Monday, March 21, 2011

حملة إسقاط النظام الطائفي: التحدِيات

خالد برّاج


حسناً فعل الشبّان و الشابات بإطلاق حملة إسقاط النظام الطائفي في لبنان و جميلة تلك اليافطات التي رفعت في التحركات مطالبة بنظامٍ علماني بديلاً عن نظامنا الطائفي العفن, الصورة بحدِ ذاتها جميلة و معبِرة في بلد يُراد فيه الطائفي كأساس و العلماني كإستثناء.

و بغض النظر عن إختلافنا الفكري أو السياسي مع بعض المشاركين في التظاهرات من أحزابٍ أو جمعياتٍ شبه حزبية فإنّه من الممكن التأسيس على هذه الحملة كوسيلة ضغط بوجه النظام و عملائه ( و أقصد هنا نظام 1943 و تعديلاته أمّا العملاء فهم السياسيين من "موالٍ مستجد/معارض سابق" إلى "معارضٍ مستجد/موالٍ سابق") إلاّ أنّ الحملة في مرحلة إختبار مفصلي و الطريق معبّد بالأشواك و لعلّ بوادر تلك الأشواك ظهرت إلى العلن للمرّة الأولى في مظاهرة يوم الأحد 20/03/2011 علماً أنّ في الخفايا ما يدلّ على أكثر من إشكالية و منها ما ينسف جوهر هذا التحرُك من أساسه و يجعل عنوانه جميل و برّاق لكن محتواه فارغ أو على نقيض مع عنوانه.

و هنا تبرز الإشكاليات الحقيقية التي على القيميين و المشاركين في الحملة و المظاهرات العمل سريعاً على إزالتها و تخطِيها و يمكن تلخيص تلك الإشكاليات بالنقاط التالية:

أ‌- شعور البعض أنّ الحملة ليست بعيدة عن التجاذب و الإنقسام السياسي الحاصل في البلد بالرغم من تأكيد القيِيمين على الحملة و المتظاهرين أنّ الحملة لا تستهدف سياسي معيّن أو طرف سياسي واحد بل أنّ الحملة هي بوجه جميع السياسيين من فريقي 8 و 14 أذار و من خلفهما النظام الطائفي المهترىء (الأفضل هنا إستعمال عبارة الزعماء السياسيين لما تحتوي تلك العبارة على مدلول طائفي/مذهبي/إقطاعي/زبائني)

ب‌- محاولة الزعماء السياسيين (لا جدوى من إعادة تكرار عبارة الطائفيين فهي من المسلّمات) سرقة التحرّك عبر تأييده أو إرسال بعض أعضاء المكاتب السياسية للمشاركة في التحرّك/المظاهرة و قد ظهرت في وسائل الإعلام منذ بدأ التحركات عبارة جديدة يمكن إضافتها إلى قاموس العبارات السياسية اللبنانية و هي "عضو المكتب السياسي الأستاذ أو السيِد أو الحج فلان الفلاني شارك في صورة مستقِلة" و ذلك بالرغم من وجود الضادين في تلك العباراة (عضو مكتب سياسي و صورة مستقلة).

ت‌- إشكالية سلاح حزب الله لما يشكِل هذا السلاح من معوقات فعلية من الناحية العملية (بغض النظر عن الإنقسام الحالي حوله بين طرفي النزاع في لبنان و الأطماع الإسرائيلية الدائمة من إجتياح أو عدوان) و ذلك للأسباب التالية:

1. أولاً: للتعارض مع مفهوم القوة العامة (من شرطة و جيش إلخ...) التي تختصر الأمن و تمتلك حصرية السلاح في الأنظمة الحديثة و أي بناء لدولة أو نظام سياسي يجب أن يلحظ بشكل أساسي مبدأ حصرية السلاح بيد القوة العامة التي هي ركن مركزي في بناء السلطة العامة.

2. ثانياً: لكون السلاح أساساً هو بيدِ حزب ديني على خلاف جزري و عقائدي مع مفهوم الدولة العلمانية (و ليس من باب المصالح كعيِنة كبيرة من الأحزاب و السياسيين اللبنانيين), هذا لا يعني أنّ الحزب يؤيِد النظام الطائفي الحالي و لكن نظرته للنظام تختلف بل تكاد تكون نقيضة للدولة العلمانية و هي تلتقي إلى حد كبير مع نظرة التيارات الإسلامية "السنِية" لشكل و مفهوم الدولة (الرجاء مراجعة أدبيات الحزب منذ نشوءه إلى يومنا هذا فيما يخصّ الطائفية و نظام الحكم في لبنان).

3. ثالثاً: لإرتباط هذا السلاح بالصراع في المنطقة.

4. رابعاً: لإرتباط الحزب العضوي بالجمهورية الإسلامية في إيران و تأكيده مراراً على أهمية هذا الإرتباط من الناحية الدينية و الفقهية و الفكرية و السياسية.

ث- إشكالية الإستثناءات في التعبير عن رفض النظام الطائفي و الزعماء الطائفيين و هنا يلاحظ أنّ بعض المتظاهرين يفضِلون التصويب على زعماء معيّنين و إستثناء آخرين علماً أنّ طائفية كل الزعماء هي واضحة إلى العلن و لعلّ الإشكال الذي حصل يوم الأحد 20/03/2011 أثناء رفع يافطة تنتقد فيها أحد الزعماء و الأسلوب الميلشيوي الذي أقدم عليه بعض "اللاطائفيين" لإنتزاع تلك اليافطة خير دليل على ذلك.

الحملة تواجها تحدِيات كبيرة و منزلقات وعرة و لعلّ حجم المشاركة في تظاهرة الأمس هي خير دليل على وجود وعي عند مجموعة كبيرة من اللبنانيين (و منهم من الأصدقاء و الرفاق الذين نعتز بصداقتهم و نضالهم) بأنّ الخلل يكمن في نظامنا الحالي و إنّه قد آن الأوان للإنتهاء من مقولة " النظام يعيد إنتاج نفسه بوسائل أخرى" كما حصل في محطات 1958, 1969, 1973, 1990, 2000 و إنتخابات 2005 و إتفاق الدوحة 2009.

1 comment:

Anonymous said...

I fully agree with your review. I will add two more points:

1) The protesters raised a large picture with Lebanese politicians they want out, and Hassan Nassrallah was excluded from the list!
That is not bound to reassure many people

2) What is the alternative? what can they practically and constitutionally propose. I read on the facebook page, some discussions regarding "Majless el Shioukh" for example. But most oppose it.

Without a clear alternative proposal/objective, the movement will always lack credibility.

JB