Sunday, October 11, 2009

!!!جائزة نوبل للسلام


خالد برّاج

لا أعرف ما هي إنجازات الرئيس الأميركي باراك أوباما و لم ألحظها إلى حدّ الآن لكي أهلِل فرحاً لنيله جائزة نوبل للسلام.

صحيح أنّ الرجل يحاول في شتّى المجالات تحسين صورة الولايات المتحدّة في الخارج عبر العمل العلني (على الأقل) للحدّ من التسلّح النووي و الإستغناء عن الدرع الصاروخي في أوروبا (المقلق لروسيا) إضافةً إلى محاولة إبتداع طرق جديدة لطمأنة العالم العربي و الإسلامي من خلال تحريك ملف المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية (ممّا أوقعه بخلافٍ مع إسرائيل ظهر إلى العلن بجدِية لأول مرَةٍ منذ نشوء دولة إسرائيل) و معارضته للإحتلال الاميريكي للعراق و صولاً إلى تعاطيه بشكل مغاير لإستمرار الحرب في أفغانستان إلاّ أنّ جميع تلك المحاولات هي ضمن ما يسمح به النظام "السيستم" و هو يتماشى مع المصلحة الحالية لسياسة الولايات المتّحدة الخارجية.

بالطبع العلاقات بين الولايات المتحدة و إسرائيل لن تشوبها شائبة بالرغم من بعض التوّترات التي تحدثها تصاريح من هنا أو هناك للرئيس الأميركي أو أحد معاونيه لأنّ المضمون لا و لن يشكّك بحق إسرائيل في الوجود أو دفاعها عن نفسها و هو يتبع نفس منهج الإدارات الأميركية المتعاقبة بتحميل الفلسطينيين و الإسرائيليين على السواء بفارقٍ كبير مسؤولية الأحداث و الصدامات التي تحصل بالأراضي المحتلّة, أمّا هامش التصريح أو الخطاب الرسمي (أو الغير الرسمي) الأميركي المنتقد لإسرائيل فهو مبني بشكلٍ أساسي على إنتقاد عمليّة الإستيطان في الأراضي المحتلّة و دعوة إسرائيل إلى إيقافها أو الحدّ منها و هي تأتي بإطار التمنّي و ليس الأمر.

في المسألة العراقية, يدفع الرجل ثمن أخطاء بوش الأب و الإبن في آنٍ , و هو و إن إنسحبت جيوش التحالف بقيادة المارينز من مدن العراق الرئيسية و معلومات شبه مؤكّدة عن الخطّة النهائية للإنسحاب النهائي من العراق إلاّ أنّ المسالة العراقية أصبحت تتعدّى وجود عسكري لقوى إحتلال في كلِ المدن أو بعضها إلى منحنى أخطر (أي الإقتتال الطائفي الشبه يومي) ساهمت فيه بشكل رئيسي سياسات الإدارات الأميركية المتوارثة منذ حرب الخليج الأولى بتشجيعها عن قصد أو غيره بالتضامن مع الأحلام الإيرانية بتصدير الثورة إلى محيط إيران العربي, أماّ التدخّل السوري فهو إن يأخذ طابع تسلّل تخريبي عن طريق بعض الجماعات الأصولية إلاّ أنّه يبقى محصوراً في إيطار ما يمكن أن يحصل عليه النظام السوري من مكاسب ضمن المفاوضات الشبه علنية التي يقودها الوسيط التركي بين إسرائيل و سوريا.

أمّا في أفغانستان فإنّ المعطيات تشير بشكلٍ لا لبس فيه أنّ الإتجاه لدى الرئيس الأميركي هو بالتجديد للقوات الأمريكية إضافةً إلى معلومات صحفية تؤكِد أنّ الرئيس الأميركي سيوافق على توصية قائد القوات الدولية في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال على توسيع رقعة الحرب و زيادة عديد القوات الأمريكية هناك.

إذاً أين هي الإنجازات ؟

هل الإستغناء عن الدرع الصاروخي في أوروبا و الذي أعطى حيوية إيجابية لكن محدودة للعلاقات الأميركية – الروسية يشكِل إنجازاً يكافأ عليه باراك أوباما بجائزة نوبل للسلام ؟

هل إيمان باراك أوباما بالحلول الدبلوماسية و السلمية لحلّ النزاعات في العالم يشكِل قاعدة قانونية و عمليّة لمنحه جائزة نوبل للسلام ؟

هل حلمه بضرورة وجود عالمٌ خالٍ من الأسلحة النوويّة يعتبر كافياً لمنحه جائزة نوبل للسلام ؟

هل إنتقاده و دعوته للتخفيف من حدّة الإستيطان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية يؤرّخ كإنجازٍ يكافأ عليه بجائزة نوبل للسلام ؟

هل إنسحاب القوات الأميركية من المدن الرئيسية في العراق هو إنجازٌ كافٍ يمنحه بشكلٍ تلقائي جائزة نوبل للسلام ؟

هل إنتخاب رجل أمريكي من أصول أفريقية لأول مرةٍ كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية يعطيه دفعاً و مصداقية لكي ينال جائزة نوبل للسلام ؟

حسب ما أذكر فإنّ الجائزة تمنح للأفعال و ليس الأقوال و التمنيّات, و أفعال الرئيس الأميركي ليست إلى الآن سوى أقوال و هي أحلام رجلٍ آتٍ من بيئة متشعِبة أظهرته وسائل الإعلام كمزيجٍ عصري من الرئيس الأميركي الراحل جون كينيدي و فتى الستينات الحالم بعالمٍ أفضل , إنّ منح باراك أوباما جائزة نوبل للسلام بناءاً على أحلامه و تمنيّاته هي هرطقة مضحكة لا تمتّ إلى الواقع بشيء , و هو يعلم تماماً و في قرارة نفسه أنّ منحه هذه الجائزة قد أتى قبل الأوان بكثير لأنّ هناك الكثير من العمل يجب إنجازه لكي ينال جائزة السلام الحقيقية التي سوف تمنحه إياها الشعوب المقهورة القابعة تحت وطأة الأنظمة التوتاليترية و دبّابات الجيش الأميركي.

2 comments:

Anonymous said...

خالد

مع احترامي لموضة الوسطية هذه الايام لكن دعني اقول

ان جائزة اعطيت لسفاح عنصري مثل مناحيم بيغين ولسفاح اخر مثل رابين

وان جائزة اعطيت لديكتاتور زج نصف مصر في السجن ووقع معاهدة سلام دون ان يستفتي شعبه عليها

هي جائزة فارغة من قيمتها الاخلاقية

ينقص بعد ان تمنح الجائزة الى معمر القذافي تقديرا لدوره في المصالحات الافريقية؟؟؟؟؟؟

وائل

Anonymous said...

موافق تماماً على تعليقك يا وائل...شكراً لتذكيرنا بمآثر لجنة جائزة نوبل للسلام

خالد برّاج