Monday, September 7, 2009

!ما بعد صلاح عزالدين

خالد برّاج







لكانت الضجّة التي أحدثتها إفلاس رجل الأعمال و المال صلاح عزالدين في الأسبوع المنصرم تمرّ مرور الكرام و تقتصر على خسائر مالية لأشخاصٍ ميسّري الحال و بعض رجال الاعمال و شركاتهم لولا التداول الإعلامي حول تعرّض بعض قياديي حزب الله النافذين و بعض مؤسسات الحزب الرسمية أو التي تدور في فلك الحزب إلى خسائر مالية من العيار الثقيل نتيجةً لتعاملهم المالي مع السيِد صلاح عزالدين, ثلاث تحديات أمام قيادة الحزب تجاه ما حصل أو ما قد ينتج عن ردّات فعل على الصعيد الداخلي للحزب:
أولاً : مصداقية قيادة الحزب تجاه الحزبيين و المناصرين الملتزمين عقيدة الحزب الدينية (و هم بالأساس ملتزمون العقيدة الدينية قبل إلتزامهم بمشروع المقاومة) , و من المعلوم أنّ تلك العقيدة المبنية أساساً على الترفّع عن ملذّات و مغريات الحياة و نكران الذات و الزهد في الآخرة هي من الركائز الأساسية عند التنظيمات الإسلامية و الحزب تنظيم إسلامي قبل أن يكون تنظيماً مقاوم يتّخذ من السيرة الكربلائية بما تمثِل من ترفّع عن ملذات الحياة من مالٍ و جاهٍ و صرخة حقٍ بوجه الطغيان و الظلم أساساً لرسالته السياسية و الإجتماعية في مجتمعنا اللبناني المتنوِع.
السؤال : كيف ستبرِر قيادة الحزب لشريحة كبيرة من الملتزمين العقائديين غرق بعض القياديين في وحولٍ دنيوية هي أبعد ما تكون عن رسالة الحزب الدينية و الدور الريادي الإسلامي الذي يلعبه الحزب ؟
ثانيا ً: الخسائر المالية و تأثيرها على إلتزامات الحزب الإجتماعية تجاه "مجتمع المقاومة" من عوائل شهداء و جرحى مروراً بمؤسسات الحزب التعليمية و التربوية و الثقافية إضافةً إلى مدى تأثير تلك الخسائر على البنى العسكرية الخاصة بالمقاومة و أفق و أطر تطويرها مستقبلاً.
السؤال : هل يستطيع الحزب الإعتماد فقط على المساعدات الإيرانية المالية و العينية ؟ علماً انّ بعض الإشاعات تتحدّث عن نوعٍ من تقنينٍ أو تخفيضٍ في المساعدات الإيرانية على إثر بروز أصوات عدّة في الجمهورية الإسلامية (حتّى ضمن فريق عمل المحافظين) تطالب بخفضها لما في ذلك من بداية تأثيرٍ سلبي على الإقتصاد الإيراني بشكلٍ عام.
ثالثاً : تأكيدات حول مساهمة و ضلوع اللوبي الصهيوني و إسرائيل بشكلٍ غير مباشر على الأقل بتلك الخسارة (الإفلاس) التي تعرّض لها رجل الأعمال صلاح عزالدين و هي كما يؤكِد بعض المحلّلين و الصحافيين حرب من نوع آخر تشنّها إسرائيل على الحزب مرادها الإقتصاص من الحزب بتوجيه ضربة إقتصادية/مالية له تأتي بثمارها من خلال إحداث حالات من النقص في الموارد المالية للحزب و تؤدي إلى خفض في مستوى التسلّح و التجهيزات اللوجستية مّما ينعكس سلباً على عمليّات الحزب العسكرية و الإستخباراتية إضافةً إلى تأثيرها المباشر على باقي مؤسسات الحزب.
السؤال : كيف سيكون ردّ فعل الحزب إذا صدقت الإشاعات حول ضلوع إسرائيل و لوبيها الصهيوني المنتشر في العالم في الإفلاس الذي تعرّض له رجل الأعمال صلاح عزالدين  ؟
أسئلة و تحدّيات من نوعٍ آخر تواجهها قيادة حزب الله للمرّة الأولى منذ نشأة الحزب في بداية الثمانينات, لا شكّ أنّ هناك حالة إرباك عند القيادة و المحازبين و ترقّب عند باقي اللبنانيين من المتعاطفين أو المنتقدين للحزب و أدائه  و المعطيات قليلة و الإشاعات أكثر لكن من الواضح و إن صدقت تلك الإشاعات أنّ حزب الله قد تلبنن أكثر من اللازم و إنّ إسرائيل قد بدأت بحربٍ تدميرية من نوع آخر يراد منها تحجيم و إضعاف مجال عمل الحزب السياسي, الإجتماعي و التربوي وصولاً إلى القضاء بشكلٍ كامل و نهائي على منظومة الحزب العسكرية و اللوجستية.





No comments: