Wednesday, January 7, 2009

صحافّيو غزة في دائرة النار الإسرائيليّة

فيما الجيش الإسرائيلي يمنع بشكل كامل دخول الصحافة الأجنبية إلى غزة، فإن تدفق المعلومات من القطاع لم يتوقف حيث نشط الصحافيون الفلسطينيون رغم كل المخاطر لنقل الخبر بالصوت والصورة إلى العالم. ونهار الأربعاء توفّي المصوّر التلفزيوني باسل فرج (22 عامً) متأثّراً بجروح أصيب بها في الغارة التي استهدفت مقر جمعية "واعد" للأسرى، في حي تل الهوا، جنوب مدينة غزة، في اليوم الأول للغارات الإسرائيلية.
وكان فرج يعمل مصوراً للتلفزيون الجزائري وفي شركة فلسطين للانتاج الإعلامي، وهو من سكان حي الشجاعية في مدينة غزة. كذلك يعاني إيهاب الشوا الذي يعمل في وكالة رامتان للأنباء من جروح نتيجة إصابته بشظية في فخذه الأيمن بعد 10 دقائق من أوّل هجوم صباح يوم السبت الماضي.
وفي اتصال معه يقول الصحافي مفيد أبوشمالة لموقع Arabdemocracy من غزة إن الصحافيين الفلسطينيين وخاصة مصوّري التلفزيون والمراسلين يتحركون وفق معطيات وإرشادات لا تقي من مخاطر الإصابة "لا سيّما وأن هذه الإرشادات تفيد في حالة المواجهة الميدانية بالأسلحة الخفيفة، وإن ما لديهم من سترات واقية لا تحميهم من ضربات الصواريخ التي تتساقط (أحيانا بشكل عشوائي) على مدنيين ومؤسسات خدماتية وبضمنها مرافق الأونروا".
ويعمل مفيد في
وكالة رامتان في غزّة التي استطاعت أن تقدّم خدمة إخبارية حيّة ومتميّزة استندت إليها معظم الفضائيات العربية في نقلها للحرب التي تشنّ على القطاع.
ويقول أبو شمالة إن الصحافيين الفلسطينيين في القطاع يسعون لتغطية العدوان بالحد الذي يضمن لهم السلامة نظراً لعدم وجود معارك ميدانية قريبة يمكن تصويرها عن قرب.
ويضيف "كذلك فإن تحركات سيارات البث أيضاًُ معرضة للخطر رغم أنها تحمل علامات تلفزيونية وما شابه ذلك، وبالأمس ذهبتُ إلى مستشفى الشفاء فوجدت أكثر من 30 صحافياً ينتظرون وصول المصابين والجثث من ضحايا العدوان ويكتفون بتصويرهم على باب المستشفى باعتبار أن ذلك يكفي".
ويتابع "نحن في رامتان بدورنا لا نستطيع توقّع مكان وزمان الضربة التالية لذا فإننا نصوّر على الهواء مباشرة سماء غزة وتتحرك الكاميرا بشكل شبه منتظم في محاولة لرصد أي هجوم وتصويره على الهواء وهذا ما حدث في الأيام الماضية خلال وجود مراسل للجزيرة أو غيرها في حالة لايف مثلا".
وفيما يخصّ التغطية الإخبارية المكتوبة، يشير أبوشمالة إلى أن الصحف الفلسطينية لا تصل إلى غزة، و"موظفوها يعتمدون أخبار الوكالات في هذه الأيام، وأما مراسلوها فلا يوجد لديهم شبكة اتصالات تساعدهم في توصيل الأحداث للصحيفة، وكذلك فإن شبكة الجوّال وقعت ولم تعد قادرة على تحمل الضغط".
ويوجد نوع آخر من المصاعب التي يعانيها الصحافيون في غزة، يلخّصها أبوشمالة بـ"الظروف الحياتية العادية" التي "تشكل عنصراً ضاغطاً على حياة الصحافيين كغيرهم من المواطنين للانشغال في تدبير أمور الحياة من ماء وكهرباء ودقيق أو ربطة خبز، بل حتى بطاريات الجوال تشكل معاناة للصحافي عند التفكير أو البحث عن طريقة لإبقائها مشحونة باستمرار لا سيما وأن الكهرباء مقطوعة منذ 5 أيام متواصلة ولا يوجد سولار أو بنزين للمولدات المنزلية".
وحتى الآن لا يوجد تماس مباشر بين الصحافيين والجيش الإسرائيلي داخل غزة، "لأن طبيعة هذه المعركة غير عن سابقاتها فلا معارك أرضية داخل المدن وإنما ضربات جوية متلاحقة على أهداف منتشرة على طول القطاع وعرضه". ولكن أبوشمالة يرى أنه "لو حدثت اشتباكات داخلية فمن المتوقع استهداف الصحافيين قبل تحذيرهم لأنه يبدو لا يوجد أي خط أحمر بعد ضرب سيارات الإسعاف والمستشفيات والمدارس والمساجد".
ويعطي أبوشمالة مثالاً لما حدث في مدرسة الفاخورة الثلاثاء التي قتل فيها 42 طفلاً وأمرأة ورجلاً مسنّاً "من الذين طلبوا الإيواء والاحتماء تحت راية الأونروا ظناً منهم أنها تحميهم". ويردّ الصحافي الفلسطيني على تبرير الجيش الإسرائيلي لما حدث بأنه كان يردّ على إطلاق صواريخ من المكان"، فيشير الى ضعف هذه الحجة، حيث أنه "إذا كانت إسرائيل تمتلك تقنيات حربية دقيقة التصويب فلماذا تستخدم صواريخ زنتها طن في مكان يعتبر مدنياً ولماذا لا يستخدمون أسلحة أقل وزناً وأكثر تصويباً ضد المسلحين أنفسهم إذا كانت رواية الجيش في هذه الواقعة صحيحة، ولكن يبدو أن الجيش الذي يواجه مقاومة عنيفة غير مرئية بالنسبة له يستعيض عنها بضرب متعمد لمنشآت مدنية ليوقع أكبر عدد من القتلى ويزعم عبر وسائله الإعلامية أنها تضم مسلحين".
وعن رأيه في منع إسرائيل دخول الصحافيين الأجانب إلى القطاع يقلّل أبوشمالة من تأثيره على التغطية "لأن معظم الوكالات المشهورة لديها مراسلون ومصورون منتشرون في غزة كرامتان تقريباً ومنها رويترز وفرانس برس وإيه بي تي أن وإيه بي وغيرها".
يُشار إلى أن منظمات حقوقية عالمية منها
هيومن رايتس ووتش طالبت الحكومة الإسرائيلية بأن "تسمح فوراً للصحافيين ومراقبي حقوق الإنسان بالدخول إلى غزة"، والالتزام بحُكم المحكمة الإسرائيلية العليا الصادر في 31 ديسمبر/كانون الأول 2008 بهذا الخصوص.
Arabdemocracy

No comments: