Saturday, June 9, 2007

وعود وانجازات قمة الدول الثماني


بشير حبيب
اختتمت مجموعة الدول الثماني قمتها السنوية يوم الجمعة 8 حزيران2007. وكما في كل عام، وعد المؤتمرون بمزيد من الاموال: 60 مليار دولار للقارة الافريقية التي خصص لها الجانب الاخير من المحادثات

اما سبب هذا الكرم، فليس حاجة القارة الافريقية، بل صدى صرخات الملامة التي وجهتها المنظمات الدولية الانسانية
للدول "الاكثر تطورا" بسبب ما بدا انه تناسي للتعهدات التي كانت قطعت في قمة اسكتلندا عام 2005، والتي كان عنوانها "لنجعل الفقر من التاريخ" Make poverty history
حينها، وعدت الدول الثماني بمضاعفة الاستثمارات التنموية في البلدان الافريقية بحلول عام 2010، ومرت الايام، ومر عامان، وبدا ان الدول الاكثر تقدما ليست الاكثر احتراما للتعهدات التي تقطعها،حاولت الدول الصناعية اذا استدراك الامر في محاولة لانقاذ ماء الوجه، ووعدت (والوعد غير الاقرار) بـ60 مليار دولار على امل تحقيق، وفي غضون 2010، ما كان تم التعهد به في عام 2005

المواضيع الاخرى، التي تكرم الرؤساء الثمانية البحث فيها فهي بغاية الاهمية للكرة الارضية: اتفاق يقضي بتخفيض "اساسي" في انبعاث غاز ثاني اكسيد الكربون بهدف السيطرة على عملية التغير المناخي، ولكن لحظة! لم يتم الاتفاق على هدف محدد لتخفيض انبعاثات الغازات الضارة

لماذا؟ لان واشنطن التي تعارض بشدة اتفاقية كيوتو افتت ان لا اتفاق في هذا المجال الا اذا شمل البلدان الصناعيان اللذانينتميان للعالم الآخر (او جنوب الكرة) اي الهند والصين

وبينما ينتظر سكان اقليم كوسوفو على احر من الجمر موقف الدول الاكثر تأثيرا في العالم حيال امكانية استقلالهم، فاجأتهم القمة في بيانها الختامي بانها " فشلت في التوصل الى موقف واحد بشأن وضع الاقليم". طبعا، فيجب مراعاة مشاعر روسيا التي هددت باستعمال الفيتو في مجلس الامن ضد مشروع قرار حول استقلال كوسوفو، كما يجب التهدئة من روع قيصرها فلاديمير بوتين وعدم استقزازه بملف كوسوفو بعد التوتر الروسي الاميركي الاخير من جراء قضية القلق الروسي من الدرع الاميركي المضاد للصواريخ من جهة، ومطالبة واشنطن لموسكو بالاحتكام للديمقراطية في سياستها الداخلية وسياستها الاقتصادية من جهة اخرى

ولكن القادة العظماء لم يخفقوا في صناعة الانجازات
فالقمة ساندت اتخاذ اجراءات اخرى ضد طهران اذا رفضت وقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم
وساندت القيام بخطوات عقابية اخرى تجاه السودان اذا فشلت بمساندة الجهود الدولية لانهاء الصراع القائم في دارفور
وحثت كوريا الشمالية على وقف اختبار الصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية وان توقف كل برامجها النووية
وبالطبع لم تنس القمة ان تمر مرور الكرام على العراق والاراضي الفلسطينية ولبنان لتأكيد مواقف سابقة لا جديد فيها. وفي هذه الاثناء، كان الصحافي البريطاني روبرت فيسك يطرح سؤالا جوهريا في مقالة له في 3 حزيران الماضي تحت عنوان: "هل بامكان الجيش اللبناني ان يقاتل في حرب الولايات المتحدة على الارهاب"؟ رجاء راجع الرابط التالي:

http://news.independent.co.uk/fisk/article2609304.ece

No comments: