Wednesday, September 16, 2009

جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية

خالد برّاج


التاريخ: 16 ايلول 1982 – المكان: منزل المعلِم الشهيد كمال جنبلاط

"يا أبناء بيروت البطلة، يا أبناء شعبنا اللبناني العظيم في الجنوب والجبل والبقاع والشمال، أيها المقاتلون الوطنيون الشجعان إن العدو الإسرائيلي المستمر في حربه الوحشية ضد لبنان منذ أكثر من مئة وأربعة أيام يبدأ اليوم تدنيس أرض بيروت الوطنية الطاهرة... فلتنتظم صفوف الوطنيين اللبنانيين كافة، وبغضّ النظر عن انتماءاتهم السابقة وعن الاختلافات الإيديولوجية والطائفية والطبقية، في جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ضد الاحتلال الإسرائيلي، كسراً للقيد الذي تحاول أن تفرضه اليوم أميركا وإسرائيل على عنق شعبنا الحر ورفعاً لراية التحرر الحقيقي لشعبنا العظيم".

جورح حاوي – محسن إبراهيم



لبّا الرفاق النداء و حملوا السلاح و أخرجوا جيوش صهيون من بيروت و طاردوهم في صيدا و البقاع و جنوبي الجنوب, لم ينتظروا مباركة إقليمية أو إحتضان دولة ممانعة أو حتى مالٍ شريفٍ طاهر, إلتحقوا في صفوف جبهة المقاومة الوطنية البنانية (جمَول) و قاوموا المحتل أينما كان غير آبهين بالموت أو الأسر...
فألف تحية إلى من أطلق الشرارة الأولى, ألف تحية إليك يا أبو أنيس شهيد الحرية و العدالة الإجتماعية و الإنسان و ألف تحية إليك يا أبا خالد يا من آثرت السكوت في هذا الزمن الرديء "زمن الفضيحة" كما يقول شاعرنا الكبير الراحل محمود درويش.
و ألف تحية إليكم يا شهداء جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية, أنتم يا خيرة الرجال الآتون من كل قرية في لبنان , أنتم من آمن أنّ عدو الداخل من نظام طائفي و محاصصة مذهبية هو نفس العدو المغتصب لأرض فلسطين والجنوب, هو نفس العدو المتربِص في ظلال الأنظمة العربية التقدمية و الرجعية ...
و ألف تحية إلى تلك العائلات التي هُجِرت من أرض و قرى الجنوب على يدِ المحتل الصهيوني و عملائه و على يدِ قوى الأمر الواقع (و الغدر) من فاشيين/ظلاميين و عصابات الإجرام و القتل...
و ألف تحية إليكم يا أمهات شهداء جبهة المقاومة الوطنية البنانية , يا من صبرتم و ضحيّتم بأغلى ما عندكم كي تبقى راية الحق و التقدّم تغرز مجدها في صدر الصهيونية و الأنظمة العربية (وكلّ الأنظمة العربية) البالية...
و ألف تحية إليكم يا أسرى جبهة المقاومة الوطنية البنانية , أنتم من خرجتم من معتقل أنصار و الخيام و زفتا و سجون الداخل الفلسطيني , أنتم من خرجتم من هذا السجن الصغير إلى السجن العربي الكبير, أنتم من أهملتكم الدولة و الحكومات المتعاقبة و سياسيوا الطوائف و المناصب...
فترة مجيدة من تاريخ نضال الشعوب بوجه الإحتلال و الظلم و القهر, فترة مجيدة يحاول البعض اليوم تغييبها و التعتيم عليها عن قصد, لكن ما من أحد ليستطيع (في لبنان و غيره) أن يمحيها من ذاكرتنا و وجداننا, لا أحد يستطيع تزييف و تزوير التاريخ إلى الأبد, هي كما تقول كلمات الأغنية في مقطعها الأخير:


"بين أنصار و عتليت يا أمي
كتبتلك أشوائي
بترابات فلسطين يا أمي
أنا و رفاقي
ونحنا شفنا العذاب يا أمي
و دءنا حلاتو
و إلِي نِسي جمّول يا أمي
يعدم حياتو"

No comments: