمية لحلّ النزاعات في العالم يشكِل قاعدة قانونية و عمليّة لمنحه جائزة نوبل للسلام ؟
هل حلمه بضرورة وجود عالمٌ خالٍ من الأسلحة النوويّة يعتبر كافياً لمنحه جائزة نوبل للسلام ؟
هل إنتقاده و دعوته للتخفيف من حدّة الإستيطان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية يؤرّخ كإنجازٍ يكافأ عليه بجائزة نوبل للسلام ؟
هل إنسحاب القوات الأميركية من المدن الرئيسية في العراق هو إنجازٌ كافٍ يمنحه بشكلٍ تلقائي جائزة نوبل للسلام ؟
هل إنتخاب رجل أمريكي من أصول أفريقية لأول مرةٍ كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية يعطيه دفعاً و مصداقية لكي ينال جائزة نوبل للسلام ؟
حسب ما أذكر فإنّ الجائزة تمنح للأفعال و ليس الأقوال و التمنيّات, و أفعال الرئيس الأميركي ليست إلى الآن سوى أقوال و هي أحلام رجلٍ آتٍ من بيئة متشعِبة أظهرته وسائل الإعلام كمزيجٍ عصري من الرئيس الأميركي الراحل جون كينيدي و فتى الستينات الحالم بعالمٍ أفضل , إنّ منح باراك أوباما جائزة نوبل للسلام بناءاً على أحلامه و تمنيّاته هي هرطقة مضحكة لا تمتّ إلى الواقع بشيء , و هو يعلم تماماً و في قرارة نفسه أنّ منحه هذه الجائزة قد أتى قبل الأوان بكثير لأنّ هناك الكثير من العمل يجب إنجازه لكي ينال جائزة السلام الحقيقية التي سوف تمنحه إياها الشعوب المقهورة القابعة تحت وطأة الأنظمة التوتاليترية و دبّابات الجيش الأميركي.
Friday, October 9, 2009
The 2009 Nobel Peace Prize: A lapse in judgment
Saturday, September 19, 2009
Fadlallah's fatwa on Israel: An unhelpful addition to the debate
On Sunday 13th September 2009, highly influential Shiaa Cleric Sayyed Mohammed Hussein Fadlallah issues a fatwa from Beirut banning the normalisation of ties with Israel. For those who aren’t familiar with the concept, a ‘fatwa’ being a binding religious decree, similar in effect to the one issued by Ayatollah Khomeiny in the wake of the Salman Rushdie affair in the 1980s.
There is nothing new in the basic position adopted by Sayyed Fadlallah. The normalisation of ties with Israel is a highly charged issue at a time when there is no movement on the peace process front and the Palestinian state remains inaccessible. The problem lies with the premise he uses to justify his position. From what I read in the Arab speaking press The fatwa consists of 4 points which mostly reiterate the right of the Palestinian to the entirety of Palestinian land and the duty of every Muslim to resist the ‘rape’(Ightisab) of the land as the future of the entire Muslim nation depends on it. It also encourages other clerics to issue clear instructions to the believers and adopt a proactive approach in supporting the Palestinian cause. Point 2 is the one I found most controversial, especially when Sayyed Fadlallah is known for his measured words and open mindedness (in relative terms of course).
While most Lebanese and Foreign media only focused on the headline and the message of the fatwa, the Lebanese daily Assafir and the online media outlet El-Nashra gave a more detailed account of the actual statement. Assafir reports that in point 2 of the fatwa the Sayyed Fadlallah: “And it is the responsibility of the Arab and Muslim People, which day and night read in the Holy Koran, the history of these Zionists to realise that they did not have the acceptance of God, so how could they gain acceptance among people”. El-Nashra goes further: “Their history is only one of killing some prophets and rejecting others while obstructing their path, so that they have always been a problem in more than one historical period and a problem for people in more than one part of the world.” He goes on to justify that: “When we talk about the history of the Jews, we are not judging them on their past, for the Koranic message is one that the responsibility for history lies with those who committed it. Instead we point out that the attitude of their ancestors still continues to this day, and that there is a unity and consistency in the immorality and inhumanity of their stance, regardless of the modern change in discourse”.(Apologies for any inaccuracies in the translation)
I am honestly puzzled by the tone of the Fatwa, even if we consider that Fadlallah only intended for it to be head among his followers. Firstly, I am surprised by the casual use of Jews and Zionists interchangeably in the text, which seems to scupper decades of Palestinian efforts to re-centre their struggle as a political one against a colonial entity instead of an eternal ethnic-religious fight. Secondly, the lack of attention to Western sensitivities with regards to anything perceived as anti-Semitic discourse with National-Socialist overtones might also indicate a shift towards an overall aggressive stance that only relies on support in the Islamic and Islamist heartland to achieve victory over Israel. This aggressive stance can only reinforce the Zionist message that Jews in Palestine are threatened in their existence. Them who have been successful at stifling any criticism of Israel behind the cloak of anti-Semitism while convincing the West of some tenuous continuity between the Holocaust and their conflict with the Arabs. Fadlallah’s fatwa will soon join the image of the Grand Mufti of Jerusalem, Hajj Amin Al Husseini meeting Hitler in 1937 in the Zionist arsenal of propaganda.
Not being Muslim, I am neither the intended recipient of Sayyed Fadlallah’s message nor do I feel concerned by it. The position of Arab secularists towards the Palestinian issue should remain a principled yet pragmatic affair guided by the interest of the Palestinian people who have an inalienable right to auto-determination and the establishment of a fully independent state on the territories occupied in 1967, with East Jerusalem as its capital. Other more creative solutions are up for discussion but this minimum is non-negotiable.
Wednesday, September 16, 2009
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية
"يا أبناء بيروت البطلة، يا أبناء شعبنا اللبناني العظيم في الجنوب والجبل والبقاع والشمال، أيها المقاتلون الوطنيون الشجعان إن العدو الإسرائيلي المستمر في حربه الوحشية ضد لبنان منذ أكثر من مئة وأربعة أيام يبدأ اليوم تدنيس أرض بيروت الوطنية الطاهرة... فلتنتظم صفوف الوطنيين اللبنانيين كافة، وبغضّ النظر عن انتماءاتهم السابقة وعن الاختلافات الإيديولوجية والطائفية والطبقية، في جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ضد الاحتلال الإسرائيلي، كسراً للقيد الذي تحاول أن تفرضه اليوم أميركا وإسرائيل على عنق شعبنا الحر ورفعاً لراية التحرر الحقيقي لشعبنا العظيم".
لبّا الرفاق النداء و حملوا السلاح و أخرجوا جيوش صهيون من بيروت و طاردوهم في صيدا و البقاع و جنوبي الجنوب, لم ينتظروا مباركة إقليمية أو إحتضان دولة ممانعة أو حتى مالٍ شريفٍ طاهر, إلتحقوا في صفوف جبهة المقاومة الوطنية البنانية (جمَول) و قاوموا المحتل أينما كان غير آبهين بالموت أو الأسر...
فألف تحية إلى من أطلق الشرارة الأولى, ألف تحية إليك يا أبو أنيس شهيد الحرية و العدالة الإجتماعية و الإنسان و ألف تحية إليك يا أبا خالد يا من آثرت السكوت في هذا الزمن الرديء "زمن الفضيحة" كما يقول شاعرنا الكبير الراحل محمود درويش.
و ألف تحية إليكم يا شهداء جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية, أنتم يا خيرة الرجال الآتون من كل قرية في لبنان , أنتم من آمن أنّ عدو الداخل من نظام طائفي و محاصصة مذهبية هو نفس العدو المغتصب لأرض فلسطين والجنوب, هو نفس العدو المتربِص في ظلال الأنظمة العربية التقدمية و الرجعية ...
و ألف تحية إلى تلك العائلات التي هُجِرت من أرض و قرى الجنوب على يدِ المحتل الصهيوني و عملائه و على يدِ قوى الأمر الواقع (و الغدر) من فاشيين/ظلاميين و عصابات الإجرام و القتل...
و ألف تحية إليكم يا أمهات شهداء جبهة المقاومة الوطنية البنانية , يا من صبرتم و ضحيّتم بأغلى ما عندكم كي تبقى راية الحق و التقدّم تغرز مجدها في صدر الصهيونية و الأنظمة العربية (وكلّ الأنظمة العربية) البالية...
و ألف تحية إليكم يا أسرى جبهة المقاومة الوطنية البنانية , أنتم من خرجتم من معتقل أنصار و الخيام و زفتا و سجون الداخل الفلسطيني , أنتم من خرجتم من هذا السجن الصغير إلى السجن العربي الكبير, أنتم من أهملتكم الدولة و الحكومات المتعاقبة و سياسيوا الطوائف و المناصب...
فترة مجيدة من تاريخ نضال الشعوب بوجه الإحتلال و الظلم و القهر, فترة مجيدة يحاول البعض اليوم تغييبها و التعتيم عليها عن قصد, لكن ما من أحد ليستطيع (في لبنان و غيره) أن يمحيها من ذاكرتنا و وجداننا, لا أحد يستطيع تزييف و تزوير التاريخ إلى الأبد, هي كما تقول كلمات الأغنية في مقطعها الأخير:
كتبتلك أشوائي
بترابات فلسطين يا أمي
أنا و رفاقي
ونحنا شفنا العذاب يا أمي
و دءنا حلاتو
و إلِي نِسي جمّول يا أمي
يعدم حياتو"
Monday, September 7, 2009
!ما بعد صلاح عزالدين
Sunday, August 30, 2009
عن غزّة
هل كان من المؤكد إحترام حركة حماس لحرية التعبير و حرية الصحافة ؟
هل أعلنت حركة حماس رسمياً من خلال قيادتها عن إعطائها ضمانات لباقي التنظيمات (غير حركة فتح) بعدم التعرّض لها ؟
هل كنّا على يقينٍ تام أنّ حركة حماس ستفرج عن معتقلي حركة فتح ؟
هل كنّا مقتنعين تماماً أنّ حقوق المرأة ستبقى مصانة في ظلّ حكم حركة حماس ؟
هل كنّا واثقين إلى حدٍ كبير إلى عدم مساس حركة حماس بلباس المرأة ؟
هل كنّا من المنظرِين إلى إحترام حركة حماس لحرية العمل النقابي؟
هل أعلنت حركة حماس أكثر من مرّة إعجابها بالفن و الثقافة و تقديرها لمثّقفي فلسطين كالشاعر الراحل محمود درويش؟
هل و هل و هل...
بل على العكس ,
كنّا على يقينٍ كافٍ و لا نزال أنّ من نكّل بأهل غزّة و إغتصب ذاكرتها و داس على وحدتها و رمى مناضليها من على أسطح البنايات و شرفات المنازل ليس إلاّ فاشيٌ منمّق يشبه إلى حدٍ بعيد هذا الصهيوني المتعجرف الكامن لحرية فلسطين و أهلها.
كنّا واثقين ولا نزال من أنّ الأمور في ظل حكم و حكومة حركة حماس ستؤول إلى قمعٍ للحريات و إجراءات تعسّفية لا تمتّ إلى تاريخ نضال الشعب الفلسطيني بصلة...
كنّا من أكثر الناس إقتناعاً و لا نزال أنّ حركة حماس تمارس و تحرِض على التمييز الطائفي بين الفلسطنيين و هو أمر لم تشهده القضية و المقاومة الفلسطينية منذ نشأتها...
كنّا على علمٍ تام و لا نزال أنّ من نشأ على تعاليم الفكر التكفيري و الظلامي ليس من شيمه و أخلاقه صون حرية المرأة و حقوقها, ليس من خصائله تشجيع الثقافة و الفن, ليس من عاداته تقبلّ و مناقشة الفكر الأخر...هو يؤمن بالقمع و العنف فقط, لا يقبل الحوار أو النقاش.
و كنّا و ما زلنا...
فلماذا هذا الإستغراب و التعجّب إذاً ؟
هل هو دليل عن عجزٍ ما أم إحباطٍ داخلي نتيجة ما ألت الأوضاع إليه على الساحة الفلسطينية ؟ هل هو إشمئزازٌ من منظر هذا "الحمساوي" و هو يدوس على صورة "أبو عمّار" رافعاً راية النصر ؟ هل هو حنين إلى علمانية القضية الفلسطينية و فصائلها المنضوية تحت شرعية عباءة منظمة التحرير الفلسطينية ؟
أسئلة كثيرة يطرحها من عرف فلسطين منذ الصغر و عشقها و إعتبرها (و لا يزال) القضية الأولى , إنّها قضية فلسطيني يتمّ تهجيره و قتله منذ أوائل القرن العشرين على يد آلة إجرامٍ منظّمة إسمها الصهيونية , إنّها قضية فلسطيني خذلته جميع الأنظمة الشقيقة التقدمية منها و الرجعية, إنّها قضية فلسطيني أصبح الأن محاصراً بين كمّاشةٍ صهيونية و مطرقةٍ أصولية...
و بين إشتداد الكماشة و حدّة المطرقة شعبٌ يصيح من العذاب و الظلم و القتل و القمع, لا يزيده بؤساً سوى سماعه الخطب اليومية لزعماء و عظماء الأمة (من المحيط إلى الخليج) المزايدون على أهل غزّة من قصورهم العاجية و أنظمتهم المهترئة.
Wednesday, August 26, 2009
Al-Megrahi and the Swiss Bankers
Tuesday, August 18, 2009
'We Understand Islam'
Monday, August 10, 2009
Down and Dirty in Jeddah
A storm has been brewing over the closure of the offices of the Lebanese Broadcasting Corporation (LBC) in Saudi Arabia following the personal on screen revelations of a Saudi citizen. Given the LBC’s obsession with ratings and the delivery of a competitive product in the murky world of Arab Satellite Broadcasting, it is no surprise that they chose to milk the subject of sex through their bold talk show ‘A7mar bel Khatt El 3areed’( Red in bold writing) fronted by a babyfaced rising star, Malek Maktabi. Having started as a propaganda tool for the Christian Lebanese militias in the mid-1980s, over the years, LBC has gradually shed any ambition of being a political messenger and has focused instead on winning the broader Arab market, where political debates (even in other countries) disturb and upset. The problem with that approach is that no debate on social issues can be apolitical, since the two are inextricably linked. Policies are dictated by society and in turn dictate social behaviour. The process is open and transparent in democratic societies but not in the Arab world. Debating sexual behaviour, domestic violence or religious beliefs is not only a challenge to patriarchal tradition and the moral authorities of the realm, but one step away from asking tough questions on the state of the economy, human rights and foreign policy. Individual liberties and political freedom go hand in hand; a fact that Arab regimes, may they be presidential dictatorships or religious monarchies, are very aware of and actively counteract. The means of control will vary from secular Damascus to conservative Khartoum and so far have proven successful. That said, it is no surprise that it was the Saudis who proved most sensitive to the sexual adventures of one of their compatriots. Religious dogma and politics are one in Saudi Arabia where the ruling family’s claim to power since their ascendance in the first part of the 20th century is inseparable from the domination of the militant group of Islamists known as the Wahhabis. Furthermore, the culprit is the LBC, a network with an ex-Christian identity now mostly owned by Prince Al Waleed Bin Talal, a Saud himself but not part of the ruling inner circle. Confronted with this explosive cocktail mix, the tenants of the moral order and political stability in the Kingdom had no choice but to act. The rhetoric on ‘negative cultural influences’ and ‘habits that are foreign to Saudi society’ were brought out for the benefit of the masses, who are unlikely to witness the excesses of their rulers in the clubs of London or the Casinos of Monte-Carlo.
Monday, August 3, 2009
The Politics of Recycling
But recycling is not only a Druze hobby. The liberal economists of the clan in power have again sold us a summer of opportunities and rejuvenation. They are supported in their efforts by CNN, Paris Match and other foreign media reports excited over a Beirut soaking in sweat rather than blood. The realities of a divided, corrupt and impoverished country are set aside in favour of short clips revealing the hedonism of a Sky Bar or the opulence of a Baalbeck festival. What we are not reminded of is that Lebanon earned its reputation as the Switzerland of the east as the winds of civil strife were blowing from the countryside and that 1974 was an exceptional year for tourism. A year later, AK47s had replaced saxophones as a background symphony.
Not wanting to be left behind, the Kataeb are making a comeback. An essential player on the political scene until the 1980s, their rebranding as a measured yet militant defender of Christian interests under a Gemayel (Sami, not Nadim who is condemned to play a second hand role until he grows a personality) is a well timed move as the Aounist movement loses steam for lack of imagination.
And the mother of all recycling tunes is the ‘special relation with Syria’ to which all of the above adhere. The race is on to Damascus, literary funded by Saudi money, to kneel again at the emperor’s feet.
I wish we would all stick to glass, cardboard and paper. Recycling in politics is actually damaging to the environment.
Tuesday, July 28, 2009
The Thing About Ziad Baroud
Monday, July 20, 2009
The Moody Beyk
Monday, July 13, 2009
Dalia Khamissy: Social Arab Lens
Tuesday, July 7, 2009
Are we Obsessed with Michel Aoun?
Thursday, July 2, 2009
Aisha Bakkar 2009: The Warning Signs
Monday, June 29, 2009
جاد المالح ومأساة مسرحية مناهضة التطبيع
الحادثة الأولى حصلت عام 1998، تاريخ الذكرى الخمسين لنكبة فلسطين، وكانت مجموعة من المثقفين اللبنانيين قد حدّدت نشاطات متفرِقة متعلِقة بالنكبة ودعت إليها مجموعة كبيرة من المثقفين من مختلف أرجاء العالم ومن ضمنهم بعض الكتاب والمفكرين اليهود المعروفين بعدائهم للصهيونية ودولة إسرائيل، إلاَ أنّ بعض الأحزاب في لبنان ومن ضمنها حزبٌ علماني عريق يجاهر بعلمانيته في شتّى المناسبات شنّ حملةٍ عشواء على منظّمي فعاليات ذكرى نكبة 48 ووصفهم بالصهاينة ومضلَلي الرأي العام حتى وصل الأمر ببعض "الرفاق" في الحزب العلماني بتوجيه تهديدات مباشرة بالقتل إلى المنظّمين وصولاً إلى الوعد علناً وعلى مسمع من الصحافة والإعلام بتفجير مقر إقامة النشاطات في حال حضور هؤلاء الكتاب والمفكّرين... طبعاً انتهى الموضوع بعدم حضورهم إلى بيروت خوفاً من أن ينفِذ "العلمانيون" ما وعدوا به لكنّ سمير قصير بقلمه وجرأته المعهودة أبى أن يسكت عن هكذا أمر ووصف ما حدث في مقالٍ شهير في جريدة النهار عنوَنه : "مدّعو قوميةٍ ما".
الحادثة الثانية حصلت في نفس العام ولا دخل لها لا من قريب ولا من بعيد بالموضوع الفلسطيني وذكرى النكبة ومسرحها كان كافيتريا المبنى الموحّد للجامعة اللبنانية حيث أصدر مجلس الطلاب المكوّن بغالبيته من محازبي ومناصري حزب الله قراراً بمنع بثّ أغاني فيروز في الكافيتريا، وعندما قام بعض الطلاب بالاستفسار عن الموضوع فوجئوا بردٍ واضح من قبل مجلس الطلاب مفاده أنّ أغاني فيروز تثير الغرائز الجنسية عند الطلبة! لكن الطلاب أعادوا مرةً ثانية استيضاح مجلس الطلاب حول هذا الموضوع غير مصدِقين ما سمعوه في المرة الأولى، إنّما الردّ جاء هذه المرّة عنيفاً وعلى لسان أحد مسؤولي الحزب في الجامعة متّهماً الطلاب بعدم الالتفات إلى دراستهم وتحصيلهم العلمي والانهماك والانشغال عوضاً عن ذلك بالأمور التي يحرِمها الدين إضافةً إلى الاستماع إلى ألحانٍ موسيقية هي أساساً غربية يهودية!
الحادثة الثالثة وقعت عام 2006 وعلى أثر انتهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان، بدأت الوفود العربية وغيرها بزيارة لبنان والاطّلاع على الدمار و الخراب الذي خلّفته الهمجية الإسرائيلية في معظم المناطق اللبنانية، و كانت المحطّة الأساسية (إضافةً إلى بلدات الجنوب) هي الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت حيث نالت النصيب الأوفر من الصواريخ والقذائف الإسرائيلية حيث ظنّت القيادة الإسرائيلية أنّها ومن خلال تكثيفها لحدّة القصف تستطيع اغتيال السيِد حسن نصرالله والقضاء بشكلٍ أساسي على البنى الداخلية الخاصة بالحزب... إلاّ أنّ النتيجة أثبتت عكس ذلك و جاءت الوفود العربية لمعاينة الضاحية الجنوبية ومن ضمنها وفدٌ قطري رفيع المستوى ضمّ رئيس الوزراء وشخصيات أخرى، وتمّ استقبال الوفد من قبل قيادة حزب الله بالترحيب والتهليل ودخل الوفد إلى الضاحية الجنوبية كدخول صلاح الدين الأيوبي إلى مدينة القدس على أثر هزيمة ريكاردوس قلب الأسد وتناسى الجميع أنّ أبنية وطرقات الضاحية الجنوبية قد دمّرتها الصواريخ الذكية وغيرها من القذائف والصواريخ التّي قامت الولايات المتحدة بتزويدها بشكلٍ يومي إلى جيش الدفاع الإسرائيلي عن طريق قاعدتها في دولة قطر!!!
الحادثة الرابعة حديثة العهد وهي من العام الماضي حيث منعت السلطات اللبنانية عرض الفيلم الإسرائيلي "فالس مع بشير" إضافةً إلى منع استيراد أقراص الـ"دي في دي" الخاصة بالفيلم وذلك وفقاً للأنظمة والقوانين اللبنانية المتعلِقة بمكافحة ومنع دخول البضائع الإسرائيلية إلى الأراضي اللبنانية، إلاّ أنّ المستغرب هو الكميّة الهائلة من أقراص الـ "دي في دي" المقرصنة الخاصة بهذا الفيلم والتي بيعت في السوق وكان مصدرها واحد يقع ضمن مناطق سيطرة حزب الله ... وحيث أنّ الفيلم يسلِط الضوء على مجزرة صبرا و شاتيلا والمنفِذ أيّ الطرف اللبناني (القوات اللبنانية)، و بما أنّ هذا الطرف اللبناني على نقيض وصراع سياسي واضح مع حزب الله ومن المجدي سياسياً التذكير الدائم بماضيه "الإجرامي و العميل" فلا مانع من نسخ الفيلم وبيع نسخ مقرصنة عنه غير آبهين بالإنتاج الإسرائيلي لهذا الفيلم مغلِبين منطق مكيافيلي الشهير: "الغاية تبرِر الوسيلة"!ختاماً أعود و أكرِر ما قلته في بداية المقال، إنّني لست على دراية كافية بخلفية جاد المالح الفكرية والسياسية ولست واثقاً من الروايات المتعلِقة بدعمه المطلق.. لكن بالتأكيد فإنّ برنامج جاد المالح و"قفشاته" الفكاهية في مهرجانات بيت الدين لكانت أقلّ ضرراً ودماراً وقتلاً من الصواريخ الذكية الآتية عن طريق دولة قطر أو أكثر إنسانية من العصبيات العنصرية والفاشية الصادرة عن هؤلاء "مدّعي قوميةٍ ما" الممانعين في أزقّة وخبايا شارع الحمراء.