Sunday, July 8, 2007

مَنْذا يُغنّي معي؟ في حبّ لبنان و أشياءَ أ ُُخرى

سيرين الأمين


أُحِبّ ُ عَلَََم بلادي أحمر أبيض أخضر أحمر
أحبُّ جيش بلادي أخضر زيتي كاكي تُرابي
أحبّ الهواء يسرح و يمرح في مُربّعات و فسحات حارتي
لا أحبّ الدّمار و الفراغ في حارتي, حارة حريك
أحبّ شارع "ألكسي عبد النّور" فيها, كما لم أحبّه من قبل و أحبّ شارع الحمرا
أحبّ البْلوزة بلا كِمّ
أحبّ الزواج المدني
أحبّ سمير قصير لأنّه فَهيم، ولأنّه أراد "الٳنتفاضة على الإنتفاضة" و لأنّه وسيم جدّاً
أحبّ شاب " الإنضباط"1 الذي إبتسم لي كثيراً دون أن يغضّ الطّرف
فعيناي ليست عَوْرة امّا شَعْري فطويل جميل كما أراده لي رَبّي وخَلقه
ثُمّ حاكََََه خِماراً لرأسي فرَبّي جميل يُحبّ الجَمال- كما أنّي اُخْتٌ في الإنسانيّة لهذا الغريب الوَدود القريب
و أَفرَغَ َ ماء شُرْبه على زجاج سيّارتي المجلغم من زوم شطف إمّ علي
أحب ّإذاً هذا الشّاب المُلتحي قليلاً الذي أحبّني و قال لي و هو يسكب ماءه
شَغّلي المَسّاحات! فقلتُ "بَسْ بْطرطشك" فَرَد ّ و هو يبتسم كثيراً
و لا يهمِّك شغليّا! فهو لا يهاب مَؤتاً و لا رذاذ ماءٍ
أحبّ "إم علي" لا تفهموني غلط و لكنّي لا أحب زوم غسيلها
أحبّ لبنان كما في نشيد الأناشيد و أغاني الرّحابنة
أحبّ ما قاله النبيّ التوراتيّ حَبقوق عن لبنان في "لعنته" الرّابعة
و أحبّ أيضاً "لعنته" الثّالثة
أحبّ لو يعود بعض المسيحيين الى حارتهم حارتي
فأنا أحبّ جَرَس كنيسة حَيّنا
لا أحبّ الطّائفية لا أحبّ العنصريّة لا أحبّ النّازيّة لا أحبّ الفدراليّة لا أحبّ الإنعزاليّة لا أحبّ الفرْز لا أحبّ الحياديّة لا أحبّ الفساد لا أحبّ الغدر لا أحبّ التبعيّة و لا الٳلتحاقية
أحبّ لبنان وطناً نهائياً لنا جميعاً
أحبّ الحريّة أحبّ الديمقراطيّة أحبّ العدالة أحب ّالتكافل الإجتماعي , أحبّ الأمن أحبّ الكرامة أحبّ المروءة أحبّ الدفء
أحبّ لمّا تكون العين بالعين و السّن بالسّن فالبادي أَظلَم
و أحبّ,أحياناً لمّا يكون المسامح كريم
أحبّ الأقليّات أحبّ العرب و الأكراد و التركمان و الأرمن و السريان و
الكلدان و الأشوريين و الأمَزيغ و كل الأحرار
أحبّ العراق أحبّ فلسطين أحبّ الأندلس أحبّ الزّنزِبار
أحبّ الطّفل يرضع بِِزّ أمّه و لا يَرضى عنه بديلاً
أحبّ "طريق الشّام" و "يسوعيّتي" فيها
و أحبّ "اللبنانية" و "الأميركيّة" أيضاً
أحبّ الفُصحى و العاميّة و أحبّ الفرنسيّة
أحبّ هويّتي المُزَرْكشة الواحدة كما الثّالوث : ٳسْمي الفارسيّ,بَشرتي الرّوميّة ,نَبْضي العامِليّ عنفواني اللبنانيّ هَواي المتوسطيّ فَذلَكتي الفرنكوفيونيّة عِنادي العِراقيّ و عُمْقي القُرَشيّ الهاشميّ
لا أحبّ الفوضى الخلاّقة و لا الحروب الأهليّة,و لا الإغتيالات السياسيّة
أحبّ أمّي و أبي و أحبّ كل البشريّة - تقريباً لأنّي لا أحبّ الأنْدال على أشكالهم
لا أحبّ الوزير اليابانيّ "فوميو كيوما" (يا حَيْف ! خَسِىء أشباه الرجال !) لكنّي أحبّ الهاْيكو
أحبّ من يحبّني لا أحبّ من لا يحبني
لكنّي أحبّ عودة الإبن الضّا ل
أحبّ محمد و عيسى و موسى و بوذا و بْراهما و الشِّنتو و السّيخ والصّوفيين و الموحدين
والعلويين و الصّابئة و اللاأدريين و أهل الشّك و أهل اليقين و العلمانيين
أحبّ بيت "خالو هيثم" في الصَوّانة "البيت المربّع" فهكذا عَمَّده إبن خالي عندما كان صغيراً أحبّ هذا البيت مع أنّه طار في حرب تمّوز
أحبّ كثيراً مَن فَدى بنفسه عنّي و عنك و عن الوطن
أحبّ الحياة كثيراً و اخاف الموت
أحبّ الشمس و البحر و الجبل و قَلعة بعلبك
أحبّ الفُنون والغناء و الشّعْر و الرقص
أحبّ الكِتاب و الصُّحبة الطيّبة
أحبّ شَعْري حُرّاً في الهواء يُلاعبه نسيمٌ عليل
أحبّ الجسد كما الرّوح
أحبّ الشّرق كثيراً
أحبّ الرَّجُل شَهْماً,مُرْهَفاً شاعراً كريما فارساً عربيّاً... يا سلام
أحبّ المرأة سيّدة قَدَرها
لا أحبّ تفضيل الرجل على المرأة و أحبّ الأَزْرق و الزّهْر للبنات
أحبّ الحُلُم
أحبّ المازة اللبنانية مع انّي لا أحبّ الكبّة النيّة و اخَواتها
أحبّ فيروز و وديع و عاصي و فِلِِمون و زيا د و بْريلْ و براسّانس
أحبّ ايضاً نانسي وغمّازاة اليسار و شيرين و روبي أحياناً
أحبّ كلّ ما سقط منّي سهواً
أحبّ المكان أكثر من الزّمان

أحبّ عَلَم بلادي أحمر أبيض أخضر أحمر
فَمَنْذا يُغنّي معي ؟
أو منذا يغنّي على عودٍ بلا وترِ

1
لمن لا يعرف الضاحية الجنوبيّة,فشباب "الٳنضياط" هم مدنيّون من مناصري "حزب الله",يساهمون في تنظيم السّير, و ذلك بعد العدوان الٳسرائيلي على لبنان في تمّوز 2006 لا سيّما على الضّاحية, و بعد الخَراب و الدّمار السُرياّليين اللذَين أُ ُ لحقا بها


1 comment:

Bachir said...

that's how we all are: lost between "kawmiyya and kotryya" between the pride of the military green suit and the use of that suit as an opression tool against freedom of espression, between religion as a personal belief and religion as a social way of life, between laicity atheism and religion, between falastin yasser 3arafat, and falastin george habash and falastin hamas and fateh!... well i think the real core of what you wrote sirine is the identity problem, in that sense, yes our identity is a mix between all what u have "screamed" about!... well but i think if we throw your lines in between the lebanese population to pick from, we can tell what each confession including the laics and atheists will choose... and i'm sure it will be a civil war project!... it's sad i feel we havent reached yet a bottom line agreement!....