بشير حبيب
رمضان حماس كريم في غزة هكذا وببساطة، اهدت حركة حماس اسرائيل هدنة بمناسبة شهر رمضان. وجاء ذلك في اصدار "حكومة غزة" بيانا، تدعو فيه كل ناشطي الفصائل الفلسطينية الى تفادي قصف المعابر وذلك من اجل مصلحة الشعب الفلسطيني وامنه ولاجل حماية الحركة التجارية وتأمين كل ما يحتاجه المواطنون خلال شهر رمضان
جاء بيان حكومة حماس بعد ايام فقط من اعلان لجان المقاومة الشعبية الفلسطينية التي قالت في بيان لها انها سترسل خلال شهر رمضان "رسائل موت" الى اسرائيل
ولكن فجأة، اصبحت حماس التي ترفض الاعتراف بدولة اسرائيل، تنعم عليها بطمأنينة غير معهودة، لا بل اكثر من ذلك فان حماس تتوسل الفصائل الاخرى بالامتناع عن قصف الاراضي الاسرائيلية لكي تريح المواطن الفلسطيني من القصف والضيقة الاقتصادية خلال شهر رمضان
ولكن حماس باعلانها الهدنة في هذا الشكل (وفي حال استجابت اسرائيل لهذه الهدنة) تكون قد اعطت اسرائيل حجة اضافية للادعاء ايضا وايضا بان عملياتها تأتي ردا على القصف الصاروخي الفلسطيني الذي يطالها من غزة...
ولكن لماذا لم يعوف الجيش الاسرائيلي يوما الضفة الغربية ماضيا وحاضرا
حماس المهادنة فجأة هي نفسها التي لطالما هددت بمعاودة عملياتها في العمق الاسرائيلي والتي ترفض رفضا قاطعا الاعتراف باتفاقية اوسلو. علما ان لا مبالغة في القول ان اوسلو تشكل المحاولة الجدية الوحيدة لاعادة فلسطين الى الخارطة الواقعية والعملية للشرق الاوسط وذلك من خلال انشاء السلطة الوطنية الفلسطينية، اي المؤسسات الفلسطينية التي شئنا ام ابينا ستكون يوما الاساسات التي ستبنى عليها الدولة الفلسطينية كنتيجة لتطور طبيعي وموضوعي على الرغم من كل المآخذ التي تسجل على حركة فتح في مجال الفساد وادارة السلطة وهذا موضوع بحث آخر
غريبة حركة حماس، كيف تكيل بمكيالين، فهي ترفض اوسلو اي الاتفاقية التي قامت على اساسها السلطة الفلسطينية، وتخوض اللعبة السياسية من خلال الانتخابات بلدية ومحلية كانت او تشريعية والتي تنظمها السلطة. تلعب بالنار فتخرج حركة فتح من قطاع غزة بقوة السلاح وتشق الصف الفلسطيني الذي يشقى اصلا في مواجهة اسرائيل وهو موحد
والفاتورة يدفعها المواطن في غزة: مقاطعة سياسية دولية لدويلة حماس، حصار اقتصادي ومالي على اكثر من مليون ونصف فلسطيني في القطاع نتيجة عدم ثقة المجتمع الدولي بحكومة هنية الحماسية، وحصار اسرائيلي محكم معزز بألف حجة وحجة يقدمها المنطق الحماسي لعدوه على طبق من فضة
والافظع من ذلك كله، تقرر حماس وتفتي بأن لسكان قطاع غزة الحق بالعيش في طمأنينة وبحبوحة لشهر واحد في كل عام... حقا رمضان كريم
1 comment:
It is clear that the Leadership of the movement has realized that Hamas the government cannot behave like Hamas the Resistance and is now facing the same dilemna than the PLO in previous years.For all their accusuations to Fatah it seems they are following in their steps.
What will be interesting is the reaction of the more militant factions in Gaza. Will they respect the truce and how will Hamas respons if they dont?
J.E
Post a Comment