وائل عبد الرحيم
نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية خبراً عن لقاء العماد ميشال عون، زعيم التيار الوطني الحر وحليف حزب الله الوثيق، بمسؤولين في الموساد الإسرائيلي خلال فترة نفيه القسرية في باريس بين عامي 1991 و2005. طبعاً هذا الخبر يجب ان نتعامل معه على هدى ما اوردته الآاية القرآنية "وإذا اتاكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين"، مفترضين في هذه الحال ان الفاسق هو الصحيفة الفرنسية او من سرّب لها الخبر. ولذا فعلينا ان نحثّ الزعيم الوطني ميشال عون إلى المسارعة لمقاضاة الصحيفة الفرنسية ومسرّب الخبر وربما الدولة الفرنسية نفسها التي لا ريب انه لا يزال فيها نفوذ قوي للرئيس السابق جاك شيراك، صديق آل كابون الحريري، وقد يكون هذا الخبر المسرّب من صنيعة اصدقائه في الصحيفة اليمينية العريقة.
اما هذه الضرورة التي نستعجلها فلها عدة أسباب.
الأهمّ ان ما سرّب يجعل العماد عون في موقع المساءلة القانونية امام القضاء اللبناني لأن القانون في لبنان يعاقب ايّ لبناني يقوم باتصال مع مواطنين من دولة عدوة، فكيف إذا كان هؤلاء مسؤولين في الموساد الذي يتهمه حزب الله وحلفاؤه في لبنان بالوقوف وراء معظم الاغتيالات التي حصلت في لبنان.
ثانياً، ان هذا الخبر يسيء إلى عون ونضاله، فلم يكن عون يوماً في الموقع الإسرائيلي، على العكس من ذلك فهو حالف نظام البعث العربي الاشتراكي في بغداد يوم كان صدام في القيادة، وهو اليوم الضيف الكبير على سورية البعث والأسد معقل العروبة وعرينها.
ثالثاً، إن نشر هذا الخبر يسيء إلى صورة المقاومة اللبنانية المتمثلة في حزب الله الحاضن الأكبر لعون وحليفه الحميم، فالحزب الذي يدافع عن الحياض لا يمكن ان يحالف من التقى مسؤولين في الموساد.
على العكس من ذلك، فالاتهام الذي لا تتوقف وسائل إعلام الحزب عن توجيهه إلى سياسيين لبنانيين بالاتصال مع إسرائيل كوليد جنبلاط يوم زاره شيمون بيريز في المختارة، والقصص الغامضة عن تواطؤ قادة "14 شباط" مع العدو خلال عدوان تموز من العام 2006. كل ذلك يفترض على الجنرال العروبي محبوب الشعب العربي في هذه الأيام ان يبادر فوراً إلى توضيح الحقائق ومقاضاة الفيغارو منعاً للالتباس... خصوصاً أن ما نشر يسيء أيضاً إلى سائر حلفاء عون في الصف الوطني غير حزب الله امثال سليمان فرنجية ووئام وهاب وفيصل الداوود والحزب الشيوعي ورابطة الشغيلة وناصر قنديل وإميل رحمة ونادر سكر وفايز شكر وعدنان عرقجي وجو إيلي حبيقة وطلال أرسلان واسعد حردان والعقيد أبوموسى. وأيضاً يسيء إلى أبي الذي بسبب من حبّه لصدام قال لي يوماً ان الجنرال عون لم يلطّخ يديه بعار التعامل مع إسرائيل.
لهذه الأسباب على الجنرال ان يسارع إلى مقاضاة الفيغارو، ومن وراء الفيغارو، وربما يبيّن التحقيق ان أوجيه فرنسا وآل الحريري وكذلك بندر بن سلطان هم وراء فبركة الخبر.
أما إذا لم يبادر عون إلى ذلك رفعة منه وتعففاً، ولأنه أقسم على عدم المسّ بحرية الصحافة، فعلى القضاء اللبناني ان يتحرك للتحقيق في الأمر واعتبار الخبر بمثابة إخبار، ليس إدانة لعون لا سمح الله، فالجنرال لا يحتاج إلى صك براءة من احد، ولكن لملاحقة الذين فبركوا هذا الخبر، فلو طبّق القانون في لبنان لتسبب الخبر هذا في سجن عون ظلماً وبهتاناً.
اما إذا لم يتحرك القضاء اللبناني الذي لا يزال ينتظر توافق أصحاب السلطة في البلاد على التشكيلات القضائية المعطلة، فعلى امن المقاومة ان تعتبره إخباراً وتتحرك للتقصي ومعرفة من وراء نشر الخبر الكاذب قطعاً على قاعدة "كذب الفرنسيون ولو صدقوا".
اما إذا لم يتحرك احد – وعلى الأرجح لن يتحرك احد – فلا بأس بذلك، سيظل عون بطل القومية العربية في لبنان وبطل حق اللاجئين الفلسطينين في التهجّر من مخيماتهم والعودة إلى فلسطين ولو كانت عودتهم على نسق التيه الكبير للشعب اليهودي حينما قاده موسى عبر سيناء، كما تقول الأسطورة التلمودية وسائر الأساطير الإلهية اللاحقة.
اما هذه الضرورة التي نستعجلها فلها عدة أسباب.
الأهمّ ان ما سرّب يجعل العماد عون في موقع المساءلة القانونية امام القضاء اللبناني لأن القانون في لبنان يعاقب ايّ لبناني يقوم باتصال مع مواطنين من دولة عدوة، فكيف إذا كان هؤلاء مسؤولين في الموساد الذي يتهمه حزب الله وحلفاؤه في لبنان بالوقوف وراء معظم الاغتيالات التي حصلت في لبنان.
ثانياً، ان هذا الخبر يسيء إلى عون ونضاله، فلم يكن عون يوماً في الموقع الإسرائيلي، على العكس من ذلك فهو حالف نظام البعث العربي الاشتراكي في بغداد يوم كان صدام في القيادة، وهو اليوم الضيف الكبير على سورية البعث والأسد معقل العروبة وعرينها.
ثالثاً، إن نشر هذا الخبر يسيء إلى صورة المقاومة اللبنانية المتمثلة في حزب الله الحاضن الأكبر لعون وحليفه الحميم، فالحزب الذي يدافع عن الحياض لا يمكن ان يحالف من التقى مسؤولين في الموساد.
على العكس من ذلك، فالاتهام الذي لا تتوقف وسائل إعلام الحزب عن توجيهه إلى سياسيين لبنانيين بالاتصال مع إسرائيل كوليد جنبلاط يوم زاره شيمون بيريز في المختارة، والقصص الغامضة عن تواطؤ قادة "14 شباط" مع العدو خلال عدوان تموز من العام 2006. كل ذلك يفترض على الجنرال العروبي محبوب الشعب العربي في هذه الأيام ان يبادر فوراً إلى توضيح الحقائق ومقاضاة الفيغارو منعاً للالتباس... خصوصاً أن ما نشر يسيء أيضاً إلى سائر حلفاء عون في الصف الوطني غير حزب الله امثال سليمان فرنجية ووئام وهاب وفيصل الداوود والحزب الشيوعي ورابطة الشغيلة وناصر قنديل وإميل رحمة ونادر سكر وفايز شكر وعدنان عرقجي وجو إيلي حبيقة وطلال أرسلان واسعد حردان والعقيد أبوموسى. وأيضاً يسيء إلى أبي الذي بسبب من حبّه لصدام قال لي يوماً ان الجنرال عون لم يلطّخ يديه بعار التعامل مع إسرائيل.
لهذه الأسباب على الجنرال ان يسارع إلى مقاضاة الفيغارو، ومن وراء الفيغارو، وربما يبيّن التحقيق ان أوجيه فرنسا وآل الحريري وكذلك بندر بن سلطان هم وراء فبركة الخبر.
أما إذا لم يبادر عون إلى ذلك رفعة منه وتعففاً، ولأنه أقسم على عدم المسّ بحرية الصحافة، فعلى القضاء اللبناني ان يتحرك للتحقيق في الأمر واعتبار الخبر بمثابة إخبار، ليس إدانة لعون لا سمح الله، فالجنرال لا يحتاج إلى صك براءة من احد، ولكن لملاحقة الذين فبركوا هذا الخبر، فلو طبّق القانون في لبنان لتسبب الخبر هذا في سجن عون ظلماً وبهتاناً.
اما إذا لم يتحرك القضاء اللبناني الذي لا يزال ينتظر توافق أصحاب السلطة في البلاد على التشكيلات القضائية المعطلة، فعلى امن المقاومة ان تعتبره إخباراً وتتحرك للتقصي ومعرفة من وراء نشر الخبر الكاذب قطعاً على قاعدة "كذب الفرنسيون ولو صدقوا".
اما إذا لم يتحرك احد – وعلى الأرجح لن يتحرك احد – فلا بأس بذلك، سيظل عون بطل القومية العربية في لبنان وبطل حق اللاجئين الفلسطينين في التهجّر من مخيماتهم والعودة إلى فلسطين ولو كانت عودتهم على نسق التيه الكبير للشعب اليهودي حينما قاده موسى عبر سيناء، كما تقول الأسطورة التلمودية وسائر الأساطير الإلهية اللاحقة.
3 comments:
لا أود التعليق على الخبر سلباً أو ايجاباً فهو ما زال خبراً دون توثيق
بعض الأوصاف في المقال أراها بحاجةإلى تدقيق، قلت:
" إن نشر هذا الخبر يسيء إلى صورة المقاومة اللبنانية المتمثلة في حزب الله الحاضن الأكبر لعون وحليفه الحميم"
ملاحظتي على الفقرة السابقة أمران، الأول أن وصف العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر بالحاضنة ليس دقيقاً لأن ما بينهما هو تحالف سياسي بين قوتين سياسيتين تلاقتا في المصالح والرؤى في الوقت الراهن وبعد حرب تموز تحديداً والثاني أنه حتى وإن ثبت الخبر فلا أظن أنه سيحمل إساءة للمقاومة لأننا عندما نتحدث عن المقاومة اللبنانية في الوقت الراهن نقصد مقاومة حزب الله للعدو الاسرائيلي وخبر كهذا قد يسيء لسمعة تحالف حزب الله السياسي في الداخل اللبناني مع التيار الوطني الحر فقط بل ربما يتم تجاوزه للحصول على المكاسب السياسية من هذا التحالف
ورد في المقال اشارة الى قوى 14 شباط وأظن أن الصحيح هو قوى 14 آذار
ورد في المقال تحالف الجنرال مع مجموعة من القوى السياسية والرموز الوطنية ومن ضمنها الحزب الشيوعي اللبناني وهنا نتوقف قليلاً لأن الحزب الشيوعي اللبناني وفق معلوماتي لم يتحالف مع أي من الفريقين سياسياً ويرفض اللعبة السياسية من الطرفين وفق أسس المحاصصة الطائفية المتبعة ولكنه يؤكد دعمه للمقاومة بكافة أشكالها للعدو الصهيوني
شكراً لك على المقال واعتذر عن الاطالة
عزيزي محمد
نعم التحالف بين عون وحزب الله واضح، ولكن من وجهة نظري فان حزب الله يمثل حاضنة لأنه الطرف الاقوى عملياً، ولانه يتولى تسويق الجنرال عون عربيا مدعياً أنه التيار المسيحي المشرقي المقاوم
في موضوع الاساءة كان القصد هو التهكم المبطن لان قيادة الحزب تعرف جيدا ان الامر لا يتوقف على اتصالات بين عون واسرائيليين بل على دوره الملتبس في اكثر من محطة ومن بينها قانون محاسبة سوريا الذ1ي نسج بالتعاون مع اللوبي الاسرائيلي في الولايات المتحدة وكان لعون دور فيه، لكن اللقاء بين عون والموساد ان ثبت وهو تم في التسعينيات يشير الى ان عروبة الجنرال المدعاة ليست الا وهما وتضليلا يحاول مسوقو عون على المستوى الشعبي العربي ترويجه.
يالنسبة الى تسمية 14 شباط اوافقك الراي انهم 14 آذار لكنني استخدمت العبارة التي يصف فيها العونيون وحزب الله قوى 14 آذار ليس الا!
بالنسبة للحزب الشيوعي يوجد ورقة تفاهم موقعة بينه وبين التيار العوني.. وعلى كل امل ان اكون مخطئا في موضوع الحزب الشيوعي
وشكرا على اهتمامك
وائل
ما بين الحذاء والسيف, بين الكرامة والمهانة
دلوني من أي سوق اشترى منتظر الزيدي حذاءه. ومن أين لنا بسوق وأسواق لمثل هذا النوع الممتاز من الأحذية في كل مدينة وبلدة وحارة في وطننا العربي كله. صحيح أن الزيدي لم يستطع إصابة وجه بوش ولكنه أصاب ومباشرة وجه الخزي والاستخذاء العربي, وبصرمايته (الصرماية لفظة عامية سورية تعني الحذاء) دخل هذا الصحفي العراقي التاريخ من أوسع أبوابه. ودخل معه أيضاً بوش كأول رئيس أمريكي يستقبل بالبيض الفاسد في بداية ولايته وينهيها (بصرماية) في الوجه.
قديماً رد الفرزدق على الحسين الشهيد عندما سأله عن الناس فأجاب: قلوبهم معك وسيوفهم عليك. وأما اليوم فلا قلوب ولا سيوف معنا, بل مجرد حذاء ينتهك وجه الزيف والكذب والصمت.
وقديماً أيضاً كان السيف رمز لكل ما هو أصيل وشريف, ولكنه أصبح في زمننا هذا للرقص واستقبال القتلة المجرمين, اصبح سيف النذالة الذي يذبح أطفال غزة المقطوعة عنهم الكهرباء حتى في المشافي, اصبح سيف الغدرالذي يطعن كل من يرفض سياسات همجية لشخص أسمه بوش هو أيضاً أسم على مسمى كما غيره. في هذا الزمان, زمان أن الحياة عقيدة وجهاد أصبح هذا الحذاء رمزاً لقيمنا وجهادنا وأصبح السيف رمزاً لعار أصحاب السيف. الذين لهم أن يفخروا بإنجازهم فلقد قسموا الدول اعتدالاً وتطرفاً والعرب أعراباً والدين طوائفاً والإسلام مذاهباً والمبادىء سيوفاً وأحذية. ولكن هيهات فكما نطقت المنار أيام العدوان بأحرف من لهب لأبي لهب أولمرت وغيره: فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك, فوالله لا تمحو ذكرنا
فهكذا سيكون. ومن الآن فصاعداً على عرب الاعتدال في بلاد العرب أن يخشوا من حذاء ما (الشبشب والمداس والمندوس وكل معاني هذه الكلمة في الكثير من اللهجات العربية).
سلامي للحذاء وصاحبه العراقي الشريف وخالص احتقاري لسيف عربي لم يسل من غمده ووضع في غير موضعه.
Post a Comment