بقلم: سيرين الامين
استهدف تفجير أمس في كفرسوسا سوريا قائد من قادة العمليات الخاصة والاستخباراتية في حزب الله، عماد مغنيّة. الشهيد مغنيّة من مواليد 1962 طير دبّا جنوب لبنان، لكنه عاش فترة من حياته في منطقة النبعة قبل ان يهجر وعائلته منها إلى ضاحية بيروت الجنوبية عام 1976
يقول البعض ان مغنية لم يتخط في دراسته الصفوف المتوسطية، ولكن ثبت انه درس سنة في الجامعة الأمريكية في بيروت
تلقى مغنية تدريباته العسكرية في سن مبكر وكان في نهاية السبعينات من الوجوه البارزة لما يعرف بفرقة الـ17 التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية. بعد ذلك، التحق مغنية بـ" أفواج المقاومة اللبنانية - أمل". وغداة الاجتياح الاسرائيلي لبيروت عام 1982 يقال ان عماد مغنية كان من اوائل المنضمين إلى حزب الله الذي بدأ العمل على انشائه منذ عام الاجتياح
لقّب من قبل الاستخبارات الغربية بال "القائد الشّبح" (the shadowy leader). قيل عن "الحاج رضوان"- و هذه كنيته (وقد قيل عنه الكثير), بأنه خضع لعمليات تجميليّة تمويهيّة و ذلك لأنه وۥضع على لائحة " الأكثر خطراً " (most wanted)، كما حدّد مكافأة بـ25 مليون دولار لمن يخبر عن مكان وجوده
كل ذلك بعدما اتهم مغنية من قبل الاستخبارات الاسرائيلية والغربية بتنفيذ سلسلة من العمليات خلال الحرب الاهلية في لبنان ومنها تفجير مقري السفارة الامريكية والمارينز في بيروت والسفارة الفرنسية، كما نسب اليه خطف طائرة تي دبليو أي الامريكية والمشاركة في موجة خطف الرهائن الاجانب خلال الثمانينات في العاصمة اللبنانية... ولكن كل هذه الاتهامات بقيت دون اي دليل حسي وقضائي، ما عزز صورة مغنية الاسطورية
اصبح كل ذلك من التاريخ فجأة اذ جاء توقيت اغتيال مغنية في أجواء لبنانية محمومة داخليّا، و بينما تستعد دمشق لاستقبال وزير الخارجية الإيراني مانوشاهر متّكي
لكن المقلق هو أن هذا الاستهداف أتى عشيّة الاحتفاء بذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بالتّالي، فان 14 شباط سيكون يوم مشحون من الطرفين 14 و 8 آذار
مما لا شك فيه أن هذه العمليّة الانتقاميّة (يقال بأن لل"حاج" دور محوري بعمليات مهمة جداً, سيّما خطف الجنديين الإسرائيليين في 12 تموز 2006 وادارة العمليات العسكرية في الحرب التي لحقت) رسالة متعددة الأهداف و الأبعاد: على الصعيد المحلي هي ضربة موجعة وخسارة كبيرة للمقاومة الإسلامية و لمناصريها و لكنّها أيضاً مصدر بلبلة و ارتباك في صفوف الموالاة لجهة استيعاب وامتصاص هذا الحدث الخطير قبيل مهرجانهم التعبوي، الحدث الذي، إذا صح التعبير، خطف الأضواء عنهم و لربّما فرض تعديلاً تكتيكياً سريعاً. أما على الصعيد الإقليمي، فهي اختراق للشبكة الأمنية والاستخباراتية السورية كما هي استهداف لحليف إيراني على درجة كبيرة من الأهمية
14 آذار والسلطة في وضع مفصلي يمتحن قدرتهم "الخلاّقة" على استنباط الحلول الملحّة لتعديل كفة الميزان ولتكريس "توازن الرعب"، أما 8آذار و قوى المعارضة فغداً سيكون لهم يوم طويل
على أمل أن يتحول الغد إلى يوم تلاقي لا مواجهة
يقول البعض ان مغنية لم يتخط في دراسته الصفوف المتوسطية، ولكن ثبت انه درس سنة في الجامعة الأمريكية في بيروت
تلقى مغنية تدريباته العسكرية في سن مبكر وكان في نهاية السبعينات من الوجوه البارزة لما يعرف بفرقة الـ17 التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية. بعد ذلك، التحق مغنية بـ" أفواج المقاومة اللبنانية - أمل". وغداة الاجتياح الاسرائيلي لبيروت عام 1982 يقال ان عماد مغنية كان من اوائل المنضمين إلى حزب الله الذي بدأ العمل على انشائه منذ عام الاجتياح
لقّب من قبل الاستخبارات الغربية بال "القائد الشّبح" (the shadowy leader). قيل عن "الحاج رضوان"- و هذه كنيته (وقد قيل عنه الكثير), بأنه خضع لعمليات تجميليّة تمويهيّة و ذلك لأنه وۥضع على لائحة " الأكثر خطراً " (most wanted)، كما حدّد مكافأة بـ25 مليون دولار لمن يخبر عن مكان وجوده
كل ذلك بعدما اتهم مغنية من قبل الاستخبارات الاسرائيلية والغربية بتنفيذ سلسلة من العمليات خلال الحرب الاهلية في لبنان ومنها تفجير مقري السفارة الامريكية والمارينز في بيروت والسفارة الفرنسية، كما نسب اليه خطف طائرة تي دبليو أي الامريكية والمشاركة في موجة خطف الرهائن الاجانب خلال الثمانينات في العاصمة اللبنانية... ولكن كل هذه الاتهامات بقيت دون اي دليل حسي وقضائي، ما عزز صورة مغنية الاسطورية
اصبح كل ذلك من التاريخ فجأة اذ جاء توقيت اغتيال مغنية في أجواء لبنانية محمومة داخليّا، و بينما تستعد دمشق لاستقبال وزير الخارجية الإيراني مانوشاهر متّكي
لكن المقلق هو أن هذا الاستهداف أتى عشيّة الاحتفاء بذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بالتّالي، فان 14 شباط سيكون يوم مشحون من الطرفين 14 و 8 آذار
مما لا شك فيه أن هذه العمليّة الانتقاميّة (يقال بأن لل"حاج" دور محوري بعمليات مهمة جداً, سيّما خطف الجنديين الإسرائيليين في 12 تموز 2006 وادارة العمليات العسكرية في الحرب التي لحقت) رسالة متعددة الأهداف و الأبعاد: على الصعيد المحلي هي ضربة موجعة وخسارة كبيرة للمقاومة الإسلامية و لمناصريها و لكنّها أيضاً مصدر بلبلة و ارتباك في صفوف الموالاة لجهة استيعاب وامتصاص هذا الحدث الخطير قبيل مهرجانهم التعبوي، الحدث الذي، إذا صح التعبير، خطف الأضواء عنهم و لربّما فرض تعديلاً تكتيكياً سريعاً. أما على الصعيد الإقليمي، فهي اختراق للشبكة الأمنية والاستخباراتية السورية كما هي استهداف لحليف إيراني على درجة كبيرة من الأهمية
14 آذار والسلطة في وضع مفصلي يمتحن قدرتهم "الخلاّقة" على استنباط الحلول الملحّة لتعديل كفة الميزان ولتكريس "توازن الرعب"، أما 8آذار و قوى المعارضة فغداً سيكون لهم يوم طويل
على أمل أن يتحول الغد إلى يوم تلاقي لا مواجهة
2 comments:
Dear Sirine
The interesting thing about your text is that despite the revelations and informations mentioned I still dont have a sense of know Imad Mughnieh was as an individual. It is probably the fate of these 'shadow leaders' that the impact of their actions completely obliterate their person.
Also I believe the impact of his disappearance will be symbolic. Ultimately well oiled organisation like Hezbollah would have prepared for this eventuality.
Joseph
Sirine,
Indeed as you say in your post, the 14th of february was a long day for everyone there. I'm afraid I'm not optimistic after what we witnessed. It was not at all a day where the two main factions showed a unity in martyrdom.
Unfortunately, in the memory of the hundred thousands gathering to commemorate Hariri, Moughniyeh was not and will never be a martyr. This is the way half the country sees it, a matter of fact. But there was some decent behavior noticed: It’s good no one celebrated mugniyeh’s death by offering sweets!
This 14th of February was the day of political symbolism: two main speeches need to be decoded. Nasrallah’s one and Jumblat’s one. While jumblat’s speech was courageous and arrogant enough and was a continuity of his taboo breaking federal idea “the peaceful and mature divorce” that means a kind of Hezbollah autonomy in his “lands” what makes him alone responsible and accountable for his acts. It is a message dangerous enough sent by jumblat to Israel: If you’re going to declare a war, do it only on hezbollah areas, As if the Lebanese people living in Hezbollah areas are not Lebanese or are traitors and more attached to Iran and Syria.
Nasrallah answered back with two symbols: He reaffirmed the “lebanity” of the shia in Lebanon telling the other half of the country: If you don’t like what we do just leave the country!... go to your masters in Washington and tel Aviv. He pushed the arrogance further by declaring a “Ben Laden” style war, outside the frontiers, when half of the country doesn t want the Lebanese state to cover this war, and doesn t want to give this new kind of “resistance” any legitimacy.
So we are in a very different situation from what we had during the 90’s where the Lebanese state in legitimating the resistance gave it a real national meaning that led to the liberation of south Lebanon. Unfortunately this era is over!
what I saw on the 14th of feb was unfortunately a confrontation of two visions: One very Iranian with the presence of the Iranian foreign minister and the strategic means and plans of Hezbollah that became more of a regional power than a local one. There was on the other hand the “million” that represents the other half of the country, still supporting the political and confessional privilege system.
These two visions are going to clash…. It’s only a matter of time!... Unless some radical changes happen in the region from the kind of resolving the Iranian nuclear crisis, or Damascus signing a new deal with the West after the killing of Mougnyeh whose death is in the interest of too many actors and maybe including Syria…
Best
Bachir
Post a Comment