Thursday, May 8, 2008

تجاوزوا الحواجز النفسية الاخيرة... انها الحرب الاهلية

بشير حبيب

Picture: Al-Akhbar newspaper www.al-akhbar.com

هل بدأت الحرب الاهلية في لبنان؟ هل تنفع التطمينات بأنها لن تحصل؟ هل هي حرب اهلية سنية شيعية ام حرب بين مشروع وطني ومشروع اميركي-اسرائيلي للنيل من المقاومة؟

كم تكثر الاجابات على هذه الاسئلة وكم ستتحفنا تطورات الايام المقبلة ببراهين واضحة تؤكد امرا واحدا لمن لا يزال يشكك يطبيعة النزاع اللبناني.

بكل بساطة هي حرب اهلية، كانت حتى اليوم باردة تخللتها منذ عام ونصف العام فترات وجيزة ساخنة، كانت ترتسم بعدها في كل مرة حدود النزاع البارد ومستلزماته وفقا للتعبئة الشعبية من قبل الفريقين الرئيسيين، ووفقا لما يمكن ان يستخدم من ادوات في الفترات الباردة التي تلحق التطورات الساخنة التي كانت تحصل.

مثالا على ذلك، الانتقال من التظاهر السلمي لفريقي 8 و 14 آذار، الى الاعتصام بشكل آخر ودائم للمعارضة في وسط بيروت ما غير قوانين اللعبة التي تقتصر على التظاهر ليوم واحد.

بعد ذلك جاءت احداث اضراب 23 كانون الثاني 2007 واسلوب التعبير من خلال قطع الطرق بالاطاارات المشتعلة من قبل المعارضة ما استفز الطرف الآخر شعبيا وكانت احداث جامعة بيروت العربية بعد يومين والظهور المسلح الاول لانصار تيار المستقبل، ما كسر حاجزا نفسيا آخر باتجاه اعتماد ظاهرة السلاح الفردي كواقع، وعملت الاحزاب الموالية والمعارضة على حد سواء على تسخيف هذا السلاح بالقول ان السلاح الفردي موجود اصلا في كل بيت لبناني.

وجاءت بعد كل ذلك ظاهرة استعمال السلاح ابتهاجا او تأييدا بعد كل كلمة متلفزة يلقيها احد الرموز السياسيين للطرفين، حتى انه تم قطع حواجز نفسية اخرى في هذا المجال وهي استعمال قذائف الار بي جي.

تجدر الاشارة هنا بأنه قبل عام تحديدا لم تكن هذه الظاهرة منتشرة الا في مناطق حزب الله بعد كلام امينه العام حسن نصر الله.

اليوم ليس صحيحا ان الوضع يختلف جذريا عما سبق قرارات الحكومة اللبنانية بتفكيك شبكة اتصالات حزب الله وازاحة رئيس جهاز امن مطار بيروت من منصبه بسبب قضية تنصت قد تكون تجري في المطار.

لقد اخطأ نصر الله بتوصيفه قرار الحكومة على انه اعلان حرب، لان ما يجري ليس الا استكمالا ساخنا لحرب اهلية باردة غذاها حزب الله بدهاء كبير من خلال اعطائه الذرائع لخصومه تدريجيا لاعادة ادخال ثقافة اظهار السلاح الفردي واستعماله عند الضرورة.

لقد بدأت مرحلة ترسيم حدود المناطق في بيروت وغير بيروت. قطع طرق، شبان في الازقة والشوارع الداخلية جاهزون للمواجهة حتى ولو انكفؤوا عن المحاور الرئيسية.

حاجز نفسي جديد تم تجاوزه، فللمرة الاولى منذ نهاية الحرب الاهلية عام 1990 تدوم اشتباكات داخلية اكثر من 24 ساعة.

حتى لو تم احتواء كل ما يجري خلال الساعات المقبلة، وهو امر مستبعد، فان الاكيد ان الحاجز النفسي الاخير قبل الحرب الاهلية الساخنة التي ستدوم قد اجتيز بجدارة وقد تكون المراحل المقبلة تتعلق بادارة العمليات العسكرية.

ولكن بالمناسبة، اين الجيش اللبناني؟


No comments: