Monday, October 25, 2010

نصيحة

خالد برّاج



مضحك و مبكٍ في آنٍ معاً عندما تستذكِر القيادات اليسارية و الشيوعية الحالية في المهرجانات الحزبية و المؤتمرات التضامنية المتنوعِة المشارب و الأهداف المثقّفين و المقاومين الشيوعيين و اليساريين الذين سقطوا غدراً على أيدي التنظيمات و العصابات الإسلاموفاشية في الفترة الممتدة بين 1985 و 1988 في كلّ من بيروت و الجنوب.

المضحك في الأمر أنّ هذه القيادات الحالية من أمناء عامين و أعضاء مكاتب سياسية و لجان مركزية و مجالس وطنية لأحزابٍ و تنظيمات (و التي أصبحت عملِياً فارغة من محازبيها و مناضليها) تقف الأن في صفّ هذه التنظيمات الإسلاموفاشية و تدافع عنها و تبرِر لها أعمالها من تهديدٍ دائم لسياسيين و أحزاب و صحافة مكتوبة و مرئية وصولاً إلى الغمز الشبه اليومي لجهة إستمال "السلاح الميليشيوي" لفرض الرأي بالقوة إذا لزم الأمر.

و المضحك الثاني في الأمر هي كمِية المعونات المادية الشهرية و الموسمية التّي يتمّ توزيعها على بعض الأحزاب و القيادات اليسارية من قبل تنظيم إسلاموفاشي شهير لكي تقوم هذه الأحزاب و القيادات و عبر الإعلام بشتم و تلفيق إتهامات كاذبة و الإفتراء على كل من يعارض أو يختلف بالرأي مع هذا التنظيم الإسلاموفاشي "صاحب المال الطاهر و القرار الحرّ ".

أمّا المبكي في الأمر هو ذكر أسماء هؤلاء الشهداء الأبرار خلال المهرجانات اليسارية و خطب الأمناء العامين الرنّانة في إطار مشوّه للحقائق و التنكُر للظروف و الأسباب التي رافقت عملية إغتيالهم و تحميل مسؤولية الإغتيالات لأطرافٍ أخرى ليس لها علاقة لا من قريب و لا من بعيد بهذه الإغتيالات و تبرئة المرتكب الحقيقي و إعطائه شهادة حسن سلوك وطنية و قومية و أممية.

نصيحة صغيرة للقيادات اليسارية و الشيوعية اللبنانية الحالية المتحالفة (أو العميلة – تعبير أدقّ) مع التنظيمات الإسلاموفاشية ضمن "جبهة مواجهة الهجمة الإمبريالية الأميركية الصهيونية على لبنان و المنطقة العربية" أن تراجع تاريخ بلد إسمه إيران بُعيد الثورة الإسلامية عام 1979 التي أطاحت بنظام دكتاتور إيران الشاه محمد رضا بهلاوي و أتت بنظامٍ رجعيٍ/ظلاميٍ كان أول مآثره تأسيس عصابات مسلّحة إسلاموفاشية شبه حكومية/رسمية (أصبحت فيما بعد رسمية) قامت في المرحلة الممتدة بين 1980 و 1984 بالملاحقة و الإقتصاص من المناضلين و المثقّفين اليساريين و الشيوعيين الذين ساهموا وكان لهم الدور الرئيسي بنجاح الثورة الإيرانية.



No comments: