Wednesday, June 20, 2007

ورطة اولمرت ويد حماس... الممدودة

بشير حبيب

ايهود اولمرت كان في ورطة: نتائج الحرب على لبنان
الصيف الماضي، وتقرير فينوغراد، واستقالة وزير الدفاع عمير بيريتس، ومطالبات بالاستقالة حتى من اقرب المقربين اي وزيرة الخارجية تسيبي ليفني

خرج اولمرت من ورطته... بفعل عاملين



الاول فوز الجنرال السابق ووزير الحكومة السابق ايهود باراك المتمرس في زعامة حزب العمل، وفتح اولمرت ابواب الحكومة له وبخاصة باب وزارة الدفاع التي عانت ما عانته من سوء ادارة بيريتس للحرب في الصيف الماضي، وقلة خبرته العسكرية التي جعلت منه اضحوكة عندما لم يعرف كيف يستخدم المنظار فكانت الصورة الشهيرة
حتما لن يقع الجنرال باراك في فخ منظار بيريتس، وحتما سيعمل على ان يعيد للجيش الاسرائيلي
معنوياته ولوزارة الدفاع هيبتها… وستظهر الايام القادمة السكة التي سيسلكها باراك لتحقيق ذلك، ولكن: هل سيرتدي باراك ثوب الحمائم الذي كان فيه يوم قرر الانسحاب احاديا من جنوب لبنان في العام 2000؟ ام سيختار ثوب الصقر؟ وهو الثوب الذي احبه لدرجة جعلته يغير اسم عائلته من ايهود بورغ الى ايهود باراك (وباراك تعني "البرق" بالعبرية)، عام 1959، عندما التحق بالجيش حيث تولى مهمات اوصلته الى اعالي الهرم العسكري. ومن هذه المهام ما يعرف في اسرائيل بعملية "ربيع الشباب" في بيروت عام 1973 عندما تنكر باراك بزي امرأة في العاصمة اللبنانية لاغتيال اعضاء في منظمة التحرير الفلسطينية
ومن المتوقع ان يطلب اولمرت من الجنرال باراك العمل على رد اعتبار المؤسسة العسكرية والخيارات هنا مفتوحة (في حال لم تثمر الجهود السياسية)، فهناك لبنان وحزب الله، ولم يعد خيار اعادة فتح الجبهة السورية مستبعدا كما هناك العامل الاستراتيجي الايراني... وبالطبع هناك الاراضي الفلسطينية وبالتحديد قطاع غزة بعدما سيطرت عليه حركة حماس بالقوة
نصل هنا الى العامل الثاني الذي انقذ اولمرت وفتح له باب الخيارات على مصراعيه عندما اهداه الفلسطينيون وتحديدا حماس حياة سياسية جديدة في سيطرة حماس الكاملة على غزة ما يعطي اسرائيل قدرة تحرك ومناورة في اتجاهات عدة. فبدأت منذ يوم الاثنين يالتصرف بطريقة "انسانية" عندما وزع الجيش الاسرائيلي المياه والاكل على الفلسطينيين الذين انتظروا اياما على معبر ايريز ليهربوا من حكم حماس في غزة. وقال وزير الدفاع الجديد انه لا يمانع ان ينتقل هؤلاء الى الضفة الغربية عبر الاراضي الاسرائيلية... واستغل اولمرت وجوده في واشنطن ليعلن مع بوش اقصى درجات الدعم لقوى الاعتدال الفلسطينية اي فتح-محمود عباس وحكومته في الضفة ضد قوى التطرف التي تتمثل بحكم حماس في غزة .الا ان القناع الانساني الذي وضعته اسرائيل حيال الهاربين من "حماستان" واعلان اولمرت عن نيته تكثيف لقاءاته مع محمود عباس، تزامنا مع قصف جوي اسرائيلي لغزة
هذه ليست الا عينة من السياسة الاسرائيلية المقبلة التي ستقضي على المدى المنظور في مغازلة "الفلسطينيين المعتدلين" من جهة، والفتك "بالفلسطينيين الراديكاليين" من جهة اخرى. والنتيجة واضحة منذ الآن: عندما سيلوم البعض اسرائيل بممارسة الفظائع ضد الشعب الفلسطيني فسيكون بامكانها الرد بالقول: لا، انظروا، هؤلاء (فتح) ايضا من الفلسطينيين، فنحن نشن حربا ضد التطرف، وندعم الاعتدال

اذا، تحية شكر لحماس وحلفائها الذين ابدعوا باقحام القضية الفلسطينية حيث تريد اسرائيل اي في منظومة الحرب الاميركية على الارهاب
Picture: (yalibnan.com/.../2007/05/peretz_could_be.php)

No comments: