Sunday, April 26, 2009

عن الستاند آب كوميدي في العالم العربي

خالد برّاج


تكثر في الآونة الأخيرة بين بيروت و دبي مروراً بعمَان الحانات و المقاهي التي تتباهى بتقديم عروض الستاند آب Stand-Up Comedy على غرار تلك الحانات الأمريكية و الأوروبية التي دأبت على تقديم مثل تلك العروض منذ عشرات السنين.

لا شك أنّ عروض الستاند آب هي محاولة لخلق جو فكاهي/ نقدي جديد على عالمنا العربي الحزين المكتظ بالأنظمة والقادة والجهل وزنازين الشعوب، ولعلّ بروز هذا النمط الفني/المسرحي الجديد في مدننا العربية يعود إلى الترويج له من قبل بعض المحطات والشبكات التلفزيونية الفضائية من خلال بث أبرز عروض الستاند آب في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، حتى أنّ شبكة شوتايم العربية قد قامت في الأمس القريب بإنتاج برامج وعروض متنقلّة خاصة بالستاند آب مستقدمةً ستاند آب كوميديين محترفين من الولايات المتحدة ممّا دفع ببعض الشباب العربي الى التمثُل بهم وخوض تلك التجرية من خلال بعض المقاهي التي شرعّت أبوابها لهؤلاء الشباب آملةً بذلك استقطاب جمهور متنوِع يبحث عن فسحة مرح في عالم عربي مليء بالسباب والشتائم والتخوين.

لكن لعّل خوض تلك المغامرة من قبل مجموعة من الشباب العربي ولا سيّما اللبنانيين والمصريبن و الأردنيبن بشكل خاص قد طرحت علامات استفهام كثيرة فيما يتعلّق بجودة ومحتوى العروض المقدّمة إلى غاية الآن، وإذا آخذنا بعين الاعتبار ابتعاد الستاند آب كوميدبين العرب عن أسلوب بعض أشهر الستاند آبس كريشارد براير و إدي مورفي لأسباب متعلّقة بمحرمات وطبيعة العالم العربي (السباب والشتائم على المسرح – التلميحات الجنسية – الانتقاد الديني – الانتقاد السياسي المباشر إلخ...) و الاعتماد بشكل واضح على أسلوب و واضيع تشبه إلى حدٍ ولو بسيط أسلوب جيري ساينفلد وبيل كوسبي وبيلي كريستل (أي الابتعاد عن المواضيع الجنسية الواضحة والسباب والشتائم المباشرة على المسرح) فإنّ محتوى العروض بشكل إجمالي هو إلى حدّ الآن أقل من الوسط و ذلك يعود لعدة أسباب / عوائق أهمّها التالي:

- إفتقار بعض الستاند آب كوميدين العرب إلى الموهبة وحس الفكاهة والدعابة رغم المحاولات التي يقومون بها خلال العرض والتي غالباً ما تبوء بالفشل لانّ الموهبة هي بالفطرة ولا يمكن إستحداثها بمجرّد أن يقرِر شخصاً ما خوض غمار الستاند آب كوميدي.

- استحضار النكتة اليومية إلى خشبة مسرح الستاند آب علماً أنّ المقصود والمعروف عالمياً أنّ الستاند آب كوميدين يستمدون مواد العرض من الأمور اليومية والحياتية حيث يقومون بعرضها مستخدمين أسلوباً نقدياً ساخراً، على أنّ إخبار النكت اليومية التي يتداولها الناس من قبل مجمل الستاند آب كوميدين العرب لا تمط بصلة إلى مفهوم و مبدأ الستاند آب كوميدي.

- محاولة تقليد أسلوب وطريقة الستاند آب كوميدين الاميركيين ممّا يسبِب بضياع العرض بشكل كلّي لاختلاف الجمهور وتفاوت المواضيع التي ما غالباً يحاول البعض نقلها من إطارها الاميركي الصرف إلى إطارٍ محلي ممّا يؤدي في كثيرٍ من الأحيان إلى كارثة لعدم استيعاب الجمهور/ المشاهد العربي لها.

- الاعتماد على الغناء الفكاهي و الهزلي كمحاولة لكسر الجليد مع الجمهور ممّا يؤدي إلى ضيق خلق الجمهور لكثرة الغناء خلال العرض وافتقار كلمات ونص الأغنية إلى مقوِمات المعنى و السخرية الهادفة.

إنّ محاولات خلق مساحة للستاند آب كوميدي في عالمنا العربي هي محاولات جريئة وموضع احترام ممن يقدّر هذا النوع من الفن وهي بالنتيجة تغني الوسط الفني بوافدٍ جديد يقف على مسافة واحدة من السينما والمسرح والغناء و الشونسونيه، إلا أنّ تلك المحاولات معرّضة للفشل (ممّا يؤدي إلى فشل التجربة يشكلٍ عام) إذا ما استمرّت تلك العوائق في الظهور عند كلِ عرضٍ سواءاً كان الستاند آب لبنانياً، مصرياً أو أردنياً.

1 comment:

mohamed said...

برافو برافو برافو
موضوع جمييييييل